الطيب ينتقد المتشددين: مخاطبة الناس في الشريعة ليست لكل من هب ودب

الطيب ينتقد المتشددين: مخاطبة الناس في الشريعة ليست لكل من هب ودب
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنّ جوهر الشريعة الإسلامية ولُبها هو اليسر والسماحة ورفع الحرج والمشقة، وهذا الأمر منصوص عليه نصا صريحا في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن هنا وجب على كل من يخاطب الناس في أي أمر من أمور هذه الشريعة أن يراعي هذا المعنى الجوهري، وأن يعلم أنّ الأمر ليس متروكا لكل من هب ودب ممن يشعرون بنشوة التشديد على الناس وتخويفهم وترويعهم، ويتخذون من دون ذلك منهجا ثابتا في خطبهم ومواعظهم وفتاواهم، ويظنون أنّهم بذلك يقربون الناس إلى الله تعالى ويردونهم إلى دينه وشريعته، غافلين أو متغافلين أنّ هذا المنهج في الدعوة إلا الله تعالى، والذي يعرج على ساق واحدة هي ساق الترهيب دون الساق الأخرى، وهي ساق الترغيب في ما عند الله من حسن الثواب والنعيم المقيم.
وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «dmc»، أنّ هذا المنهج وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنّه منهج فتنة، ووصف دعاته بأنّهم فتانون، مشيرًا إلى أنّ الفتنة هي تنفير الناس من أداء التكاليف وتشجيعهم على الهروب من العبادة بسبب ما يقترفه هؤلاء الفتانون في دين الله سبحانه وتعالى.
وأردف الإمام الأكبر، أنّ التخفيف في الصلاة حكم شرعي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفته بالتطويل معصية، ومخالفة العاصي جائزة فلا طاع لإمام في صلاته لأن فعل هذا الإمام معصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأوضح أحمد الطيب: ولنا أن نتدبر هذه التشريعات النبوية الصريحة في ضوء ما درج عليه كثير ممن يؤمون الناس في صلواتهم ويطيلون القراءة ويترنمون فيها ويمعنون في التغني بها تقليدا لأئمة آخرين، طلبا للذيوع والشهرة وانتشار التسجيلات، وكثير من المصلين وراءهم يتحامل على نفسه مما به من ضعف أو كبر أو مرض.