مصطفى الفقي يروي أسرار لقاءات محمود السعدني ومبارك و«واقعة الكرسي»

كتب: إلهام زيدان

مصطفى الفقي يروي أسرار لقاءات محمود السعدني ومبارك و«واقعة الكرسي»

مصطفى الفقي يروي أسرار لقاءات محمود السعدني ومبارك و«واقعة الكرسي»

أحد رواد الكتابة الساخرة في الصحافة العربية، وله الفضل في تأسيس عدد كبير من الصحف داخل وخارج مصر، ترأس تحرير مجلة صباح الخير في فترة الستينيات، وشارك في الحياة السياسية في شبابه، وسُجن في عهد الرئيسين الراحلين عبدالناصر والسادات، لكن الموقف كان مختلفا في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، هو الولد الشقي محمود السعدني (1928 - 2010) الذي تمر اليوم الذكرى الـ11 لرحيله.

الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، تحدّث عن مكانة السعدني وكواليس تعارفه مع الكاتب الراحل، واللقاء الأول للكاتب الراحل مع الرئيس الأسبق مبارك، في كتابه «الرواية.. رحلة الزمان والمكان» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، قائلا إنّ الكاتب الراحل اعتبره كثيرون كاتبا صحفيا ساخرا، بينما هو قبل ذلك فيلسوف معاصر، له منظور خاص لكل ما حوله من بشر وشجر وحجر، وهو من أكثر من عرفت إحساسا بتأثير الزمن على الناس وذلك موضوع يستهويني كثيرا، كان محمود السعدني خبيرا بالنفس البشرية، سبر أغوارها وفهم أعماقها.

وأضاف الفقي: شهد محمود السعدني السجون في عهد كل من السادات وعبدالناصر، رغم أنّه كان ناصريا، وله موقف معارض من نظام السادات، وعرف بخفة دمه وسخريته، فعندما جلس مع الرئيس مبارك أول مرة قال له: «سيادة الرئيس.. سيادتك أول رئيس يصغرني في العمر»، فرد عليه مبارك قائلا: «هذا أمر جيد يا محمود، على الأقل أجد سببا أحترمك من أجله».

وتابع مدير مكتبة الإسكندرية في كتابه: «سأل السعدني لمبارك، لماذا لا يتحول الحزب الوطني للعمل السري فهو غير موجود إطلاقا في الشارع؟»، وأضاف: «وقاله له مرة أخرى، كرسيك يا سيادة الرئيس جلس عليه من قبل صلاح الدين ومحمد علي وجمال عبدالناصر، فقال له مبارك: يا سعدني عجبك الكرسي خده معك وأنت ماشي».

وأوضح الفقي في مذكراته، أنّ مبارك تصور أنّ السعدني يمتدح المقعد، وهو تصور سطحي أبعد ما يكون عما كان يقصده السعدني، والغريب أنّ مبارك كان يتقبل منه ما لم يكن يتقبله من آخرين، مثل الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل، أو الكاتب جمال بدوي وغيرهما.


مواضيع متعلقة