نوال السعداوي.. قليلون من يكسرون قيود السائد

كتب: إلهام زيدان

نوال السعداوي.. قليلون من يكسرون قيود السائد

نوال السعداوي.. قليلون من يكسرون قيود السائد

الدكتورة نوال السعداوي كاتبة ومفكرة، رحلت في 21 مارس الماضي، صاحبة منجز أدبي وفكري متميز، وممتد على مدار ستة عقود، وهي كاتبة «عصامية» إذا أنها «ولدت دون تدشين من أحد»، فقد بدأت السعداوى مسيرتها الثقافية منذ مطلع عقد الستينات، حيث أصدرت مجموعتها القصصية الأولى «تعلمت الحب»، والتي قدمها الكاتب الكبير يحيى حقى محتفيا بها على طريقته، رغم أنه أشار إلى أن النقاد والباحثين لم يرضوا عنها، وهذا التنويه الأخير كان يشير إلى أن كاتبة مشاكسة ولدت دون تدشين من أحد، حيث أن بعض رؤساء التحرير اعتذروا لها عن نشر بعض قصصها، ومنهم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، حيث أنه رأى أن قصصها تكسر التابو!

وحسب الناقد والمؤرخ شعبان يوسف، فبعد صدور هذا الكتاب الأول، لـ نوال السعداوي تجاهله النقاد رغم إشادة يحيى حقي اللافت، وهذا لأن السعداوي بدأت حياتها الأدبية متمردة على السائد الفني والكتابي، وقدمت مالم يقدمه آخرون، الآخرون يكرسون للسائد، ويتجاهلون المختلف والمتمرد، ولم تكتف نوال بإصدار هذا الكتاب فحسب، ولكنها أصدرت في العام نفسه 1961 مجموعة قصصية أخرى «حنان قليل»، قوبلت كذلك بالتجاهل.

ويتابع شعبان يوسف في تصريحات صحفية: ثم أصدرت مجموعتها الثالثة «لحظة صدق»، عام 1965، وقدم لها الدكتور يوسف إدريس، ولكنه لم يتحدث عن القصص، وكتب عن مواصفات كتابة القصة بشكل عام، ووصف السعداوي بأنها تريد أن تكون المرأة كالرجل، وظلت هذه المقولة تتردد في كل الكتابات التي تحاول النيل من نوال، بداية من كتاب جورج طرابيشي الكاتب والمفكر اللبناني عنها «أنوثة ضد الأنوثة»، نهاية بدراسة للدكتور شكري عياد عن سيرتها الذاتية في كتابه «القفز على الأشواك».

وتابع شعبان يوسف: «وتوالت كتابات نوال السعداوي الأدبية، حتى أصدرت كتابها «المرأة والجنس» عام 1972، ليحدث نقلة نوعية في مجال دراسات المرأة، وينتقل التعامل مع نوال السعداوي إلى الهجوم المباشر والحاد، حيث أن التجاهل لم يستطع أن يسكت صوتها ولا كتاباتها، وإنها اكتسبت شعبيتها وشرعيتها خارج النخب المعتادة، تلك النخب التي توزع الألقاب وأشكال الاهتمام لهذا، وتلك وفقا لمنظومات نفعية تحت لافتات فكرية ضيقة وربما رجعية متطرفة، لذا كانت نوال متمردة وثائرة طوال مسيرتها.


مواضيع متعلقة