شاهد عيان يروي لـ«الوطن» تفاصيل مجزرة الفيوم: نقلوا المصابين في تكاتك

كتب: أسماء أبو السعود

شاهد عيان يروي لـ«الوطن» تفاصيل مجزرة الفيوم: نقلوا المصابين في تكاتك

شاهد عيان يروي لـ«الوطن» تفاصيل مجزرة الفيوم: نقلوا المصابين في تكاتك

سمعوا صوت طلقات نارية كثيفة، خرجوا ليشاهدوا اعتقاداً منهم أنّه «حفل زفاف» وفوجئوا بـ «عمرو الربعاوي» يقف أمام منزل أسرة زوجته يحاول اقتحام المنزل، ويطلق النيران من سلاح آلي بكثرة وهددهم بقتلهم في حالة عدم دخولهم لمنازلهم، ثم أطلق النيران على شباك المنزل واستخدم سلما خشبيا ودخل إلى المنزل.

 

15 دقيقة استغرقها «الربعاوي» لارتكاب جريمته ثم خرج وأطلق النيران من سلاحه، ثم خرج إلى أحد الشوارع واعتدى بالضرب على صاحب محل عصائر وسرق دراجته البخارية واصطحب ابنه الأكبر وفر هارباً، فيما هرع الجيران إلى منزل الضحايا ليكتشفوا المجزرة، حيث وجدوا الجميع غارقين في دمائهم.

وقال رمضان الكشرة، إنّه سمع صوت إطلاق نيران فخرج ليرى ماذا يحدث فوجد «الربعاوي» يحاول اقتحام منزل أسرة زوجته وبجواره طفله «زياد» ذات الـ (10 أعوام) يحمل شنطة المدرسة ولكنها ممتلئة بالذخيرة، وحاولوا إيقافه فهددهم بالقتل فأرسلوا لأقرب أصدقائه لكي يأتي ويقنعه بالرجوع عمّا يفعله فأطلق رصاصة بجانب قدم صديقه وأخبره أنّ الرصاصة الثانية ستكون في رأسه إذا لم يبتعد ففر من أمامه هارباً.

وأضاف «الكشرة» في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أنّ «الربعاوي» كسر شباك المنزل بواسطة الطلقات، وكان يجعل طفله يُعبئ خزينة السلاح بالطلقات ثم يعطيها لوالده حيث إنّ والده قال له إذا لم تفعل ذلك سأقتلك معهم، ثم دخل إلى المنزل باستخدام «سلم خشب» وبعد ذلك أطلق النيران على باب الشقة الداخلي ودمره، وأضاف أنّهم لم يسمعوا سوى إطلاق كثيف للنيران بصورة مستمرة.

وأوضح أنّه بعد قرابة ربع ساعة خرج «الربعاوي» وأطلق النيران بكثافة في الهواء ثم خرج واتجه إلى نهاية البلد فهرعوا مسرعين إلى داخل المنزل فوجدوا جميع من في المنزل غارق في الدماء في غرفة النوم، وباب الغرفة منكسراً وكان خلفه «كومدينو» كانوا قد وضعوه خلف الباب حتى لا يتمكن «الربعاوي» من فتحه والدخول عليهم.

وأشار إلى أنّ «رحمة» مستلقية فوق السرير وكانت تخرج روحها إثر إصابتها بطلقات نارية بالصدر والبطن والجنب وفي حضنها طفلها الذي لم يتجاوز الـ 4 أشهر وكانوا يعتقدون أنّ طفلها مات نظراً لكونه غارقا في الدماء ولكنهم عندما لمسوه تحرك وتبين أنّه غارق في دماء والدته، ووالدتها ملقاة في الأرض غارقة في دمائها وقد أصيبت بطلقات بالكتف، ونسمة «زوجة الربعاوي» مصابة في وجهها وقد فقدت فكها وإحدى عينيها وأنفها وفوقها طفلها «آدم» ذو الـ (3 أعوام) وقد انفجرت رأسه إثر إصابته بطلق ناري من الخلف.

وأضاف أنّهم كانوا يحاولون إسعافهم وفوجئوا بوجود طفلي «الربعاوي» الآخرين في الدولاب وأخرجوهم فوجدوا مروان (5 أعوام) مصاب بطلقات نارية بالفخذ من الخلف، وشقيقته مي (8 أعوام) مصابة إصابات طفيفة، لافتاً إلى أنهم أحضروا 5 تكاتك ونقلوا فيها المصابين جميعهم ما عدا «آدم» تركوه مكانه نظراً لبشاعة شكله ولم يتمكن أحد من الاقتراب منه، كما أنّه كان ميتاً.

وتابع أنّهم خلال طريقهم توفيت «رحمة» وحينما وصلوا مستشفى فيديمين، قرروا تحويل «نسمة ووالدتها» إلى مستشفى الفيوم العام، كما جرى نقل جثة «رحمة ونجل شقيقتها» إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، وتم نقل «مروان ومي» إلى مستشفى الفيوم الجامعي، ثم جرى تحويل «نسمة» إلى قصر العيني بالقاهرة لخطورة حالتها.

وأضاف أنّ أشقاء «رحمة ونسمة» يعملون في الكويت وجاؤوا إلى مصر في اليوم التالي للحادث مباشرة، وأنّهم أحضروا أشخاصًا نظفوا المنزل من الدماء وجمعوا فوارغ الطلقات، وملايات السرير الغارقة في الدماء، ورغم ذلك آثار الدماء لم تمحى من فوق السيراميك.

وشدد على أنّ ذلك المشهد الذي رآه حينما دخل عليهم لن ينساه طوال حياته، خصوصاً مشهدي الطفلين الذي كان غارقاً في دماء والدته، والذي انفجر رأسه الصغير من الرصاصة.

وكان عمرو ناصر قطب الربعاوي، قد قام بإطلاق الرصاص على زوجته وأبنائه وأسرتها، فتسبب في مقتل شقيقة زوجته وطفله، وأصاب زوجته وحماته وطفليه، وفر هارباً، وذلك انتقاماً من زوجته التي تركت منزل الزوجية بسبب هروبه من مصحة علاج الإدمان، ولكونه دائم الاعتداء عليها بسبب إدمانه.


مواضيع متعلقة