مصطفى الفقي يكشف قصة لقاء وحيد جمعة بـ أم كلثوم وتاريخ ميلادها
سألت عن سعر السجائر وغضبت من السفير المصري بلندن
الدكتور مصطفى الفقي
سرد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، قصة اللقاء الوحيد الذي جمعه بكوكب الشرق أم كلثوم في عاصمة الضباب، إبان عمله قنصلا في السفارة المصرية بلندن في السبعينيات من القرن الماضي، وذلك عبر مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، والصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، كما يكشف عن بعض التفاصيل الخاصة التي يتضمنها جواز سفر سيدة الغناء العربي.
يقول «الفقي» في كتابه: «ما زلت أذكر عندما طلب مني القنصل العام في لندن السفير محب السمرة، ذات يوم من شهر يوليو 1973، أن أرافق السيدة أم كلثوم وزوجها الدكتور حسن الحفناوي إلى المطار، لتوديعها باسم السفير كمال رفعت، وكان ذلك يوم أحد، ورأيت أن آخذ معي زوجتى وابنتي، التي لا يزيد عمرها عن عدة شهور، حتى نتمكن بعد المطار من الخروج أسريا، ولا نفقد بقية عطلة الأسبوع».
وتابع: «ذهبت في الصباح إلى فندق جروفنير في البارك لين بسيارتي أنا وزوجتي وابنتي وخلفنا الحاج واعر بسيارة السفارة الجاجور، ونزلت السيدة أم كلثوم من الفندق، ومعها زوجها أستاذ الطب الشهير، واتجهت القافلة إلى المطار، للسفر إلى القاهرة مباشرة عبر شركة الخطوط البريطانية آنذاك».
لماذا سألت أم كلثوم عن أرخص أسعار السجائر
ويضيف «عندما وصلنا إلى ضابط الجوازات، سألني قائلا إن السيدة التي معي، اسمها ليس مكتوبا بالكامل في جواز السفر الدبلوماسي، والمكتوب هو فقط (أم كلثوم)، فقلت له إنها أشهر مطربة في العالم العربي، فقال لي ذلك لا يعني ألا يكون لها اسم ثلاثي، فسألتها فقالت أم كلثوم إبراهيم إبراهيم البلتاجي، وجاءت جيهان نخلة المصرية من أم إنجليزية، والتي كانت تعمل في الخطوط الجوية البريطانية، وكانت فتاة ذات جمال رائع، فأخذت السيدة أم كلثوم تتحدث معها طويلا، وجرى فتح قاعة الشرف الخاصة بشركة الطيران، وجلسنا ثم بادرتني أم كلثوم قائلة: لماذا لم يكن السفير في توديعي؟ إن الذي ودعني في مطار القاهرة، وأنا قادمة هنا للعلاج، الدكتور عبدالقادر حاتم، نائب رئيس الوزراء».
وأكمل «قلت لها إن السيد كمال رفعت لا يستقبل أحدا يالمطار، إلا رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو وزير الخارجية»، لافتا إلى أن الإجابة لم ترق للسيدة أم كلثوم، وأبدت امتعاضا، نقله إلى القنصل العام فيما بعد، مضيفا «همست السيدة أم كلثوم في أذني، متسائلة عن أسعار خراطيش السجائر، وهل أرخص سعر شرائها من مطار لندن، أم من على متن الطائرة، أم من مطار القاهرة؟ فأجبتها بأن الأرخص غالبا هو ما يكون على الطائرة ذاتها، فقالت لي: إننا نريد أن نشتري كمية من السجائر للأصدقاء!».
وأوضح الدبلوماسي المصري في كتابه «لقد كان لقائي بها صادما لما رسمه خيالي عنها، إذ إن صوتها يحلق بعشاقه، وأنا منهم، إلى عنان السماء، ولقد لاحظت تاريخ ميلادها في جواز سفرها، كان أصغر من ذلك الذي نعرفه، حيث كنت أعلم أنها من مواليد 1898، وليس 1908، كما كان مسجلا في جواز سفرها الدبلوماسي»، معقبا «تلك كانت قصة لقائي الوحيدة مع سيدة الغناء العربي».