«العناني»: مشروعات تربية الدواجن تضمن حياة كريمة لأبناء الريف وتُحد من الهجرة للمدن

كتب: محمد أبوعمرة

«العناني»: مشروعات تربية الدواجن تضمن حياة كريمة لأبناء الريف وتُحد من الهجرة للمدن

«العناني»: مشروعات تربية الدواجن تضمن حياة كريمة لأبناء الريف وتُحد من الهجرة للمدن

كشف المهندس محمود العنانى، الرئيس الجديد المنتخب لاتحاد منتجى الدواجن، النقاب عن الملف الأهم ضمن خطة عمل المجلس الجديد، التى تستهدف رفع قيمة الصناعة المحلية، وقال فى حواره لـ«الوطن» إنه تم ترتيب ملف صناعة الدواجن وفقاً للأولويات منذ الساعة الأولى لإعلان نتيجة انتخابات الاتحاد فى بداية فبراير الماضى، مؤكداً أن الصناعة حققت الاكتفاء الذاتى محلياً وبدأت تصدير الفائض للخارج، وإلى نص الحوار.

حققنا اكتفاء ذاتياً ويوجد فائض للتصدير 

ما الذى تم للنهوض بالقطاع الأهم فى ملف الأمن الغذائى للمصريين؟

- عكفت أنا وأعضاء الاتحاد المنتخبين على ترتيب ملف كامل بصناعة الدواجن وانتهينا منه تماماً وتم خلاله ترتيب الأولويات لعرضها على المعنيين بصناعة الدواجن من الوزارات والهيئات المسئولة.

وما أولويات اتحاد الدواجن الجديد؟

- الأولوية الأولى والأهم فى الأجندة تتعلق بحماية صغار المربين وهم عصب الإنتاج فى هذه الصناعة ويمثلون 70% من حجم الإنتاج من خلال رفع قيمة الصناعة فى نظر المسئولين عن الأمن الغذائى المصرى، وعقب إجازة عيد الفطر تم وضع برنامج دقيق به كل كبيرة وصغيرة لطرق الأبواب لعرض الملف كاملاً على مجلس الوزراء، ووزيرى الزراعة والتموين، والجهات المعنية بالصناعة والمستوردة منها. والملف يتضمن كل ما يخص واقع الصناعة وجدارتها ونقاط قوتها وأهمية النهوض بها وحمايتها وخطورة الاستيراد على الصناعة باعتبارها صناعة وطنية تمنع ظاهرة الهجرة من الريف للمدينة وتضمن الحياة الكريمة لأبناء الريف.

ما أهمية الحماية الجمركية لصناعة الدواجن؟

- لدولة جنوب أفريقيا تجربة فى هذا الشأن؛ حيث كانت الرسوم الجمركية 32% فقط مثل مصر لكن ما حدث أن السوق الجنوب أفريقية حدث فيها إغراق من الدواجن المستوردة ليتطور الأمر إلى تدهور فى الصناعة الوطنية، حيث تم اتخاذ قرار مهم وقتها بمضاعفة الرسوم الجمركية إلى 62%.

100 مليار جنيه حجم الصناعة ويعمل بها 4 ملايين رب أسرة فى 30 ألف كيان «زراعي وتصنيعي»

ما حجم صناعة الدواجن فى مصر؟

- يبلغ عدد العاملين فى صناعة الدواجن 4 ملايين بشكل مباشر وغير مباشر، يعملون فى 30 ألف كيان ما بين مَزارع ومصانع لتصنيع العنابر وهى مصانع يعمل بها آلاف العاملين و«العلافات والسقيات» ووسائل التهوية، وكذلك مصانع الأدوية البيطرية والورش التى تقدم الخامات، وفى الملف الذى تم إعداده حصر دقيق بكل العاملين فى الصناعات وهناك مئات الصناعات التى تقدم الخدمات لصناعة الدواجن.

رئيس اتحاد منتجي الدواجن: إنتاج مصر وصل 4 ملايين دجاجة يومياً

هل الصناعة المحلية قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلية؟

- الصناعة الوطنية بالفعل حققت الاكتفاء الذاتى للسوق المحلية ويوجد فائض للتصدير حيث تنتج مصر ما يقرب من 4 ملايين دجاجة يومياً وقادرون على زيادة الإنتاج، حيث توجد مزارع بالآلاف مغلقة يمكن أن تفتح عنابرها للعمل لزيادة الإنتاج.

الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق خطة تنموية للنهوض بالريف من خلال مبادرة حياة كريمة، كيف يسهم الاتحاد فى هذه المبادرة؟

- عقب إجازة عيد الفطر سوف نتولى دعم المربين الصغار فى الريف بالوصول إليهم فى أماكنهم لتقديم الدعم الفنى لبناء مزارع حديثة بمواصفات عالمية والاستفادة من مبادرة البنك الأهلى والزراعى المصرى بالحصول على قرض بفائدة 5% وهى فائدة متدنية لتطوير مزارعهم أو إنشاء مزارع جديدة، وهو ما يخلق فرصاً استثمارية فى القرى.

وما دور الاتحاد فى تقديم الدعم المادى؟

- هناك بروتوكول مع البنكين الأهلى والزراعى لمساعدة المربين فى تطوير مزارعهم بفائدة 5%، وسوف يقوم الاتحاد بدوره فى معاينة المزارع والموافقة عليها لتطويرها والتحول من نظام مفتوح إلى مغلق، ويكون هناك عزل حرارى لتوفير الوقود لتوفير 3 جنيهات من تكلفة الدجاجة.

هل هناك اتجاه لتغيير لقانون الاتحاد؟

- نتمنى ذلك ولكن تغيير قانون تأسيس الاتحاد يحتاج إلى توقيع 60 عضواً من مجلس النواب، كما يحتاج إلى دعم حكومى كبير، ونحن الآن فى مرحلة لا تسمح بذلك نظراً لكم القوانين المعروضة أمام البرلمان وأولويات الدولة المصرية فى المرحلة الحالية التى لا تسمح بتعديل قوانين قائمة، وقانون تأسيس الاتحاد استغرق عامين فى عهد الدكتور يوسف والى وزير الزراعة الأسبق.

ما حقيقة حقن الدواجن بالهرمونات؟

- قولاً واحداً، لا يوجد فى صناعة الدواجن أى شىء بخصوص الهرمونات، وكل ما يقال كلام غير علمى، ومن المعروف أن تكلفة جرام الهرمون المستخدم فى تسمين الماشية أغلى من ثمن دجاجة وزنها 2 كجم، فما جدوى هذا الحديث غير هدم صناعة محلية تقدم نحو 3.8 مليون دجاجة طازجة و35 مليون بيضة مائدة للمصريين يومياً.

ما أسباب ارتفاع أسعار الدواجن؟

- أسباب الارتفاع بالطبع هو ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً، حيث تضاعفت الأسعار خلال الأيام الحالية فى البورصات العالمية، وسوف تستمر أسعار الدواجن فى الارتفاع بعد ارتفاع أسعار فول الصويا والذرة الصفراء.

وماذا تتوقع خلال الموسم الحالى لزراعة الذرة؟

- أطالب فلاحى مصر بالتوسع فى زراعة الذرة الشامية، فى ضوء الارتفاع العالمى لأسعار خامات الأعلاف، وقد سجلت خامات الأعلاف المستوردة ارتفاعاً نسبته 190٪ مقارنة بأسعارها قبل نحو 6 أشهر، وبلغ سعر الذرة نحو 5600 جنيه، بدلاً من 2800 جنيه قبل نحو 6 أشهر، وارتفاع أسعار الذرة العالمية سيدفع شركات صناعة الأعلاف فى مصر لشراء الذرة المنتجة محلياً، حتى لو بلغت المساحة المنزرعة هذا العام أضعاف مساحة العام الماضى.

وهل صناعة الدواجن قادرة على استيعاب الحاصلات الزراعية المصرية؟

- صناعة الدواجن المصرية بحجمها الحالى، تبلغ نحو 30 ألف كيان (مزرعة ومجزر ومصنع علف)، وهى قادرة على استيعاب جميع الحاصلات الزراعية المصرية التى تدخل فى صناعة الأعلاف، خاصة: الصويا والذرة الشامية.

معوقات الصناعة

صناعة الدواجن المحلية لا تواجهها تحديات مُعجِزة للمربين أكبر من عملية الاستيراد من الخارج، مع رفع الحماية الجمركية عن الشحنات المستوردة، على العكس مما يحدث فى الكثير من الدول التى تدعم صناعة الغذاء على حساب صناعات أخرى استراتيجية، حيث يدعم الاتحاد الأوروبى المشروعات الزراعية وصناعة الدواجن ولا يحمى صناعة السيارات أو الطائرات، وتبلغ نسبة الدعم 40% فى أوروبا، حيث يعتبر المسئولون الأوروبيون أن دعم تلك المشروعات من شأنه منع التكدس فى المدن والحفاظ على أبناء الريف من الهجرة إلى المدن بخلق فرص عمل و«بزنس» خاص بهم يحافظ على وجودهم، وهو ما يجب أن يحدث فى مصر.


مواضيع متعلقة