شيخ الأزهر: الخلط بين الشريعة والفقة سيؤدي لتقديس الفكر الإنساني

كتب: محمد عزالدين

شيخ الأزهر: الخلط بين الشريعة والفقة سيؤدي لتقديس الفكر الإنساني

شيخ الأزهر: الخلط بين الشريعة والفقة سيؤدي لتقديس الفكر الإنساني

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن عدم التفرقة بين الشريعة كنصوص إلهية من القرآن الكريم أو النبوية من السنة الصحيحة وبين الفقة كاستنباطات العلماء واجتهاداتهم في هذه النصوص، واستخراج الأحكام منها وإضفاء قدسية الشريعة على اجتهاد فقهائنا السابقين واستدعاء فتواهم وآرائهم التي قالوها لمواجهة مشكلات عصرهم، يشكل معوق آخر لعب دورا خطيرا في تجميد حركة التجديد وبعث نزاعات التقليد والتعصب.

وأضاف الطيب، خلال برنامج «مع الطيب»، المذاع عبر فضائية «cbc»، أن اجتهاد الفقهاء السابقين يعلمون علم اليقين أنها اجتهادات بشرية ليست معصومة ولا هي في منزلة نصوص الشريعة، وأنهم أنفسهم ما كانوا يترددون في تغيير فتواهم أو مذاهبهم التي استقرت عليها فتاواهم إلا إذا جد جديد في أمور المسلمين يتطلب تغيير هذه الفتوى أو تلك حتى لا يصيبهم حرج ولا مشقة في الدين بعدما أمتن الله عليهم بأنه لا يريد لهم ذلك.

وأكد أن الشريعة نصوص إلهية معصومة من الخطأ، أما الفقة فهو استنباطات بشرية استنبطها العلماء المختصون في هذا الحقل العلمي الدقيقي في هذا الحقل العلمي الدقيق من الشريعة الإلهية المعصومة، وأي خلط بينهما سيؤدي لتأليه البشر وتقديس الفكر الإنساني    

وأوضح أن الفصل الحاسم بين الشريعة الإلهي والفقة البشري بما يقوله العلماء من جواز وصف الشريعة على الله تعالى واستحالة إطلاق وصف الفقة عليه، فيقال الله هو الشارع لهذه الأحكام ولكن لا يقال بل يستحيل أن يقال بأنه سبحانه وتعالي فقيه، وهكذا الشربعة نصوص مقدسة بينما استنباطات العلماء من فقهاء وأصوليين ومفسرين ومحدثين ومتكلمين كلها معارف بشرية أو تراث يؤخذ منه ويترك.

وأشار إلى أن هذه الاستنباطات التي توفرت للمسلمين على مدى 15 قرنا من الزمان هي ما يسمى اليوم بـ«تراث المسلمين»، ثم يتخصص بعد ذلك ليقال التراث الفقهي أو التراث اللغوي أو التراث الأدبي أو غير ذلك، وهذه نقطة خطيرة وجديرة بالوقوف عندها، وهي أنه لا ينبغ ولا يصح أن يفهم من التركيز على التفرقة بين الشريعة والتراث أننا ندير ظهرنا للتراث الفكري أو غيره أو نقلل من أقدار الفقهاء العظام.   


مواضيع متعلقة