«مريم» طفلة تعاني ضمور ومياه على المخ.. والأم: بعيط لما يستغربوا شكلها

«مريم» طفلة تعاني ضمور ومياه على المخ.. والأم: بعيط لما يستغربوا شكلها
المكان شارع رمسيس أمام محطة سكك حديد مصر، والزمان منتصف اليوم الأحد، بالتحديد نحو الرابعة عصرا، البطلة سيدة أربعينية، يرتسم على وجهها الكثير من ضغوطات الحياة، لكنها لا تستسلم لها، وتسير نحو وجهتها، تحمل بيداها اليسرى طفلة صغيرة، وباليد اليمنى الكثير من الأكياس، التي يبدو أنها ثقيلة بدرجة تفوق قوتها البدنية، التي سلبت الحياة منها الكثير قبل ذلك.
اقتربت منها لأخبرها أني ذاهب إلى محطة مترو الأنفاق، ومن الممكن أن أساعدها في حمل هذه الأكياس، لتشكرني وتدعو ليا بما تحفظه من دعوات، لا تبخل بقولها على كل من يقدم لها المساعدة، موضحة أن ذلك ليس طريقها، فهي تبحث عن ميكروباص تذهب به إلى منطقة الحسين، وقلت لها وما المشكلة «تعالي أوصلك وبعدين أروح المترو».
وفي تلك اللحظة، كشفت نسمة هواء معتادة في ذلك التوقيت من العام، الغطاء عن الطفلة، ليظهر وجهها صاحب الحجم الكبير الزائد عن الحد المعتاد للأطفال في مثل سنها، لكن ملامح وجهي لم تظهر أي تعبير وقتها، ويبدو أن ذلك ما جعل الأم تطمئن قليلا، قائلة: «أخيرا لقيت حد ميستغربيشي شكل بنتي»، لتبدأ في سرد حكاية طفلتها الصغيرة صاحبة العامين، والتي أنجبتها بعد محاولات وصبر لأكثر من 20 عاما، منذ زواجها.
«عندها مياه على مخها وضمور، والمشكلة أنها كمان بدأت تتعمي عشان عندها مشاكل بعصب العين»، بتلك الكلمات كشفت أم الطفلة مريم محمد، في حديثها مع «الوطن»، عن التشخيص الذي قيل لها من أغلب الأطباء الذين عرضت عليهم نجلتها منذ ولادتها، موضحة أنها قدمت إلى تلك الحياة، بهذه المشاكل الصحية، لكن ما زاد الأمر سوء كان استخدام جهاز طبي غير معقم بشكل كافي، لتصريف المياه المتراكمة على مخها بعد 5 أشهور من ولادتها.
الأب في حكاية أم مريم وطفلتها، ليس له أي دور حتى الآن، وذلك بعدما حكم عليه بالسجن على ذمة احدى القضايا، ومن المفترض أن ينهي عقوبته في أكتوبر من العام المقبل 2022، (حسبما توضح الأم)، لافتة إلى أن علاج طفلتها يتطلب جهازين طبين أحدهما داخلي، يوفرها لها التأمين الصحي، والأخر جهاز خارجي يستورد من أمريكا ويستعمل لمدة 25 يوم فقط أو شهر بأقصى تقدير.
وتوضح أم «مريم» أنها أشتريت هذا الجهاز العام الماضي وساعد بالفعل في علاج نجلتها بعض الشيء بعدما أفرغ حوالي 5 لتر مياه منها (حسبما توضح)، متابعة: «بعت الأجهزة الكهربائية اللي عندي السنة اللي فاتت عشان اشتريه، بس مريم محتاجها تاني، ومعييش الفلوس دي، ولا بقى عندي حاجة أبيعها».
وتشير الأم، إلى أنها لا تملك عمل منتظم، وكل الدخل الذي تحصل عليه، متوقف على طلبات بعض السيدات من جيرانها بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، أن تنظف لهن سلالم بيتوتهن أو أي شيء يريدونه، نظير مبلغ مالي يعينها على معيشتها هي وطفلتها، معربة أنها لا تتمنى أي شيء لنفسها سوء شفاء ابنتها حتى لو كان المقابل أن تحصل هي على هذا المرض، متابعة: «نفسي اشوفها زي البنات ومحدش يسغرب شكلها لما يشوفها عشان بتعقد من النظرة دي وبقعد أعيط»، وحتى يحدث ذلك تتمنى أن يوفر لابنتها كرسي طبي بأحزمة، كونها لا تستطيع أن تحرك أي عضو في جسمها حتى الآن.