بعد حلقة «الاختيار».. شيخ مسجد الروضة يروي ذكريات الحادث: ربع ساعة شوفنا فيها الموت

بعد حلقة «الاختيار».. شيخ مسجد الروضة يروي ذكريات الحادث: ربع ساعة شوفنا فيها الموت
بصور ومشاهد واقعية، أعاد مسلسل «الاختيار2» للإذهان الحادث المأساوي الذي وقع في مسجد الروضة بشمال سيناء، حين أقدمت جماعة إرهابية على إطلاق الرصاص على المصلين لصلاة الجمعة داخل المسجد، التي راح ضحيتها أكثر من 350 شخصا من الأبرياء.
الشيخ محمد عبد الفتاح، إمام مسجد الروضة، الذي شهد المذبحة الإرهابية، حيث كان إمام المسجد حينها، ولا يزال حتى الآن، وكان وقتها يخطب في المصلين صلاة الجمعة؛ يروي لـ«الوطن»، أنه فور أن اعتلى المنبر، وبدأ في الحديث عن الخطبة التي كان عنوانها « محمد نبي الإنسانية»، حتى سمع أصوات إطلاق الرصاص على المصلين داخل المسجد، فسقط على إثرها من المنبر، وبينما تدافع الناس داخل المسجد سقط تحت أقدامهم، وتكومت فوقه الأجساد التي أُمطرت بالرصاص، حتى خرج من تحتهم، بملابسه وقد امتلأت بالدماء.
إمام المسجد: لم أنسَ صور الأطفال والرجال المقتلوين.. الدماء كانت بكل مكان
ذلك المشهد الممزوج بأصوات الرصاص وأنين الرجال وصراخ الأطفال، لم يغب عن ذاكرة «عبد الفتاح»، الذي لا يزال يتذكره باستمرار، فتلك المذبحة كانت الموقف الأصعب في حياته، «الناس كلها كانت بتجرى، فيه اللي كان بيحاول ينط من الشباك أو يخرج من الباب، والناس اللي اتقتلت بقت فوقي ومش عارف دول تبع مين اللي بيقتل ولا مع اللي بيتقتل».
إطلاق النيران المتواصل استمر تقريبا لأكثر من 15 دقيقة، لكنها الدقائق الأطول في حياته، حيث كان فيها يفكر في الأطفال الذين ارتدوا ملابسهم الجديدة وقدموا إلى المسجد، وروائح العطر التي كانت تفوق من الرجال، والرجال الطاعنين فى السن، الذين أتوا لتأدية فريضة دينية، «المسجد كان فيه حوالي 500 مصلٍ، كلهم من القرية كانوا جايين يصلوا، وده كان المسجد الكبير في القرية، والناس بتحب تصلى فيه».
حكاية الشيخ «عبد الفتاح»، بدأت قبل تلك الحادث بكثير، حين بدأ العمل في المسجد في عام 2015، حين جاء قرار تعيينه إلى هناك من وزارة الأوقاف، وذلك بعدما تخرج من كلية الشريعة والقانون وكان ترتيبه من الـ10 الأوائل على دفعته، وحتى تلك اللحظة لم يترك المسجد ولا يزال يعمل فيه، وهو من ألقى خطبة الجمعة أمس، بالمصلين، التي جاءت بعنوان «ليلة القدرة وزكاة عيد الفطر».