«نخيل البلح».. الأهمية الأقتصادية والتوزيع الجغرافي لأصناف البلح بمصر

كتب: حسن صالح

«نخيل البلح».. الأهمية الأقتصادية والتوزيع الجغرافي لأصناف البلح بمصر

«نخيل البلح».. الأهمية الأقتصادية والتوزيع الجغرافي لأصناف البلح بمصر

شجرة النخيل من الأشجار المباركة والتى لا تحتاج إلى تعريف بقيمتها وأهميتها، فقد كرمت وذكرت فى جميع الكتب السماوية بأنها شجرة طيبة وهى من الأشجار التى عرفها الإنسان وعمل على زراعتها منذ أقدم العصور، بجانب أن البلح والتمور من أهم السلع المرتبطة بشهر رمضان وسلعة أساسية يزيد الأقبال عليها بمختلف أنواعها خلال الشهر الكريم.

«الوطن» تستعرض الأهمية الاقتصادية للنخيل والتوزيع الجغرافي لأنواع البلح والنخيل في مصر، حسبما أوضح الدكتور سعيد عبدالفتاح جاد، مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة بالقليوبية.

الأهمية الاقتصادية للنخيل

يقول «جاد»، «تعتبر ثمار التمر والبلح من أبرز المنتجات الاقتصادية للنخيل، حيث تتعدد صور استهلاكها فهى تؤكل طرية (طازجة) ومجففة ومصنعة فى صور عديدة أهمها العجوة والمربات والمشروبات الكحولية، علاوة على أن التمور أصبحت سلعة تصديرية ذات مستقبل كبير لمعظم دول العالم، كما أن الأنظار بدأت تتجه إلى التمور كمادة غذائية هامة يجب توفرها لمقابلة الزيادة الرهيبة في السكان بجانب ارتباطه بشهر رمضان لدي المسلمين وخاصة في مصر».

وأضاف «للبلح قيمة غذائية عالية ويمكن اعتباره غذاء كاملا والثمار غنية بالمواد السكرية ويوجد بها كميات جيدة من الفيتامينات الذائبة فى الماء مثل (الثيامين --الريبوفلافين  --حامض الفوليك)، وكميات قليلة من حامض الاسكوربيك بالإضافة للعناصر المعدنية التالية الزنك والبوتاسيوم والصوديوم والنحاس والكالسيوم والفسفور والمنجنيز والحديد»، مشيرا إلى أن السكريات الموجودة فى التمر أغلبها من السكريات الأحادية (الجلوكوز) و(الفركتوز) والسكريات الثنائية (السكروز)، وتعتبر السكريات الأحادية الأسهل امتصاصا والأسرع انتقالا للدم.

وأوضح «جاد»، أن 7 تمرات تزن من 70 إلى 100 جرام، تعد كمية مناسبة لجسم الانسان وتحتوى على كمية مناسبة من المعادن والأملاح والفيتامينات وهذه الكمية سوف تساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة فى خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص.

فوائد التمر والبلح

وأكد أن فوائد التمور تتخلص في أنه مصدر للطاقة لاحتوائه على نسبة عالية من سكر الفاكهة، وتنتشر زراعة نخيل البلح فى معظم محافظات الجمهورية ويتم العمل على التوسع فى المساحات المنزرعة بأشجار النخيل فى محافظات مطروح والوادى الجديد وشمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر والنوبارية وتوشكى والعوينات والأراضى المستصلحة الحديثة.

وقال «جاد»، إنه نظرا لاختلاف الظروف المناخية وتباينها فى مصر فقد انتشرت الأصناف الرطبة والنصف جافة فى مناطق الدلتا ومصر الوسطى بينما تنفرد منطقة مصر العليا وخاصة أسوان بوجود الأصناف الجافة، ونخيل البلح له دور كبير فى تعديل المناخ الصحراوى الجاف وجعل الزراعة فيها ممكنة وله القدرة على مكافحة التصحر لما له من خصائص مورفولوجية وفسيولوجية لتحمل الرياح وتثبيت الكثبان الرملية.

علاقة المناخ بالتوزيع الجغرافى لأصناف البلح فى مصر

وأكد «جاد»، أن درجة الحرارة والرطوبة الجوية من أهم العوامل المحددة لانتشار النخيل، ولا شك أن نخيل البلح يتحمل أقصى درجات حرارة بينما يتأثر بدرجة كبيرة بانخفاض درجة الحرارة وإن كان يتحمل الصقيع لفترة قصيرة حتى 3 درجات مئوية تحت الصفر، ولكن الضرر يكون بالغا إذا طالت المدة أو انخفضت درجة الحرارة عن ذلك.

وأشار إلى أن النخيل يحتاج بصفة عامة إلى درجات حرارة مرتفعة نسبيا كل أشهر الصيف لإنتاج ثمار جيدة، ولكى تعطى النخلة محصولا تجاريا ناجحا يلزم توفر احتياجات حرارية محددة تختلف باختلاف الأصناف.

مجموعة الأصناف الرطبة

وقال «جاد» إن الأصناف المشهورة للبلح، هي الرطبة حيث تحتاج إلى درجة حرارة لاتقل عن 25 درجة مئوية (متوسط درجة الحرارة اليومية) فى الغترة من أول مايو حتى آخر أكتوبر، وهى فترة نمو ونضج الثمار، لذا فإن منطقة الوجه البحرى تلائم مجموعة أصناف البلح الرطب وأهمها «الزغلول» و«السمانى» ويكثر وجودهما فى محافظات البحيرة منطقة ادكو ورشيد والإسكندرية وكفر الشيخ، بينما ينتشر «الحيانى» بمحافظات الشرقية ودمياط والبحيرة، وصنف «بنت عيشه» فى محافظات البحيرة وكفر الشيخ والشرقية، أما صنف «الأمهات» فيكثر وجوده فى محافظات الجيزة والفيوم والشرقية.

مجموعة الأصناف نصف الجافة

وأوضح «جاد» أن الأصناف نصف الجافة تحتاج إلى درجة حرارة تزيد عن 29 درجة مئوية، ويلائمها محافظات الجيزة ومطروح والوادى الجديد، حيث ينتشر الصنف السيوى (الصعيدى)، بينما أصناف «العمرى» و«العجلانى» تشتهر بهما محافظتا الشرقية والإسماعيلية وتتميز هذه المجموعة بأن ثمارها إذا ماتم نضجها أصبح اللب بها ذا رطوبة متوسطة، فلا هو رطب ولاجاف ويمكن حفظها بعد جمعها لفترة طويلة بالطرق الطبيعية كما تصلح للتصنيع.

الأصناف ذات الثمار الجافة

وأضاف أن الثمار الجافة للبلح تحتاج إلى حرارة تزيد عن 32 درجة مئوية بمجموع وحدات حرارية 2500 إلى 3000 درجة مئوية، وهذه المجموعة يلائمها محافظات (أسوان والوادى الجديد)، وتتميز بأن ثمارها إذا بلغت مراحل تمام النضج أصبح لبها جافا ذا نسبة منخفضة من الرطوبة 15 إلى 20%، ونسبة عالية من السكريات 65 إلى 70%، ولذلك يمكن حفظها لفترات طويلة بالوسائل الطبيعية مع الاحتفاظ بخصائصها المميزة، ومن أهم الأصناف (السكوتى والإبريمى والبركاوى والبرتمودا والجنديله والملكابى) وتشتهر بهم محافظة أسوان.


مواضيع متعلقة