شباب المطرانية يعلقون زينة رمضان بمسجد الكوثر: «عاش الهلال مع الصليب»

شباب المطرانية يعلقون زينة رمضان بمسجد الكوثر: «عاش الهلال مع الصليب»
- شباب المطرانية
- يعلقون
- زينة رمضان
- مسجد الكوثر
- رمضان
- شهر رمضان
- شباب المطرانية
- يعلقون
- زينة رمضان
- مسجد الكوثر
- رمضان
- شهر رمضان
هل كانت مصادفة أن تصدح مكبرات الصوت بأذان «العصر» بمجرد وصولنا ساحة مسجد «الكوثر» بمدينة السادس من أكتوبر؟ هل هى تحية المسجد لضيوفه الكرام؟ أم رسالة ربانية لمباركة مشاعر المحبة التى تسود الحاضرين؟ المشهد كان بديعاً.. زينة يحملها متطوعون يرتدون «تيشيرتات» خضراء أشبه بقلوبهم الخصبة، وأجواء حماسية تشى بقرب انطلاق حدث فى غاية الروعة يخطط له الحاضرون.
«حى على الصلاة»، هكذا انطلق النداء ولبّاه المصلون، فأخذوا يتوافدون على المسجد تباعاً، بينما اصطف المتطوعون على الجانب، والتزموا الهدوء حتى تنتهى الصلاة ويخرج المصلون لتبدأ الاحتفالات.
أجولة كبيرة وكراتين تحمل من أشكال الزينة أبهاها، فوانيس متفاوتة الحجم والألوان ومجسمات لمساجد بمآذنها المرتفعة والأهلّة إيذاناً بقرب حلول الشهر الكريم، وأفرع زينة مزركشة بقماش الخيامية «الأحمر والأزرق»، أخرجها الشباب من سيارتين استقرتا أمام باب المسجد، ثم قاموا بفرزها وتوزيعها على الأماكن المخطط تعليقها بها، بينما تلاحقهم نظرات المصلين بمجرد أن انتهوا من الصلاة وخرجوا من باب المسجد، وكذلك أهالى المنطقة، الذين أطلوا من الشرفات ووُجدوا فى ساحة المسجد.
«كل سنة وانتم طيبين»، كانت رد «فوزى» وفريقه من راسمى البسمة على أسئلة أهالى المنطقة عن سبب الزيارة، ومغزى الأغراض المنتشرة بالمكان، المفاجأة التى كان وقعها طيباً على الحاضرين، فتطلعت الأعين نحو المتطوعين وأشكال الزينة، وبادر البعض بإبداء باستعداده للمساعدة فى العمل الرائع، ونيل شرف تزيين المسجد.
سلالم خشبية اعتلاها الشباب لتعليق أفرع الزينة أعلى باب المسجد، بينما اختاروا للجدران المجاورة مجسمات المساجد والأهلّة متفاوتة الحجم، قاموا بتثبيتها بمسدسات الشمع بقوة وعناية، كعادتهم كل عام منذ إطلاق مبادرة «أهلاً رمضان»، ما يفسر بقاء زينة العام قبل الماضى على حالها، دون تعرضها للتلف أو التمزيق. أما الأعمدة البيضاء الموجودة أمام باب المسجد فتخللتها بأناقة وانسيابية أفرع «الخيامية» التى تتدلى منها قصاصات على شكل مثلثات بنفس الحجم والأبعاد.
«أهو جه يا ولاد هيّصوا يا ولاد.. أهو جه يا ولاد زقططوا يا ولاد»، بمجرد أن انطلقت من مكبرات صوت حملها المتطوعون برفقة زينة رمضان، اكتمل المشهد وتعالت الضحكات وشارك الحاضرون فى الغناء والتهليل وتعليق الزينة، وبدا وكأن غداً أول أيام الشهر الكريم، ولا يفصلنا عنه شهر كامل.
يحكى «فوزى»، منسق الفريق، أنه يحاول تطوير شكل الاحتفال كل عام، ويفكر وباقى المتطوعين فى كيفية إضفاء مزيد من البهجة على اليوم الاستثنائى فى حياتهم: «كل سنة بنفكر فى زوايا مختلفة بالمسجد لتزيينها، وبطريقة بسيطة لا تتعدى على قدسية المكان وروحانيته، وفكرنا فى الاستعانة بسماعات لإذاعة أغانى رمضان التراثية، فهى جزء أصيل فى الاحتفالات الرمضانية، وكافية لتوصيل المشاعر واستعادة الذكريات».
وكأن الحاضرين «مسلمين ومسيحيين» ينتظرون إذاعتها، انطلق صوت «عبدالمطلب» من السماعات، مردداً «رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان.. غنوا وقولوا شهر بطوله غنوا وقولوا أهلاً رمضان»، أخذ الجميع يرددون الكلمات ويتمايلون فرحاً، بينما تهتز الزينة فى أيديهم وتتلألأ فى لوحة واقعية أشبه بالمشاهد السينمائية المصنوعة باحترافية.
فقرات فنية بسيطة تخللت اليوم الاحتفالى لإضفاء مزيد من البهجة، بدأت برقص التنورة، ثم الاستعانة بعرائس لشخصيات كرتونية تحمل الزينة والفوانيس، التقط الموجودون فى ساحة المسجد صوراً تذكارية معها، بينما أسرع باقى المتطوعين من راسمى البسمة على الوجوه بوضع اللمسات النهائية لتزيين المسجد قبل غروب الشمس، وتعبئة ما تبقى من قصاصات الزينة والأدوات والمعدات والسماعات فى السيارتين، ليكتمل المشهد مع انطلاق أذان «المغرب»، وكأن القدر يؤكد لهم مجدداً مباركة العمل التطوعى الذى بدأ وانتهى بنداء الصلاة.