المضاعفات وحلولها.. «الوطن» تطمئن على صحة المتعافين من كورونا

كتب: سمر صالح

المضاعفات وحلولها.. «الوطن» تطمئن على صحة المتعافين من كورونا

المضاعفات وحلولها.. «الوطن» تطمئن على صحة المتعافين من كورونا

تشير نتائج العديد من الدراسات والبحوث الأولية، والتقارير الرسمية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن فيروس كورونا يترك مضاعفات لدى بعض المتعافين ترافقهم حتى بعد التعافي بفترات طويلة وهو ما يعرف بـ«كوفيد الطويل» أو«متلازمة ما بعد كوفيد 19».

تتفاوت مضاعفات فيروس كورونا التي يبلغ عنها المتعافون بين الشعور بالتعب وضيق التنفس والصداع، ورصدت مبادرة «الوطن» للاطمئنان على عينات عشوائية متفاوتة الأعمار من المتعافين، العديد من الشكاوى من مضاعفات ما بعد التعافي، منها استمرار فقدان حاستي الذوق والشم، واضطرابات في التذوق لدى بعض الوجبات والمشروبات التي كانت مفضلة لديهم.

معاناة «فاطمة» مع اختلاف تذوقها لمشروبها المفضل

فقدان حاستي الشم والتذوق لفترة طويلة حتى بعد التعافي، أزمة واجهتها «فاطمة محمد» في رحلتها مع كورونا، لاتزال أثارها باقية معها حتى الآن ورغم مرور نحو 9 أشهر من التعافي تصفها بحديثها لـ«الوطن»، «بقيت بشم روايح غريبة والذوق العام اتغير، مشروبات كنت بحبها جدا مبقتش أتقبل طعمها والعكس»، دون تفسير واضح لديها لما أصاب حاستي الشم والتذوق لديها.

في الرابع من يونيو الماضي تم احتجاز الفتاة العشرينية بمستشفى عين شمس العام للعزل لمدة ثلاثة أيام حتى تحسنت صحتها قليلًا وعادت لتستكمل رحلة تعافيها في المنزل، لتفاجأ بعدها باستمرار شم روائح غريبة في أنفها من بعد تعافيها وحتى الآن، «كنت بحب القهوة جدا دلوقتي مبقتش أحبها وريحتها بقت غريبة»، بحسب تعبيرها.

منى تشكو من شم روائح غريبة 

«فاطمة» ليست الوحيدة التي تعاني من اضطراب حاستي الشم والتذوق رغم التعافي من فيروس كورونا، تشكو «منى محمود» هي الآخرى من شم روائح كريهة على فترات متفاوتة رغم مرور سبعة أشهر على تعافيها من الفيروس.

أسبوعان كاملان استغرقتهما «منى» البالغة من العمر 29 عاما، في العلاج من كورونا حتى تعافت تماما، إلا أن مضاعفات ما بعد التعافي لا تزال مستمرة معها، وبحسب وصفها لـ«الوطن» «أول شهر من التعافي كنت بتعب من أقل مجهود وبنهج ودلوقتي حاسة الشم والتذوق عندي لسه مرجعوش زي الأول».

شم «الروائح الغريبة» لدى بعض المتعافين عرض يطلق عليه «الباروسميا»

تفسير شم «الروائح الغريبة» لدى بعض المتعافين من كورونا تشوهات في الرائحة والتذوق، عرض يطلق عليه مصطلح «الباروسميا» حيث يشم بعض المتعافين من كورونا روائح غريبة دون تمييز نوع الرائحة، وبحسب قول الدكتور علاء عوض، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والأمراض المعدية، فقدان حاستي الشم والتذوق ليس عرضًا أساسيًا لكل المصابين بكورونا وقد يصاب به البعض، دون الآخرون، ولذلك فإن هذا العرض لا يحدث إلا لمن عانى من فقدان الشم خلال فترة الإصابة.

الروائح الغريبة التي يشمها بعض المتعافين من فيروس كورونا أو «الباروسميا» يعد مؤشرًا على تعافي حاسة الشم، وبحسب تصريحات عوض لـ«الوطن» قد تطول فترة فقدان الشم والتذوق وتتفاوت مدتها من شخص لآخر وقد تستمر لعدة شهور وفي نهاية الفترة تحدث اضطرابات بالشم، وإن طالت الفترة لعدة أشهر يمكن اللجوء إلى طبيب أنف وأذن متخصص.

الروائح الغريبة التي يشكو منها البعض دليل على إعادة بناء الخلايا المسؤولة عن الشم والتذوق

الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، فسر العرض الجديد الذي يشكو منه بعض المتعافين من فيروس كورونا، بأن حدته تتوقف على مدى التأثير الحاصل على خلايا الغشاء الأنفي والخلايا المسؤولة عن الشم والتذوق.

وعن استعادة حاستي الشم والتذوق، أشار حتة في تصريحات لـ«الوطن» إلى أن الروائح الغريبة التي يشكو منها البعض دليل على إعادة بناء تلك الخلايا المسؤولة عن الشم والتذوق، وبداية التعافي، ومن الأفضل عدم الحصول على أدوية أو أعشاب لتحفيز حاسة الشم أو التذوق، «مفيش محفزات ليها، نسيبها ترجع بشكل طبيعي»، بحسب تعبيره.


مواضيع متعلقة