العميد طه حسين.. يحلق ذقنه يوميا بمفرده ويناقش ميزانية وزارته بالنواب

كتب: إلهام زيدان

 العميد طه حسين.. يحلق ذقنه يوميا بمفرده ويناقش ميزانية وزارته بالنواب

 العميد طه حسين.. يحلق ذقنه يوميا بمفرده ويناقش ميزانية وزارته بالنواب

تمر اليوم الأربعاء، 28 أكتوبر 2020 الذكرى 47 لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (1889_ 1973)، والذي سيظل اسمه في تاريخ مصر بأنه أبو مجانية التعليم، وبأنه أبو الجامعات.

فبعد أن أنشأ طه حسين جامعة الإسكندرية، أيام كان مستشارا فنيا لوزارة المعارف، أنشأ جامعة عين شمس، ووضع نواة جامعة أسيوط، بقوة القانون، والإجراءات العملية كإعداد البعثات اللازمة لبناء هيكلها، وشرع يجمع التبرعات لإنشاء جامعة المنصورة، كما وضع برنامجاً قوميا لتوحيد نظام التعليم في مراحله الأولى، فحول عددا هائلا من كتاتيب القرون الوسطى، تلك التي كان يسمونها المدارس الأولية إلى مدارس ابتدائية، بحيث لا يكتفي فيها بتعليم الأبجدية، وجدول الضرب، وإنما تدرس فيها مبادئ العلوم الحديثة، وفتح آلاف الفصول الابتدائية، وانتشر التعليم بفضله انتشارا عظيما.

ويكشف الكاتب إبراهيم عبدالعزيز، في كتابه "طه حسين.. وثائق مجهولة" جانبا آخر من عبقرية طه حسين، تحت عنوان الحاسة السادسة، قائلا "رغم ما نعرفه عن طه حسين، الذي حول آفة العمى (إلى معجزة) ظهرت في آثاره الفكرية، والأدبية الكثيرة، إلا أن الذي لا نعرفه هو أن ذلك (الأعمى)، كان يتصرف في بيته وفي ارتدائه لملابسه وفي الجلوس إلى مائدة الطعام كتصرف المبصرين، وهذا ما فوجئ به المخرج يحيى العلمي، حينما كان يعد لمسلسل (قاهر الظلام)، عن حياة طه حسين، فاستلزم ذلك الاتصال مع أسرة العميد، الذين سمع منهم عنه ما تعجب له، ونتعجب له نحن أيضا".

ويتابع المؤلف في كتابه الصادر عن دار "بتانة": "لقد كان طه حسين لا يشعر أفراد أسرته أنه فقد بصره، فكان يحلق ذقنه بنفسه صباح كل يوم، ويرتدي ملابسه وحده، حتى ربطة عنقه، فلم يكن يساعده أحد في ربطها، ولم ينجح طوال حياته في تثبيت رابطة عنقه في مكانها الصحيح تماما، وكان يذهب وحده صباح كل يوم إلى صالة لتناول إفطاره، دون مساعدة من أحد، لا خلال تناول الطعام، وإنما في كل تحركاته في داخل المنزل".

وعن جانب آخر، ذي صلة بقدراته الفائقة، يقول المؤلف، إن زوجة العميد، نقلت في مذكراته ما رواه أحد العلماء الألمان عن العميد، "عندما توجب مناقشة ميزانية وزارته في البرلمان، كان النواب ينتظرون بفارغ الصبر أن يروا كيف سيتصرف الأعمى أثناء المناقشات، وخاصة كيث سيدافع عن ميزانيته، ولقد دافع طه حسين عن الميزانية وحده تماما في خطاب استمر أربع ساعات ولم يرتكب فيه أي خطأ حتى في الأرقام التي أوردها".


مواضيع متعلقة