حلمي النمنم: المثقفون أيدوا ثورة 23 يوليو منذ اللحظة الأولى (حوار)

كتب: إلهام زيدان

حلمي النمنم: المثقفون أيدوا ثورة 23 يوليو منذ اللحظة الأولى (حوار)

حلمي النمنم: المثقفون أيدوا ثورة 23 يوليو منذ اللحظة الأولى (حوار)

كشف الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة السابق، عن موقف النخبة المثقفة المعاصرة لأحداث ثورة 23 يوليو 1952، وعلى رأسهم الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، وكيف كان أول من أطلق على الحدث اسم «ثورة» حتى قبل أصحابها، موضحا في حواره لـ«الوطن»، أنّ النخبة المثقفة آنذاك كانت ترى أنّ الجيش المصري وحده هو القادر على التصدي للاحتلال، لذلك بارك طه حسين الثورة وكتب عنها في الصحف، وإلى نص الحوار..

كيف كان موقف الدكتور طه حسين من ثورة 23 يوليو من واقع كتابك «طه حسين من الملكية إلى الجمهورية»؟

الكتاب الصادر عن هيئة قصور الثقافة يناقش علاقة الدكتور طه حسين بثورة 23 يوليو 1952، فهذه العلاقة ملتبسة وموضع شائعات كثيرة جدا، كما أنّ علاقة طه حسين بالنظام الجمهوري والثورة تنطوي على مفارقة غريبة، وهي أنّ النظام الملكي قدّم للدكتور طه حسين كل ما يمكن أن يقدمه لمثقف وكاتب كبير، حيث حصل على الباشاوية وصار وزيرا في عهد الملك فاروق، وقبلها أنشأ جامعة فاروق أو جامعة الإسكندرية سنة 1942، ومع ذلك لحظة تحرك الضباط الأحرار وكان طه حسين في إيطاليا يوم 23 يوليو 1952، هاتفه السفير المصري في إيطاليا بصفته وزيرا سابقا ليخبره بما حدث في القاهرة، وأخبره أنّ مجموعة من الضباط تحركوا، وقال له السفير إنّه يبدو أنّ هناك انقلابا على الملك، فرد طه حسين على السفير، قائلا: «ليس انقلاب بل ثورة»، أي أنّه من اللحظة الأولى أطلق على الحدث «ثورة».

ما أبرز مظاهر انحياز طه حسين للثورة؟

تروي سوزان، زوجة الدكتور طه حسين في كتابها «معك»، أنّه وضع سماعة الهاتف وقال لها: «هناك ثورة على الملك فاروق في مصر» وكاد أن يغمي عليه من شدة الفرح، وبدأ يكتب على أنّها ثورة، رغم أنّ الضباط الأحرار لم يطلقوا عليها كلمة ثورة في البداية، والبكباشي محمد أنور السادات أسماها انقلاب، وبعض الناس قالوا عنها حركة، والإخوان قالوا عنها «حركة مباركة»، ومحمد نجيب أسماها «النهضة»، بينما نجد طه حسين يختلف مهم تماما، ويصر على أنّها ثورة، وشرح المقصود بكلمة ثورة، وما المطلوب منها، وظل مؤمنا ومدافعا عنها حتى توفي في 1973، وحتى في بداية السبعينيات حين بدأت فترة الهجوم على الثورة وعبدالناصر، لم يكن هو في هذا الطريق.

هل كان ذلك موقف طه حسين بمفرده؟

طه حسين انحاز للثورة من اللحظة الأولى، وهو والنخبة الثقافية الحقيقية كانوا أول من أيّد ثورة يوليو ودافعوا عن تحرك الجيش بقوة، وكان رأيهم أنّ الجيش المصري وحده هو القادر على تحرير البلاد من الاحتلال الانجليزي، ولطفي السيد قال إنّ طه حسين هو صاحب مقولة «لأول مرة نرى مصريين يحكمون مصر»، وهي المقولة التي نسبت إلى عبدالناصر فيما بعد، وحتى العقاد الذي يقال عنه إنّه ضد الثورة هو في الحقيقة كان مناصرا قويا للثورة.

هل تعرض طه حسين للانتقاد بسبب موقفه من الثورة؟

نعم، وبسبب هذا الانحياز اتُهم كثيرا من بعض المثقفين والإخوان تحديدا، بأنّه «يشايع السلطة» وغيرها من الاتهامات، وهو ما تحدث عنه في كتابه الأخير.

ماذا عن علاقة طه حسين بعبدالناصر؟

من مظاهر قوة هذه العلاقة مثلا، أنّه في العام 1957، كان مجلس الأمة يسعى إلى محاكمة طه حسين بسبب قرار مجانية التعليم، وجاء رد عبدالناصر على المجلس بإقرار مجانية التعليم الجامعي «استجابة» لطه حسين.


مواضيع متعلقة