هدوء وسكينة وحالة روحانية نادرة.. حكاية مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة

هدوء وسكينة وحالة روحانية نادرة.. حكاية مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة
- السيدة نفيسة
- مسجد السيدة نفيسة
- حكاية مسجد السيدة نفيسة
- حكاية مسجد
- السيدة نفيسة
- مسجد السيدة نفيسة
- حكاية مسجد السيدة نفيسة
- حكاية مسجد
بمجرد دخوله، هناك شعور يصعب وصفه، مليء بالروحانيات التي تأخذ الزائر إلى حالة وجدانية نادرة، هكذا وصفه كل من زاره، إنه مسجد السيدة نفيسة، الذي يوجد بأحد أعرق الأحياء الشعبية بالقاهرة، الذي يحمل اسم هذه السيدة الطاهرة.
حالة من السكون تنتاب كل من يقف أمام ضريح السيدة نفيسة، فهو المسجد الذي يحظى بمكانة خاصة وعالية في وجدان المصريين الذين يكثرون من زيارته، وقد جاء في خطط المقريزي أن أول من بنى ضريحا على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري، والي مصر من قبل الدولة العباسية، ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية، حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام وضعت على باب الضريح، وتبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.
بناء الضريح
بسبب حدود بعض التصدعات والشروخ في القبة، تم إعادة تجديدها في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله، كما جرى كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون.
وتم بناء الضريح مثل الهيئة الموجود عليها الآن، وذلك في عهد الأمير عبدالرحمن كتخدا، والمسجد له مدخل للرجال ومدخل للنساء، وحديثا جرى تجديد المدخل وفرشه بالرخام الفاخر، وفي داخل المسجد ممر طويل يصل إلى المقام الشريف.
رحلة السيدة نفيسة إلى مصر
وحسب كتاب السيدة نفيسة كريمة الدارين: «وُلدت نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، في مكة في 11 ربيع لأول 145هـ، انتقل بها أبوها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتسمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حتى لقبها الناس بلقب (نفيسة العلم) قبل أن تصل لسن الزواج".
وتزوجت السيدة نفيسة بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم رحلت نفيسة مع أسرتها إلى مصر، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش، ووصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها أهل مصر، واستقرت بها 15 عاما، وبعد وفاتها، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبدالله بن السري بن الحكم، واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبي، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبي أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: «رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم».