«حياة كريمة» توطن أحلام «ريان» وتمحي تطلعاته بالهجرة للمدينة

«حياة كريمة» توطن أحلام «ريان» وتمحي تطلعاته بالهجرة للمدينة
- حياة كريمة
- مبادرة حياة كريمة
- الغربنيات
- قرية الغربنيات
- برج العرب
- الإسكندرية
- حياة كريمة
- مبادرة حياة كريمة
- الغربنيات
- قرية الغربنيات
- برج العرب
- الإسكندرية
طفل صغير، ملامحه وبشرته القمحية، وجلبابه وابتسامته البريئة، تحرك القلب من مكانه، وتجعلك تصدق حديثه على الفور، ولم لا وهو طفل لم يتجاوز الحادية عشر من عمره، وبالتالي فشهادته عن مبادرة «حياة كريمة»، التي لمسها بنفسه في قريته الصحراوية، التابعة لمنطقة برج العرب بالإسكندرية، هي «شهادة حق» لا تحتاج معها لدليل، حتى لو كان الأخير موجودا بالفعل في كل مكان دخلته المبادرة.
وبشعر أسود داكن منسدل على عينيه، وبعيون بريئة وفم متبسم، خرج من أحد البيوت المهجورة، بعد أن تصدعت وشهدت هبوطا أرضيا بسبب المياه الجوفية التي تعوم عليها، في قرية الغربنيات، التابعة لمركز برج العرب القديم غربي الإسكندرية، لينقل شهادته عن المبادرة بكل أمانة وبراءة.
مبادرة «حياة كريمة» تدخل قرية الغربنيات
استوقفناه للحديث معه، فأخبرنا أن اسمه «ريان»، ولديه إحدى عشر عاما، وتوفى والده وتركه مع أخوته الـ7 في منزلهم الذي أفسدته المياه الجوفية أيضا، وأفسدت الأرضيات والجدران، وبالكاد يعيش بالمنزل المتواضع يحتمي فيه هو وأشقاؤه من مياه الأمطار التي تهطل بالمنطقة، لطبيعتها الساحلية، بالإضافة لحرارة الشمس الحارقة صيفا.
وتحدث الطفل «ريان» عن أحلامه وتطلعاته وطموحاته وآماله في المستقبل، وخصوصا بعد شمول مبادرة «حياة كريمة» الرئاسية، قريته الصحراوية النائية الحدودية، المهمشة على مدار عشرات السنوات، التي لم نعلم ولم نسمع عن وجودها إلا بعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي لمبادرة «حياة كريمة» لتطوير القرى والنجوع بالأماكن العشوائية النائية المهمشة.
مفيش مركز شباب ولا ملعب ولا صرف صحي ولا وحدة صحية
وتحدث الطفل ريان عبد الستار، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» عن التطوير الذي بدأ في قريته، الذي كانت انطلاقته من مدرسته الإعدادية، التي كانت عبارة عن مبنى واحد فقط قديم يغطي عدد كبير من الطلاب، مما كان يسبب ازدحاما وتكدسا للطلاب في الدسك الواحد، ولكن الآن المدرسة أصبحت تضم مبنًى جديدا كبيرا وواسعا ومجهزا على أعلى مستوى ضمن خطة التطوير الذي دخلت منطقته مؤخرا.
مدرستي القديمة كانت صغيرة وضيقة
وبلهجته البدوية البسيطة، يقول الطفل «ريان»: «مدرستي القديمة كانت صغيرة وضيقة ولكن دلوقتي بقت جديدة وكبيرة وحلوة أوي، واللي عملوه لينا أحسن حاجة، ومبسوط علشان بقيت أعرف أتعلم وأقعد براحتي في الدسك»، مشيرا لأوضاع قريته التي تعاني من قلة الخدمات والمرافق الترفيهية منها والأساسية «معندناش مركز شباب نلعب فيه أو ملعب ولا صرف صحي ولا وحدة صحية ولا بوسطة، وكل الطرق مكسرة، ومعندناش مكان نلعب فيه، إما الشارع أو البيت».
دلوقتي الرئيس السيسي بقى يعلمنا كل حاجة
وأضاف الطفل «ريان»، أن الفترات السابقة لم ير فيها مسؤولون يزورون قريتهم أو يهتموا بها، أما الآن وبعد مبادرة «حياة كريمة» الرئاسية فقد تغير الوضع وأصبحت الأنظار موجهة لقريتهم الحدودية النائية «مكانش حد مهتم بينا، لكن دلوقتي الرئيس السيسي بقى يعلمنا كل حاجة، ونفسي البلد تبقى شوارعها حلوة، والملاعب تبقى موجودة ومركز شباب نلعب فيه ومستشفى نتعالج فيها ونفسي في بوسطة».
مبسوط علشان هيبقى عندنا مكان نلعب فيه
ويستكمل الطفل «ريان»، حديث «معندناش مكان نتعالج فيه وأقرب مكان لينا فيه مستشفيات برج العرب أو مدينة الحمام أو الأسكندرية»، معربا عن سعادته بما سيتم إنشائه في القرية من خدمات ومرافق «بيقولو هايعملولنا كل اللي بنحلم بيه وأنا مبسوط علشان هيبقى عندنا مكان نلعب فيه ومكان نتعالج فيه وطرق كويسة نمشي عليها».
«أنا هفضل هنا خلاص طول العمر بعد القرية ما تطور»
وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه استطاع التعبير عن تغيير خارطة أحلامه وطموحه بعد مبادرة «حياة كريمة» التي ستوفر له الحياة الآدمية الكريمة التي طالما حلم بها، بعد أن كان يفكر في ترك قريته والتوجه للاستقرار في الإسكندرية حيث الخدمات والمرافق وكل ما يحتاجه الإنسان للعيش الكريم، «أنا هفضل هنا خلاص طول العمر، لأني كنت بفكر أمشي من البلد هنا، ولكن لو عملولنا زي ما قالوا هافضل هنا طول العمر، نفسي العيشة تبقى كويسة».
وتستهدف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» قرى مركز برج العرب القديمة، حيث تستهدف المبادرة تطوير 57 قرية بمركز ومدينة برج العرب القديمة، بتكلفة تقديرية قدرها 3 مليارات جنيه، وطالب اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية وزارة التنمية المحلية بإضافة بعض قرى المحافظة للمبادرة الرئاسية للاستفادة من المبادرة وعمل نقلة حضارية لتلك القرى.