لعنة الفراعنة من «توت عنخ آمون» لتيتانك.. حقيقة أم خرافات؟

لعنة الفراعنة من «توت عنخ آمون» لتيتانك.. حقيقة أم خرافات؟
«سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك»، عبارة تداولتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة خلال الساعات الماضية زاعمة فكرة روجت لها القصص والروايات السينمائية العالمية عن «لعنة الفراعنة» باعتبارها وراء الحوادث التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن تلك العبارة كانت على ختم مقبرة «توت عنخ آمون» عند اكتشافها ونسب لها 13 حالة وفاة من المشاركين في اكتشاف المقبرة بسبب ما أطلق عليه «لعنة الفراعنة».
لعنة الفراعنة وتوت عنخ آمون
وطبقا لكتاب أنيس منصور «لعنة الفراعنة» توفى اللورد كارنارفون صديق هوارد كارتر ممول عملية الاكتشاف، وأول من دخل لها بصحبة هوارد كارتر بعد ستة أشهر فقط من اكتشاف المقبرة من لدغة بعوضة مصابة أثناء وجوده على نهر النيل.
وكانت حالة عالم الآثار هيو إيفلين وايت واحدة من أكثر الحالات رعبا، حيث أقدم على شنق نفسه في عام 1924، تاركا ملاحظة زُعم أنها كتبت بدمه، يقول نصها: «لقد استسلمت للعنة تجبرني على الاختفاء».
وتوفى آرون إمبر، عالم المصريات المقرب من كارنارفون، في عام 1926 في حريق بمنزله، وعلى الرغم من وجود الكثير من الوقت للهروب، اندفع إلى اللهب لاستعادة مخطوطة كتاب كان يعمل عليه بعنوان «كتاب الموتى المصري».
وبعيدا عن مقبرة توت عنخ آمون يعتقد الكثيرون في أسطورة أن تيتانك غرقت بسبب لعنة مومياء كانت في طريقها لمتحف نيويورك من لندن كما يقول الباحث الأثري محمد عبدالعزيز.
لعنة الفراعنة والتيتانك
ووفقا لأنيس منصور فإن كل ما يقال عن وجود مومياء لأميرة تدعى «آمين رع» كتب في مقبرتها أنه «سيصيب النحس كل من يقرب جسدي» وأنها وراء العديد من حالات الوفاة الغامضة لكل من امتلكها هو أقاويل لم أجد أي دليل على وجود مومياء على متن السفينة تايتانك ومن المؤكد لنا حتى الآن أن قاع المحيط يحوي آثارا مصرية غرقت مع التيتانك، حيث كان من المألوف بالنسبة للسائحين الأثرياء في أوائل القرن العشرين شراء المومياوات لإحضارها إلى المنزل، والحفلات غير الرسمية وعرضها في المتاحف المحلية.
ليس ذلك فقط فالعديد من ركاب تيتانك كانوا في زيارة إلى القاهرة، وكانوا في طريقهم إلى نيويورك بعد فترة طويلة في القاهرة، وهناك أدلة قوية على أنهم اشتروا قطعًا أثرية مصرية وكانوا يعيدون هذه الآثار إلى الولايات المتحدة معهم، إما للاحتفاظ بها في مجموعات خاصة أو للتبرع بها للمتاحف العامة.
من جانبة قال الدكتور زاهي حواس، إن الجزم بوجود لعنة الفراعنة تخاريف لا علاقة لها بالعلم ولا بالواقع، وحتى من يجزم بوجود قصص حقيقة عن وفيات نتيجة لعنة الفراعنة لم يقرأ سطرا من التاريخ ويستقي معلوماته من مواقع التواصل الاجتماعي فلا يوجد دليل واحد على وجود موياء على ظهر التيتانك، موضحا أن المومياء المزعومة وجدها بأحد جامعات أيرلندا أي أنها لم تذهب يوما إلى الولايات المتحدة ومتحف نيويورك كما زعموا.
وتابع حواس لـ«الوطن»: «لم يطال كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون شيء من هذه اللعنة؛ فقد مات بعد الاكتشاف بستة عشر عاما متأثرا بسرطان الغدد الليمفاوية وكذلك حسين عبدالرسول الذي أرشد لمكان المقبرة، والذي مات بعمر الثمانين، كما أن وفاة عدد من المشاركين في الكشف بأسباب طبيعية جعلتنا نجزم أن ما يقال هو خيال لا علاقة له بالواقع».