شيخ الأزهر: أشعر بالإحباط كلما فكرت في حل لجمود الفقه التراثي

كتب: محمد عزالدين

شيخ الأزهر: أشعر بالإحباط كلما فكرت في حل لجمود الفقه التراثي

شيخ الأزهر: أشعر بالإحباط كلما فكرت في حل لجمود الفقه التراثي

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الدكتور محمد يوسف موسى، وهو أحد الأساتذة في الأزهر الشريف وكلية الحقوق، نشر في مجلة الأزهر في مايو 1953 مقالا بعنوان «كفانا تقليدا في الفقه»، يلقي فيه باللائمة على علماء الأزهر وعلى زملائه من أساتذة كلية الحقوق وهم يرددون المقولة الشهيرة «صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان»، ويكتفون بمجرد الترديد ومداعبة الأحلام والأماني دون أن يخطو خطوة واحدة على طريق تحقيق هذه المقولة وإنزالها على الأرض وتطبيقها على واقع الناس وحياتهم».

وأضاف «الطيب»، خلال برنامجه «مع الطيب»، المذاع على شاشة قناة «cbc»: «كان رحمه الله يرى أن السبب الأكبر في هذا الجمود هو العقبة الكبرى التي تقف سدا منيعا في طريق التجديد وهي عقبة التقليد، وإن كان يضيف علة أخرى لا تقل خطرا عن على التقليد يسميها الطفرة في الرغبة في الاجتهاد والتجديد بفتح الأبواب لكل من هب ودب ممن ليسوا أهلا للاجتهاد وممن يرون أنه آن الأوان لهذا الباب أن ينفتح على مصرعيه بعد طول إغلاق، وأن نجتهد ونستحدث ما يناسب العصر الذي نعيش فيه، وخطر هؤلاء أنهم يظنون أن الأمر سهل يسير، وأن ما عليهم إلا أن يخالفوا فتاوى الأقدمين من رجال الفقه، فإذا هم مجتهدون مجددون حتى ولو لم يكونوا بشيء من الدراسة والعلم الذي لابد منه لكل من يقتحم هذا الميدان».

وأشار إلى أن الأستاذ محمد يوسف موسى أصاب كبد الحقيقة حين لفت الأنظار إلى أن علة الجمود والعجز عن التجديد علة مركبة من عنصر كسول وعنيد ومتهور، وأن كلا العنصرين المتنافرين يغري الآخر بالصمود في معركة خاسرة  ويمده بأسباب التعويق والفشل الكامل، وهذه مشكلة شديدة التعقيد لاتزال تعمل عملها المشئوم حتى يوم الناس هذا.

وتابع: «لا أزال أنا شخصيا أشعر بشيء غير قليل من الإحباط كلما فكرت في حل مناسب لها، وأنا لا أريد أن أوهمك أيها المشاهد الكريم في أنني أعد نفسي واحدا من علماء التجديد أو فرسان الاجتهاد، ولكن يعلم الله دون ذلك بكثير جدا، ولكن لا أنكر أنني واحدا من هؤلاء الذين أرقهم هذا الجمود منذ زمن طويل جدا بدأ مع التنقلات بين القرى وقرى الصعيد ومدينة القاهرة وبعض المدن الأمريكية والأوروبية والعربية والآسيوية ومشاهدة المفارقات التي تذهب من أقصى النقيض إلى أقصاه الآخر».

وواصل: «وبرغم أن الأزهر الشريف قد وجهت إليه في الآونة الأخيرة تهمة الجمود ورفض التجديد، فإني أؤكد لله ثم التاريخ أن الأمر لم يكن أبدا كذلك، بل إنه كان بعكس ما قيل ولكن أكثر الناس لا يعلمون». 


مواضيع متعلقة