«لوفيجارو»: صفعة «ماكرون» علامة واضحة على إضعاف الديمقراطية الفرنسية

كتب: محمد علي حسن

«لوفيجارو»: صفعة «ماكرون» علامة واضحة على إضعاف الديمقراطية الفرنسية

«لوفيجارو»: صفعة «ماكرون» علامة واضحة على إضعاف الديمقراطية الفرنسية

نشرت صحيفة لوفيجارو مقالًا لـ«مكسيم توندونيه»، ذكر فيه عددًا من المواقف التي تعرض لها رؤساء فرنسا عبر الزمن إلى الضرب أو الاعتداء من طرف أشخاص ينتمون إلى جماعات معينة أو من طرف مواطنين عاديين عبروا عن استيائهم من سياسات الرؤساء عبر هذه الطريقة المتمثلة في الإعتداء الجسدي.

وقال الكاتب إن الاعتداء الذي تلقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كانت على مستوى الوجه، وهذه سابقة في تاريخ الرؤساء الحديث والحادثة تدل على تمزق المجتمع الفرنسي الذي انقسم بين مجتمع برجوازي مرتاح ويساند العولمة والنظام الرأسمالي، ومجتمع ينتمي إلى فرنسا الشعبية، يعاني التهميش والمشاكل الإجتماعية والاقتصادية والنفسية.

الصورة التي يجسدها رئيس فرنسا تمثل هيبة الدولة

وتابع: «صورة الرئيس يعلق الكاتب لم تعد تجسد الوحدة الوطنية للمواطنين، وحادثة الإعتداء على ماكرون تدل على أن التعبير عن الرفض والاستياء دخل حيز العنف والاعتداء الجسدي».

«الصفعة التي تلقاها ماكرون!»، يقول الكاتب علامة واضحة على إضعاف الديمقراطية الفرنسية، حيث كان من الارجح أن يتم التعبير عن الخلافات والغضب والاستياء بأساليب أخرى مثل صناديق الاقتراع ومناقشة الأفكار بدل صفع أو ضرب أولئك الذين يمثلون السلطة.

كانت الشرطة الفرنسية تمكنت من العثور على أسلحة بالإضافة إلى نسخة من كتاب «كفاحي» لزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، وذلك في منزل الشخص المتواطئ مع الشاب الذي صفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء. 

وأفادت قناة «بي. إف. إم» أمس، وفقا لمعلومة حصلت عليها من مصادر خاصة بها: «عثرت الشرطة على أسلحة لم تحدد طبيعتها خلال مداهمتها لمنزل المتهم»، كما ذكرت أنه «عثرت الشرطة أيضا على نسخة من كتاب كفاحي لهتلر».

وأكدت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن عقوبة صفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصل إلى 3 سنوات في السجن وغرامة قدرها 45 ألف يورو بتهمة «العنف المتعمد ضد شخص يتولى السلطة العامة». 

من جانبه قلل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أهمية حادثة صفعه التي حدثت اليوم، معتبرا أنها «حادث منفرد»، مشيرا إلى عدم وجود أي مخاوف لديه، مؤكدا في الوقت ذاته على أن حق التعبير والتعددية لا يعني أن يكون هناك عنف أو كراهية، ولم يتطرق أحد في الإعلام الفرنسي إلى عقوبة صفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوى في وقت متأخر.

وقال ماكرون لصحيفة لو دوفين الفرنسية، ردا على طلب التعليق على الحادثة: «كل شيء جيد، هذا الحادث يجب وضعه في سياقه، وأعتقد أنه حادث منفرد، وهذا لا يجب أن يلقي بظلاله على باقي الموضوعات المهمة التي تخص حياة الكثيرين».

وتابع الرئيس الفرنسي: «هناك حق التعبير والرأي الآخر وحرية التصويت والتعددية الديمقراطية.. ولكن من جهة أخرى لا يمكن أن يكون هناك عنف أو كراهية، ليس بالكلام ولا بالأفعال»، حسبما ذكرت صحيفة لو دوفين.

ولم يعتبر ماكرون الحادثة دليلا على تدهور الأجواء السياسية، ونفى وجود أي مخاوف لديه في أعقابها.

وقال: «واصلت مصافحة الناس الذين كانوا قرب الرجل (الذي صفعه) وتوقفت لالتقاط الصور معهم، وأنا سأستمر في عملي ولن يوقفني أي شيء».


مواضيع متعلقة