«شقيقتان وصاحبة الدراسة».. بنات اسكندرية يصلن للعالمية بلعب الأطفال

«شقيقتان وصاحبة الدراسة».. بنات اسكندرية يصلن للعالمية بلعب الأطفال
من حجرة صغيرة تتناثر في جنباتها الكراكيب والمعدات، استطاعت صديقتا الدراسة آلاء خالد محمود، ورضوى طارق جلال، خريجتا كلية العلوم جامعة الإسكندرية، وبمساعدة شقيقة الأولى، نور خالد محمود، إقامة مشروعهن في ابتكار وتصنيع لعب الأطفال، الذي نجحن فيه من خلاله الوصول بمنتجاتهن إلى العالمية، بعد أن وصلت ألعابهن إلى دبي بالإمارات مؤخرا، فضلا عن كم الطلبات الكبيرة القادمة لهن من عملاء خارج مصر بأكثر من دولة حول العالم يرغبون في اقتناء ألعابهن.
ذلك المشروع قام في البداية بفكرة مشتركة بين صديقتي الدراسة، اللتين كانتا سويا بالمدرسة نفسها، قبل أن يتخرجا أيضا سويا من كلية العلوم جامعة الأسكندرية قبل حوالي العامين وبالتحديد سنة 2019، حيث درست «آلاء» بقسم «كيمياء سبيشيال»، بينما درست «رضوى» بقسم «كيمياء ميكرو»، حيث كانتا ترغبان في العمل سويا وبالفعل بدأتا مباشرة بعد التخرج في مشروع «kids area»، لكنه كان مختلفا بعض الشيء عن نظائره المتواجدة.
تقول «آلاء» في بداية حديثها مع «الوطن»: «الكيدز آريا بتاعتنا مختلفة ومبنية على التجارب العلمية واللعب اللي بتساعد على التفكير والابتكار، لكن بس بسبب الكورونا قفلنا».
فكرة مختلفة ومبتكرة
وفي تلك الظروف عادة ما يلوم الشخص على الظروف التي أجبرته على فشل مشروعه، وينتظر وقتا طويلا حتى يتعافى من هذا الشعور بالفشل والإحباط ليشحن طاقة شغفه من جديد ويواصل سعيه نحو هدفه، لكن في حالة الصديقيتن والشقيقة، الأمر كان مختلفا بعض الشي، فبمجرد أن تسبب وباء كورونا المستجد في غلق مشروعهن، خطرت ببالهن فكرة جديدة انطلقن من خلالها بمشروعهن الجديد.
وحول ذلك تكشف «رضوى» في بداية حديثها مع «الوطن»: «قررنا بعد مشروعنا الأول ما قفل، نبدأ مشروع جديد وسمناه (the kits)»، موضحة أن المشروع عبارة عن لعب أطفال ولكن ليست لعب أطفال عادية بل مختلفة وقائمة على الابتكار.
وهنا أكملت «آلاء» الحديث، شارحة لمفهوم الفكرة التي قام عليها مشروعهن، مضيفة: «لعبنا مبنية على مبدأ STEM وهو اختصار العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».
وتعود «رضوى» للحديث مجددا، مشيرة إلى أن اللعب اللاتي يقدمنها بمشروعهن قائمة بالأساس على مشاركة الأب والأم لأطفالهم في إجراء تجربة علمية أو تركيب مجسم أو أدوات كهربائية، متابعة: «هي مش مجرد لعب بتتجاب للطفل يلعب بيها وخلاص هي عبارة عن ذكرى جميلة بتفضل بين الأهل والطفل».
أخت في الإعدادية
هذا المشروع ليس قائما على ضلعين أساسين فقط، فهناك ضلع ثالث يكمل مثلث عملهن، والحديث هنا لشقيقة «آلاء» نور خالد محمود، الطالبة بالصف الثاني الإعدادي، التي تساعدهن بشكل كبير في تنفيذ منتجاتهم من داخل مصنعهم الصغير بحجرة شقيقتها، حيث تحدثت مع «الوطن» هي الأخرى. وأكدت أن الفكرة الأساسية لهذا المشروع أن يشاركوا الأباء والأمهات مع أطفالهم تجارب علمية آمنة في منازلهم، بالإضافة إلى أن يتعلم الأطفال الاعتماد على أنفسهم في تعاملهم مع أي شيء حيث نمكنهم من استخدام أدوات كهربائية وغيرها من الادوات التي تستخدم في تركيب المجسمات، مواصلة: «الحاجات دي بتبقى سبب في تكوين ذكرى جميلة بين الأطفال وأهاليهم».
بنعمل كل حاجة
ذلك الثلاثي المكون من صديقتي الدراسة والأخت صاحبة الـ14 عاما فقط، يقوم بكل الأدوار بهذا المشروع بداية من تصميم الألعاب على البرامج الإلكترونية المختلفة ومرورا بعملية التنفيذ والتغليف ونهاية بالتسويق والبيع، حسبما أكدت رضوى، قائلة: «إحنا اللي بنعمل كل حاجة»، وهنا عادت «آلاء» للحديث مصرحة: «التصميمات أنا اللي بعملها فوتوشوب، وتعبنا جدا في الأول على ما قدرنا نوصل لنتيجة دي، وكان لازم نتعلم حاجات كتير، زي مثلا إزاي نعلم إعلانات لمنتجاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة».
ميزانية بسيطة ومنتجات عالمية
خريجتا كلية العلوم جامعة الإسكندرية وشقيقة إحداهن، بدأن مشروعهن بميزانية بسيطة للغاية، الأمر لم يتخطَ بعض المبالغ المالية القلية التي تحصلت كل واحدة منهن عليها من أهلها، (حسبما أشارت آلاء)، لكن ورغم ذلك نجحتا الصديقتان والأخت الصغيرة سنا، الكبيرة مجهودا، في الوصول بمنتجاتهن من لعب الأطفال إلى خارج القطر المصري، حيث تكشف «رضوى» في نهاية حديثهن جميعا مع «الوطن»: «ألعابنا وصلت دبي، وبيجيلنا أوردرات كتير من خارج مصر»، بينما أعلنت «آلاء» عن حلمهن الذي يسعين خلفه: «بنحلم إن المشروع يكبر عشان هو فعلا مختلف، واحنا تعبنا فيه بس إحنا بنعمل حاجة بنحبها، فنفسنا يبقى من أكبر مشاريع اللعب في مصر وفي الشرق الأوسط».