تم هدمه أكثر من مرة وشاهد على عصور عديدة.. حكاية مسجد عمرو بن العاص

تم هدمه أكثر من مرة وشاهد على عصور عديدة.. حكاية مسجد عمرو بن العاص
- مسجد عمرو بن العاص
- عمرو بن العاص
- الفسطاط
- مدينة الفسطاط
- فتح مصر
- مسجد عمرو بن العاص
- عمرو بن العاص
- الفسطاط
- مدينة الفسطاط
- فتح مصر
عندما فتح القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر عام 642 ميلادية، أراد أن يبني للمسلمين مسجدًا في موقع مناسب، ليُصبح أول جامع يُبني بالقاهرة، وتستعرض «الوطن»، في السطور التالية حكاية مسجد عمرو بن العاص، وذلك من خلال كتاب تاريخ العمارة الإسلامية.
حكاية مسجد عمرو بن العاص
بعد معارك استمرت ما يقرب من العامين، استطاع عمرو بن العاص فتح مصر عام 642 ميلادية، بعدما انتصر على الإمبراطور البيزنطي فلافيوس أغسطس هرقل ورجاله في مصر، وبدأت حكاية مسجد عمرو بن العاص بعدما جاءت فكرة انشائها بالعاصمة والتي اطلق عليها الفسطاط.
ويعتبر مسجد عمرو بن العاص، هو أول مسجد في القاهرة وثاني أقدم مسجد في مصر، بعد مسجد سادات قريش بمحافظة الشرقية، والذي تم بناؤه بعد أن دخل سيدنا عمرو مصر من الشرق، في سنة 18 هجريًا.
مسجد عمرو بن العاص
وفي حكاية مسجد عمرو بن العاص، اختار القائد ابن العاص، مكانًا مميزًا لانشاء المسجد في وسط مدينة الفسطاط يطل على النيل، وكان عبارة عن حديقة مملوكة لقيسبة بن كلثوم، الذي تبرع بها.
تم الانشاء في البداية وكانت الأرض يغطيها الحصي، والسقف صُنع من الجريد المحمول علي أعمدة من جذوع النخل نفسه، وكان للجامع 6 أبواب من كل جانب باستثناء القبلة، وبه بئرا أطلق عليه البستان، استخدمه المُصلين للوضوء والشرب، ولم يكن للجامع صحن أو مئذنة، أو محرابًا.
تجديدات جامع عمرو بن العاص
شهد المسجد تجديدات وتوسعات كثيرة طيلة تاريخه، فقد تم هدمه وبنائه بهدف التوسيعة أكثر من مرة، وكانت البداية عهد مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن.
ثم جاءت تعديلات أخرى في عهد قرة بن شريك والي مصر أثناء خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي، خلال الفترة من عامي 709 حتي 715 ميلادي، بعدما تم هدمه وزاد في مساحته وأنشأ فيه محرابًا مجوفًا، ومنبرًا خشبيًا ومقصورة.
ومن التوسعات الأخرى، في الدولة العباسية، ابان حكم المأمون، وكان الوالي علي مصر عبد الله بن طاهر، قام بتوسعتة المسجد حتي وصل إلي 112 مترًا في 120 مترًا، أما في عهد الدولة الطولونية، قام خماروية ابن طولون بإعادة عمارة الأجزاء التي تم هدمها من المسجد.
وفي عهد الدولة الأخشيدية، زادت أعمال الزخرفة، من طلاء بالذهب والفضة ونقوش الفسيفساء، وعلي الرغم أن الجامع الأزهر كان المسجد الرسمي للدولة الفاطمية، إلا أن جامع عمرو حظي بالإهتمام، حيث اقاموه علي 400 عمود من الرخام.
و تعرض مسجد عمرو بن العاص للحريق والتخريب والهدم بسبب حريق نشب في مدينة الفسطاط، بعدما تم اشعال النار بالمدينة في عهد الخليفة العاضد لدين الله الفاطمي، خوفًا من أن يستولي عليها الصليبيين، فتهدم المسجد.
بعد أقل من أربعة سنوات حكم صلاح الدين الأيوبي مصر، وفي عهده أمر بإعادة إعمار مسجد عمرو بن العاص من جديد، ثم جاءت التجديدات التي تمت خلال حكم والي مصر مراد بك، الدولة المملوكية، حيث قام بتجديد سقفه وفرشه.
و شهد العصر جامع عمرو بن العاص، توسعيات في عهد محمد علي باشا، الذي قام بإصلاح الجامع وأعاد إلية صلاة الجمعة من جديد، وفي عام 1899 قام ديوان الأوقاف بتجديد سقف الإيوان القبلي وبعض من الإيوان الغربي، وأقيمت جدرانه وفرشت أرضه بالبلاط، وفي عام 1940 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح شامل بالجامع.