معاه بكالوريوس تجارة.. حكاية «شيف» يطعم المشردين في رمضان

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

معاه بكالوريوس تجارة.. حكاية «شيف» يطعم المشردين في رمضان

معاه بكالوريوس تجارة.. حكاية «شيف» يطعم المشردين في رمضان

يقف بمنتهى الصبر والرحمة، وأنامله تمسك بقطع الدجاج ليضعها في فم رجل مسن قد أعياه الكبر وأضعفه، لا يمل ولو للحظة واحدة ولا يتسلل الاستياء إلى نفسه، رغم حصوله على مؤهل عالٍ يسمح له بأن يسترخي داخل مكتب ويضع قدما على قدم، إلا أنه رأى أن السمو والرقي الحقيقيين في خدمة الضعفاء والمسنين.

صور تداولها رواد التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها «شيف» يقوم بإطعام عجوز قعيد، بيده، حيث تظهر الصور أن ذلك الشيف يقطع الدجاج قطعا صغيرة كي يتمكن من إطعام العجوز، إلى جانب إمساكه بملعقة صغيرة يضع به الأرز، ليأكل العجوز بسهولة. 

كفاح شاق

منذ عدة أعوام ترك حسن قطب، 53 عاما، من محافظة الجيزة، وظيفته بعدما وصل إلى سن التقاعد، حينها كان يعمل بشركات كبرى في مجال العقارات، ولكنه بعد أن أحيل للتقاعد قرر أن يستمر في العمل رغما عن حالته الصحية وتقدمه في العمر، حتي جاءت إليه فرصة تطوير موهبة الطبخ لديه، من خلال العمل داخل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، على الرغم من أنه كان قد حصل على بكالوريوس التجارة قسم اللغة الإنجليزية. 

اختلاف مجال دراسته لم يمنعه من العمل داخل المؤسسة، لقدرته الكبيرة على الطهي، ما جعله يستمر في العمل داخل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان لسنوات مضت، حيث يتمتع بحب كبير من جميع المقيمين بالدار وكذلك النزلاء الذين تجمعهم به علاقة حب وتقدير كبيرة، لكونه عونا جيدا لهم. 

على الرغم من أن دوره يقتصر فقط على الطهي إلا أنه يندمج مع النزلاء بالدار ويطعمهم بنفسهم: «دي حاجة بعملها لله، هما غلابة وأنا في خدمتهم رغم إن دي مش شغلتي أكيد، ودوري جوه المطبخ، لكن أنا بخلص شغلي في المطبخ، وأخرج بره، أشوف مين أكتر واحد فيهم محتاج أكون جنبه، وأقف معاه وتحت رجليه كمان علشان ياكل زي باقي زمايله». 

يعلم «قطب» جيدا أن جميع نزلاء الدار هم من المشردين الذين ليس لهم سكن يكفل لهم الأمان، إلى جانب عزلتهم عن المجتمع، وهذا الأمر يدفعه إلى التعامل بإنسانية مع جميع نزلاء الدار: «ملهمش حد وأنا في ضهرهم طول ما فيا نفس، وولادي التلاتة بيشجعوني على كده».

منذ عدة أعوام توفيت زوجته، ولكنه قرر التفرغ لأبنائه دون زواج، ونجح في مساعدتهم على إكمال دراستهم الجامعية: «كلهم خريجين جامعة ومنهم بنت، ودي دكتورة ومتجوزة، وكلهم بيشجعوني علي مساعدة المشردين». 


مواضيع متعلقة