سادات قريش.. قصة أول مسجد بني في مصر قبل جامع «عمرو بن العاص»

كتب: نظيمه البحرواي

سادات قريش.. قصة أول مسجد بني في مصر قبل جامع «عمرو بن العاص»

سادات قريش.. قصة أول مسجد بني في مصر قبل جامع «عمرو بن العاص»

وسط شارع القيثارية بمدينة بلبيس يقع مسجد «سادات قريش»، الذي يجمع بين الأجواء الروحانية وعبق التاريخ فالمبنى المشيد على طراز معماري فريد يضم بين أرجائه العديد من الشواهد التي ترجع إلى عصور مختلفة «إسلامية وفرعونية ويونانية وغيرها».

«على الرغم من انتشار المساجد بمدينة بلبيس إلا أن مسجد سادات قريش يتمتع برونق خاص يجذب الأهالي فكان قبلتهم للتعبد دائما خاصة في شهر رمضان الكريم وعودة صلاة التراويح داخل المسجد في ظل جائحة كورونا كان بمثابة فرحة كبيرة بين جميع الأهالي»، بتلك الكلمات بدأ الشيخ  محمد عبدالرحمن نجم، إمام المسجد حديثه معنا وتابع قائلا: «يلتزم جميع المصلين بتطبيق الإجراءات الاحترازية وأهمها التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات واصحطاب كل مصلي سجادة الصلاة الخاصة به».

ووفقا لكتاب تاريخ العمارة والآثار الإسلامية فإن مسجد سادات قريش الذي يقع بمدينة بلبيس يعد أول مسجد تم تشييده في مصر قبل مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة وسمي بذلك نسبة إلى قريش وهي القبيلة التي ينتسب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويوضح الشيخ «محمد»، إمام المسجد أن المسجد تم تسميته سادات قريش بعدما أقامت فيه السيدة زينب ابنة الإمام علي عندما دخلت مدينة بلبيس ومعها بعض آل البيت بعد مقتل الإمام الحسين، لافتا إلى أن قائد الركب يسمي الأمير مدين وكان مريضا وتوفي أثناء تواجدهم في بلبيس وتم دفنه في مقام بمدينة بلبيس.

وأشار إلى أن المسجد يضم نحو 18 عمودا تم تزيينهم بتيجان مختلفة ترمز لعدد من العصور منها «الفرعوني واليوناني والبطلمي وغيرهم»، لافتا إلى أن العمودين الموجدين بقبلة المسجد المحراب يعودان إلى العصر الفرعوني وأحدهما مدون عليه عبارة «الله بس»، وتعني في اللغة الفرعونية أن الله واحد فقط وذلك حسب كتاب البلدانيات.

وتابع: «الأعمدة تم طلائها بطبقة فسفورية لينبعث منها أشعة تضئ المكان بمجرد حلول الظلام إلا أن دهان الأعمدة بمواد مختلفة خلال أعمال الترميم التي تمت في سنوات مختلفة ومتباعدة أدت إلى طمس هذه الطبقة الفسفورية فيما بقيت الأعمدة تحتفظ بأشكالها كما هي منذ تصميمها، لافتا إلى أنه يعلو تيجان الأعمدة سدات خشبية لتقاوم العوامل الطبيعية مثل الزالزل أو غيرها».

وأوضح أن قصة بناء المسجد ارتبطت بفتح عمرو بن العاص مصر في 18 هجرية وكان أول مسجد بني في مصر وأفريقيا والـ 13 عالميا. ومضى قائلا: «بلبيس كانت تمثل بوابة الصد الأولى بالشرقية وبعد اضطهاد الأقباط قام القسيس بنيامين بفتح البوابة الغربية لقوات عمرو بن العاص وانتصروا على الرومان في هذه المعركة وقتل فيها نحو 3 آلاف من الرومان وأسر 3 آلاف آخرين بينما استشهد نحو 250 من المسلمين منهم 40 صحابيا و210 من التابعين» .

وأضاف : «بني عمرو بن العاص المسجد مكان القصر الذي كان مقرا للحكم لروماني وسمي المسجد في بداية تأسسيه بمسجد الشهداء نسبة إلى شهداء المعركة وعندما قتل سيدنا الحسين في كربلاء جاءت السيدة زينب إلى مصر واستقبلها حاكم بلبيس وأقامت في المسجد شهرا ولذلك سمي المسجد سادات قريش وظل محتفظا بهذا الأسم حتى اليوم».

 


مواضيع متعلقة