الزيادة السكانية تلتهم نصيب الفرد من الرقعة الزراعية في مصر

كتب: كريم روماني

الزيادة السكانية تلتهم نصيب الفرد من الرقعة الزراعية في مصر

الزيادة السكانية تلتهم نصيب الفرد من الرقعة الزراعية في مصر

«تجريف للأراضي الزراعية.. تأسيس مباني في أماكن غير أماكنها.. فجوة في الإنتاج وسياسة العرض والطلب» عوامل أساسية جاءت نتيجة الزيادة السكانية والتي وجدت طريقها في التحايل على القانون للقيام بكل التجاوزات الممكنة؛ فلم تترك مجالا إلا وأثرت فيه بالسلب، وكان لها بالغ الأثر على الرقعة الزراعية في مصر.

وبحسب ما كشفه الدكتور محمد عابدين، الخبير الزراعي، في تصريحات صحفية لـ«الوطن»، أنه في فترة الستينات والسبعينات كان نصيب الأسرة المصرية من الرقعة الزراعية لا يقل عن 6 أفدنة، حاليا نفس الأسرة المصرية لا تملك سوى قيراط أو قراطين على أكثر «وكمان عايز يبني على القيراط ده مسكن لأسرته وأبنائه»، ويجب تفعيل قانون الزراعة التعاقدية لحل الأزمة الحالية.

خبير زراعي: التوسع الرأسي في الأراضي الصحراوية يحل أزمة الزيادة السكانية

وأكد الخبير أن هناك خللا كبيرا في سياسة العرض والطلب، قائلا: «قد يكون المنتج موجود بكثافة إلا أن الطلب قليل والعكس»، مناشدا بضرورة تفعيل قانون الزراعة التعاقدية، «يعني مفيش فلاح هيزرع محصول إلا لما يكون متعاقد، وإلا هيودي المحصول ده فين»، لافتا إلى أن الدورة الزراعية كانت تنظم عملية زراعة المحاصيل.

وأوضح الدكتور محمد عابدين، أنه في البداية كان الإنسان يعتمد في الزراعة على التقاوي المصرية المحلية رغم قلة إنتاجها إلا أنها كانت كافية لاحتياجات الأسرة، موضحا: حاليا نستورد «هجن الخضر» مثل الطماطم والخيار، وذلك للرغبة في زيادة الإنتاج لتغطية الكثافة السكانية، وموضحا أن 98% من إنتاج حبوب الخضر نستورده من الخارج، والباقي إنتاجا محليا.

وأضاف «عابدين» أن الدولة المصرية بدأت في حل مشكلة الزراعة بالمشروعات التنموية هناك ضرورة مُلحة للحفاظ على ما تبقى من الأرض الزراعية، والعمل على زيادة الصوب الزراعية لزيادة وحدة الإنتاج، بالإضافة إلى البيوت المحمية ونظم الري الحديثة كالري بالتنقيط، والتوسع في الظهير الصحراوي، كلها حلول واقعية قدمها «عابدين»، مؤكدا أن الدولة المصرية بدأت بالفعل في حل مشكلة الزراعة من خلال عدد من المشروعات التنموية مثل مشروع مليون ونص فدان و100 ألف صوبة زراعية.

وتابع الخبير الزراعي أن التوسع الرأسي في الأراضي الصحراوية يعتبر حلاً صعباً لأن الأسرة المصرية لديها نوع من الترابط الاجتماعي، وهو ما يخلق بدوره عدم الرغبة في الذهاب إلى أماكن نائية، ومشيرا إلى أن ثقافة نقل السكان إلى أماكن صحراوية يلزمه توفير كافة المرافق، مؤكدا أن نقل 1000 أسرة إلى منطقة زراعية جيدة يلزمه استطلاح 100000 فدان وينادي بفكرة المدينة الزراعية لنقل الأسر إليها مع توافر جميع الخدمات التي تكفل الاستقرار الدائم.


مواضيع متعلقة