شيخ الأزهر للساخرين من الفقه والشريعة: نذكركم بقراءة التاريخ

كتب: شريف سليمان

شيخ الأزهر للساخرين من الفقه والشريعة: نذكركم بقراءة التاريخ

شيخ الأزهر للساخرين من الفقه والشريعة: نذكركم بقراءة التاريخ

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس الحكماء المسلمين، إنه من المسلم لدة المنصفين والمفكرين حتى ممن لا يؤمن بالإسلام أن تشريعات هذا الدين أمدت الإنسانية بزخم من القيم والمفاهيم والاحكام التشريعية من أروع ما عرفه التاريخ الإنساني قديما وحديثا في هذا المجال، إذ أن معقد الإعجاز في هذه التشريعات أنها صدرت من نبي أمي لا يقرا ولا يكتب.

وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «CBC»، ان النبي صنع من مجتمعه الموبوء أبطالا حرروا العالم شرقا وغربا من ظلم الأكاسرة وجور القياصرة في فترة زمنية بالغة القصر لا تتجاوز عقدين من الزمان، بعدما كان هذا المجتمع بيئة صحراوية تقتات على مظالم العباد والتمييز بين الناس على أساس من العرق والعصبية والمكانة الاجتماعية والسلب والقتل والإغارة على الضعيف واستعباده.

وأكد شيخ الأزهر الشريف، أن الأكثر دهشة وإعجازا في أمر هذا الدين أنه يحفل بتشريع صالح للتطبيق في مجتمعات القرن الحادي والعشرين، كما كان صالحا للتطبيق من قبل على مدار ما يقرب من 1500 سنة، إذ أن إنسان هذا اليوم مازال ينشد هذا التشريع بسبب ما يشتمل عليه من مصالح الفرد والمجتمع كما يرنو المريض إلى الصحيح المعافى.

وتطرق رئيس مجلس الحكماء المسلمين، إلى شبهة تواجه الشباب المسلم وتثير في أذهانه ما يشككهم في حاجة الناس إلى شريعة الإسلام وفقهها وأحكامها، إذ أن هذا التساؤل يدور حول كيفية المطالبة بربط التشريعات الحديثة بالقرآن والسنة واعتمادهما كمرجعية رغم تطاول الأزمان والآماد وبعد العهد بنزول هذه التشريعات وانقضاء زمنها، وكيفية علاج مشكلات العصر الحديث من خلال نظام اجتماعي مضى عليه 14 قرنا.

وأكد أن هذا الاعتراض وأشباهه يمكن دحضه بأكثر من وجه، إذ أنه ليس صحيحًا ان تشريعات القرآن والسنة طبقها المسلمون الاوائل على مدى عصر أو عصرين من ظهور الإسلام ثم تركها المسلمين وراحوا يبحثون عن تشريعات أخرى يستوردوها من الفرس والرومان والهنود، وهذا ما يكذبه واقع الأمة الإسلامية وتاريخها.

وشدد على أن فقه هذه الأمة وتشريعاته الإنسانية العميقة في مجال الثوابت والمتغيرات هو سبب قوة الأمة واستمرارها وصمودها عزيزة الجانب بين القبائل والشعوب إلى ما قبل قرنين من الزمان وتحديدًا مع بداية الحملة الفرنسية وما تلاها من حملات الغرب الظاهرة والمستترة والمستمرة حتى يومنا هذا.

وواصل: «نذكر هؤلاء الساخرين من فقهنا وشرعيتنا وجملة تراثنا بأن يقوموا بقراءة تاريخ فتوحات المسلمين ويقفوا عند أبرز محطاته، ليعلموا أن المسلمين طووا تحت جناحهم أعظم وأعتى دولتين في الشرق في تاريخ العصور الوسطى، وانتصروا عليهم انتصارًا حاسمًا وهما الروم والفرس، أي بعد انتقال النبي 4 سنوات فقط ولم يمضِ عام واحد بعد ذلك حتى تسلم المسلمون بيت المقدس، ثم انكشفت للمسلمين أراضي العراق والشام وأرمينيا وأذربيجان وإيران وبلاد الأندلس وإفريقيا واندونيسيا والصين وغيرها، وبالتالي فإن شريعتهم كانت إلى عهد قريب هي المصدر الذي يمدهم بالثبات والصمود».

وأتم: «المشكلة ليست في الفقه ولا في الشريعة وإنما في الكسل الذي أُصيبت به الأمة، والتشرذم الفكري والثقافي، بل العجز عن استثمار المخزون المعرفي في أعظم تراث عرفته البشرية على وجه الأرض، وانتقاء ما يصلح منه لمعالجة قضايانا المعاصرة والبناء على أصوله ومبادئه في إطار قاعدة الثابت والمتغير التي جاء بها القرآن الكريم وبينتها السنة المشرفة».


مواضيع متعلقة