شيخ الأزهر: القرن الـ 21 لا يمكنه العيش على قوانين سنها العرب والرومان

كتب: محمد عزالدين

شيخ الأزهر: القرن الـ 21 لا يمكنه العيش على قوانين سنها العرب والرومان

شيخ الأزهر: القرن الـ 21 لا يمكنه العيش على قوانين سنها العرب والرومان

قال فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع وللقواعد الكلية العامة في التشريعات الاقتصادية والسياسية للمسلمين، وحيثما كان وكيفما اختلف بهم الزمان والمكان، لافتا إلى أن التشريعات القرآنية في هذا المجال الاجتماعي والاقتصادي تتحدث عن خصائص الإطار التشريعي ومنهجه وغايته الأخلاقية، ولا تتحدث عن وقائع فردية أو حوادث جزئية متغيرة تتبدل في أشكالها ونماذجها بفعل التطور وقانون السيرورة، وهذا الإطار التشريعي العام وما يعبر عنه بلغة العصر بثوابت الشريعة كما يعبر عن النماذج المتبدلة دوما بالمتغيرات.

وأضاف «الطيب»، خلال برنامجه «الإمام الطيب»، المذاع على شاشة التلفزيون المصري، أن أحكام القرآن فيما يتعلق بالجانب الإنساني المتبدل، وهو جانب المعاملات، كلها أحكام عامة تسمح بمسايرة قانون التغير الذي يحكم حركة الكون بكل ما فيه من إنسان وحيوان ونبات، ولم يرد في القرآن والسنة الصحيحة ما يدل من قريب أو بعيد على أن تشريعات الإسلام موقوتة بفترة تاريخية معينة أو بعصر معين من العصور، بحيث يكون للمسلمين عذر إذا ما أرادوا التحلل من هذه التشريعات والاستغناء عنها بتشريعات أخرى تنظم لهم مسيرة مجتمعاتهم أو تحدد لهم طرق تفكيرهم وأنماط معيشتهم.

وأشار إلى أن العلماء القدامى توقفوا طويلا عند هذه الخاصة العجيبة للقرآن الكريم وهي خاصة ثبات الأحكام التشريعية وصلاحياتها لكل زمان ومكان رغم تقلبات المجتمعات الإنسانية وتبدلاتها التي لا تكف عن تجاوز القديم عن الحديث والماضي إلى الحاضر، ولا يمكن للقرن الـ 21 أن يعيش ما سنته قوانين مثل الرومان أو اليونان أو الهند أو العرب، لا يمكن لهذا القرن أن يستدعي هذه القوانين ويعيش عليها، ولكنه يمكن وهو آمن تمام الأمن أن يستدعي قوانين نزلت قبل 15 قرنا من الزمان ويتمنى أن تضبط مجتمعه هذا الذي يعاني فيه الأمرين.


مواضيع متعلقة