«مديحة» ربّت حفيدتها في عِشة وفازت ببيت مع حياة كريمة.. «صبرتي ونُلتي»
مديحة امام منزلها
على أريكة قطنية متهالكة داخل منزل لم تطله أيدى الترميم منذ قرابة القرن، تسترخى سيدة ستينية محفور على ملامحها علامات تعكس سنوات المعاناة والشقاء، فى منزل بأحد شوارع قرية «الضهرية» التابعة لمركز «شربين» بمحافظة الدقهلية، لا تتحرك السيدة من مكانها سوى للصلاة أو بيع بعض الحلوى لأطفال قريتها، لم تتوقع يوماً أن دعاءها سيستجاب فى غمضة عين ويقع الاختيار على بيتها الأشبه بـ«العشة» لهدمه وترميمه ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
رحلة طويلة عاشتها مديحة عبدالهادى داخل منزل والدها المكون من 3 غرف ضيقة، تشهد جدرانه المتراصة بالطوب الأحمر على مشاعر مختلفة ما بين إحساس الفقد بعد رحيل زوجها والمعاناة فى تربية ابنتها ثم حفيدتها، والفرحة بوصول فلذة كبدها الأخيرة للدراسة فى إحدى كليات الطب، غير عابئة بمظاهر حياتها البسيطة ومعاشها المحدود. «ده بيت أبويا.. اتربيت فيه وعيشتى هنا».. جملة تحمل الكثير من الذكريات بالنسبة لـ«مديحة»، مؤكدة خلال حديثها لـ«الوطن» أنها لم تتوقع يوماً اختيار منزلها وترميمه من أجلها ضمن «حياة كريمة» فى ظل عدم سعيها أو تقديم أى أوراق للمبادرة الرئاسية.
والمفارقة فى إدراج منزل «الحاجة مديحة» ضمن مشروع «سكن كريم» أن جارها الشاب محمد متولى حرص على مساعدتها ساعياً وراء الأمر دون معرفتها، مقدماً كافة الأوراق المطلوبة فى آخر يوم.. لكن منزلها كان نصب أعين القيادة السياسية ليكون الأول فى الاختيار، ليهرول إليها ابن قريتها يزفُّ لها الخبر. وفور معرفة «مديحة» بما تحمله مبادرة حياة كريمة إليها، انهالت دموعها فرحاً وتعالت أصوات فرحتها، مرددة كلمات بسيطة «مش مصدقة.. بدعيلكم من قلبى، كل ما أركع بدعيلكم»، وفى وسط كلماتها لم تنسَ الدعاء للرئيس عبدالفتاح السيسى: «بدعيله فى كل أذان من قلبى.. ربنا يفاديه ويصلح حاله».