شيخ الأزهر: التجديد الفقهي في الأحوال الشخصية ليست بنت اليوم

كتب: محمد عزالدين

شيخ الأزهر: التجديد الفقهي في الأحوال الشخصية ليست بنت اليوم

شيخ الأزهر: التجديد الفقهي في الأحوال الشخصية ليست بنت اليوم

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الدعوة لتقديس التراث الفقهي ومساواته في ذلك بالشريعة الإسلامية تؤدي إلى جمود الفقه الإسلامي المعاصر، ونقول اليوم إنها أدت إليه بالفعل في عصرنا الحديث، نتيجة تمسك البعض بالتقيد الحرفي بما ورد من فتاوى أو أحكام فقهية قديمة، كانت تمثل تجديدا ومواكبة لقضاياها في عصرها الذي قيلت فيه، لكنها لم تعد تفيد كثيرا أو قليلا في مشكلات اليوم التي لا تشابه نظيراتها الماضية سوى الاسم أو العنوان.

وأضاف شيخ الأزهر خلال برنامجه «مع الطيب»، المذاع على شاشة قناة «cbc»، أن قضية التجديد الفقهي، وبخاصة في مجال الأسرة والمرأة والأحوال الشخصية والاقتصاد والبنوك والربا والقضايا السياسية وغيرها، أقول إن قضية التجديد في هذه ليست بنت اليوم ولا بنت هذا القرن، والحديث في بيان ذلك حديث طويل، اقتصر فيه على لفت الأنظار إلى أن الكلام فيه حوارا ومناقشات وتأليفا ومحاضرات عرفها الناس في مصر هنا منذ 125 عاما على الأقل.

وأشار إلى أن تاريخ وفاة الإمام محمد عبده هو 1905، وهو رحمة الله لم يرحل إلا بعد أن ملء أسماع المسلمين شرقا وغربا، كأن شريعة الإسلام أوسع وأرحم بالناس من الأحكام الفقهية المأخوذة حصرا من المذهب الحنفي مذهب دولة الخلافة آنذاك دون سائر المذاهب الأخرى، وكغيره من أئمة الإصلاح شغلته قضايا المرأة بأكثر مما شغلته القضايا الأخرى ورغم ذلك ظل الوضع على ما كان عليه، جمودا وخوفا من تحمل مسؤولية التغيير في اوضاع ارتبطت بالشريعة قرونا متطاولة.

وتابع: «ثم جاء أحد الأساتذة في الأزهر الشريف وكلية الحقوق وهو الدكتور محمد يوسف موسى ونشر في مجلة الأزهر في مايو 1953 مقالا بعنوان كفانا تقليدا في الفقة، ينحي فيه باللائمة على علماء الأزهر وعلى زملائه من أساتذة كلية الحقوق وهم يرددون المقولة الشهيرة صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، ويكتفون بمجرد الترديد ومداعبة الأحلام والأماني دون أن يخطو خطوة واحدة على طريق تحقيق هذه المقولة وإنزالها على الأرض وتطبيقها على واقع الناس وحياتهم».

وواصل: «كان رحمه الله يرى أن السبب الأكبر في هذا الجمود هو العقبة الكبرى التي تقف سدا منيعا في طريق التجديد وهي عقبة التقليد، وإن كان يضيف علة أخرى لا تقل خطرا عن على التقليد يسميها الطفرة في الرغبة في الاجتهاد والتجديد بفتح الأبواب لكل من هب ودب ممن ليسوا أهلا للاجتهاد وممن يرون أنه آن الأوان لهذا الباب أن ينفتح على مصرعيه بعد طول إغلاق وأن نجتهد ونستحدث ما يناسب العصر الذي نعيشه فيه وخطر هؤلاء أنهم يظنون أن الأمر سهل يسير وأنه ما عليهم إلا أن يخالفوا فتاوى الأقدمين من رجال الفقة، فإذا هم مجتهدون مجددون حتى ولو لم يكونوا بشيء من الدراسة والعلم الذي لا بد منه لكل من يقتحم هذا الميدان».

واستكمل: «ولا يغفل الأستاذ استغرابه من ركون الأمة إلى التقليد في عصرنا هذا وأن تتخذ منه ما يشبه المنهج الثابت في علاج قضايا العصر، وهي تقرأ فيما تقرأ من كلام أئمة الفقة أنفسهم تحذيرا واضحا ونهي صريحا عن التقليد باعتباره طريقا يفضي للجمود وقتل ملكة التفكير والإبداع».


مواضيع متعلقة