ليلة 27 رمضان.. هل تكون ليلة القدر اليوم؟ 6 دلائل و10 علامات تعرف عليها

كتب: أحمد البهنساوى

ليلة 27 رمضان.. هل تكون ليلة القدر اليوم؟ 6 دلائل و10 علامات تعرف عليها

ليلة 27 رمضان.. هل تكون ليلة القدر اليوم؟ 6 دلائل و10 علامات تعرف عليها

بدأ المسلمون تحري ليلة القدر منذ دخول العشر الأواخر من رمضان السبت الماضي، حيث كان يوافق ليلة اليوم العشرين، واليوم تحل ليلة 27 رمضان والتي يعتبرها البعض ذروة سنام العشر الأواخر والليالي الوترية منها، وتوقع البعض أنها كانت ليلة 23 من رمضان 2021، بينما توقع آخرون أنها كانت ليلة 25، لكن تظل ليلة 27 من رمضان هي الليلة المرجحة لدي كثيرون سواء اعتيادا على ذلك أو استنادا لبعض أحاديث السلف الصالح واجتهادهم، في محاولة إثبات أن ليلة القدر هي ليلة 27 من رمضان، في ظل تأكيد الكثير من العلماء أنها متغيرة في العشر الأواخر والليالي الوترية منها، فهل تكون الليلة هي ليلة القدر؟، وما علاماتها؟، التقرير التالي يقوم بإطلالة على هذا الموضوع.

خير من ألف شهر

ويحرص الكثير من المسلمين على نيل ثواب ليلة القدر والتي تعد خيرًا من ألف شهر، كما ورد في قول الله -تعالى- في سور القدر: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)».

دوافع أصحاب ليلة 27 رمضان

اعتمد كثير من المسلمين على بعض الدلائل التي ترجح كون ليلة 27 رمضان هي ليلة القدر والتي يمكن تلخيصها في 6 دلائل وهي:

1- قول أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في لَيلةِ القَدْرِ: «واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ».

2- عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: «أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟» رواه مسلم.

وشِقِّ جَفْنَةٍ: أيْ: نِصف قَصعةٍ؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة والله أعلم.

3- وفي هذا يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين ردًا على سؤال مضمونه: اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين مًن رمضان بأنها ليلة القدر، فهل لهذا التحديد أصل وهل عليه دليل؟ بالقول: الإجابة: نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر، كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه.

دلائل ابن عباس

4- قال ابن عباس -رضي الله عنهما- أن ليلة القدر توافق ليلة السابع والعشرين من رمضان، مؤكدًا رأيه بالأدلة العددية التي وردت في سورة القدر، التي منها قوله -تعالى-: «سَلَامٌ هِيَ» فالضمير «هِيَ» هو الكلمة السابعة والعشرون من السورة، وكلمات سورة القدر ثلاثون كلمة، والسابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ».

5- سأل سيدنا عمر بن الخطاب الصحابة -رضي الله عنهم-، والصحابة مختلفون في ليلة القدر متى هي؟، فكل واحد ذكر له شيئًا فسأل ابن عباس وقال له: لماذا لا تتكلم؟ فقال له: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، فأمره أن يتكلم، فقال: السبع - بناءً على أي شيء قال ذلك ابن عباس؟ - قال: رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وبرز نبات الأرض من سبع، فسأله عمر عن بعض تفصيل هذا ووافقه عليه.

6- ولفت مفسرون إلى أن الإمام ابن رجب الحنبلي بين في كتابه لطائف المعارف أن طائفة من المتأخرين - ليسوا السلف بل من المتأخرين - استنبطوا من القرآن أنها ليلة سبعة وعشرين من موضعين من القرآن، الأول قالوا: تكرر ذكر ليلة القدر في ثلاثة مواضع في القرآن، وليلة القدر حروفها تسعة، والتسعة إذا ضربت في الثلاثة مواضع التي تكررت فيها فهي سبع وعشرون.

والثاني: أن الله قال فيها: «سَلَامٌ هِيَ»، فيقولون: كلمة «هِيَ» هي الكلمة السابعة والعشرون من السورة، يقولون الكلمات ثلاثون كلمة السابعة والعشرون «سَلَامٌ هِيَ»، ثم نقل ابن رجب عن ابن عطية المفسر صاحب كتاب المحرر الوجيز، أنه قال: هذا من ملح التفسير، لا من متين العلم.

ونوه المفسرون إلى أنه ينبغي للمسلم أن يجتهد في العشر الأواخر ليدرك ليلة القدر، ولينال الثواب العظيم ويدعو الله عز وجل، ويستغفره ويتوب إليه، ويقرأ القرآن ويؤدى صلاة القيام.

علامات ليلة القدر

وقد حددت دار الإفتاء المصرية عدة علامات لليلة القدر، نوجزها في 10 نقاط وهي:

1- أن تشرق الشمس بلا شعاع، فقد ورد عن أُبَى بن كعب فى ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي صلّ الله عليه وآله وسلم أصحابه أن أَمَارَتَهَا «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا».. (رواه مسلم).

2 - وفي بعض الأحاديث: «كَأَنَّهَا طَسْتٌ» (مسند أحمد) والمعنى: كأنها طست من نحاسٍ أبيض.

3 - طلجة بلجة لا حارة ولا باردة

4- كأن فيها قمرا يفضح كواكبها

5- لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها

والعلامات الثلاثة الأخيرة، طبقا لما روى عن النبي صلّ الله عليه وآله وسلم أنه قال: «هِي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا» (ابن حبان). طَلْقَة: طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد. بَلْجَةٌ: مشرقة.

6 - وقيل: أن الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا.

7 - وقيل: يَرَى الأنوارَ سَاطِعَةً في كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَة.

8 - وقيل: يَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة.

9- وقيل: مِنْ عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا.

10- السكينة والطمأنينة

وحثنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم، على استغلال ليلة القدر وورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ أن وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى».​

وتكون ليلة القدر في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّّ الله عليه وسلّم: «وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ».


مواضيع متعلقة