بعد وفاة معلم محبوب وضبط آخر بـ«التحرش».. تربوية تجيب: كيف يجتمعان؟

كتب: دينا عبدالخالق

بعد وفاة معلم محبوب وضبط آخر بـ«التحرش».. تربوية تجيب: كيف يجتمعان؟

بعد وفاة معلم محبوب وضبط آخر بـ«التحرش».. تربوية تجيب: كيف يجتمعان؟

خلال أقل من أسبوع، ورغم كيلومترات معدودة تفصل بينهما، شهدت محافظتا الغربية والقليوبية، واقعتين مختلفتين جسدتا الصورة مثالية للمعلم، وأخرى مرعبة عن مدرس انحرف عن أداء رسالته وفسدت مشاعره الإنسانية مع «بناته» الطالبات.

وفاة مفاجئة لمعلم محبوب.. وكشف فضائح متحرش

في يوم الخميس الماضي، ذهب محمد عبد الرحمن جعفر، المعلم بمدرسة أشمون الصناعية، بالمنوفية، لاستلام خطاب مراقبة امتحان الدبلومات الفنية، بمحافظة الغربية، وأثناء استلام الأوراق أُصيب بأزمة قلبية، ولم تنجح محاولات إنقاذه، وتوفي وسط صدمة أسرته وزملائه ومحبيه من الطلاب.

شقيق المدرس الراحل قال إن أخيه كان محبوبا من الجميع، ومات أثناء آداء واجبه، كما نعاه وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، قائلا إنه كان مشهود له بالكفاءة وكان حسن الخلق، ولا يتأخر عن آداء دوره في العملية التعليمية.

بعد أيام قليلة، كشف خبر آخر عن الوجه الآخر لتلك الصورة الرائعة التي جسدها «أستاذ أشمون»، عندما ألقت قوات أمن بنها بمحافظة القليوبية، أمس الأربعاء، القبض على معلم بتهمة التحرش بطالباته، بعد أن نسبت إليه تهمة هتك عرض عدد من الطالبات والطلاب خلال حصة الدرس الخصوصي.

الفتيات، من الضحايا الذي كشفوا وقائع التحرش، قالوا في شهاداتهن بتحقيقات النيابة،  إن المدرس كان يحتضهن بشكل غير طبيعي ويتحسس مواضع عفتهن، ورغم انتباههن لغرابة تصرفاته وتحذيراتهن له، فإنهن قررن التحدث لأسرهن حتى يتوقف تمامًا وينال عقابه بالقانون.

أستاذ علم نفس تربوي: المعلم في مكانة الأب بين طلابه

واقعتان متباينتان، الأولى تثير بالأسى والصدمة على معلم «مشهود له بالكفاءة وحُسن الخلق»، والثانية تثير النفور من شخص استغلّ الثقة التلقائية التي يتمتع بها كل من في مكانه، لصالح أغراض غير سوية.

الدكتورة مايسة فاضل، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، علّقت على هذا قائلة في البداية إن المعلم يعتبر في منزلة الأب الثاني لطلابه، إذ يمثل رسول العلم بين الأطفال، مشيرة إلى عدة صفات هامة يجب أن يتصف بها، على أرسها الأخلاق وحسن السير والسمعة والإلمام بالمواد التعليمية، كي يؤدي مهمته ورسالته الكبرى.

التحرش تصرفات فردية.. وهؤلاء سبب الوقائع المسيئة 

وأوضحت فاضل، لـ«الوطن»، أنه خلال دراسة المعلمين بكلية التربية، يتلقون عدة مواد دراسية هامة لترسيخ صفات المدرس المثالية بينهم وطرق التعامل السليمة مع التلاميذ ودعم الأخلاق والميثاق المهني، مشددة على ضرورة حرمان فاقدي حسن السير والسلوك من هذه العمل بهذه المهنة السامية، وعدم التهاون مع الظاهرة.

وتابعت خبيرة علم النفس التربوي، أن دخول غير المتخصصين مهنة التعليم ساعد في انتشار الوقائع المسيئة، مؤكدة أن تحرش المعلمين بطلابهم حالات فردية وليس سمة منتشرة بينهم، منوهة في الوقت نفسه بضرورة أن تعرف الطالبات حرمة الجسد، مع عدم السكوت على أي تجاوزات تجاههن.


مواضيع متعلقة