أحمد فرحات يكتب.. حقيقة عبد الله رشدي

أحمد فرحات يكتب.. حقيقة عبد الله رشدي
كان الحماس يقفز من عينيه، ائتمنني في ذلك اليوم على أكثر من فكرة مهمة لمشروعات صغيرة، وسألني ابن الـ20 عاما: كيف أستعد لمفرمة سوق العمل؟شعرت بالمسؤولية، وباحتياجي لاختزال موضوع شديد الأهمية في كلمات ستقال في حوار عابر بيني وطالب جامعي.
أوضحت له أن الدخول لسوق العمل يتطلب أن يملك الشاب ما يبيعه.. لا بد من أن يتخصص في مجال ويتفوق فيه لدرجة تقنع مستثمرا بتخصيص جزء من ميزانيته كراتب لخريج جامعة. وبمرور الوقت، يزداد سعر الشاب أو راتبه، كلما قل عدد من يستطيعون تقديم نفس الخدمة أو المنتج بنفس الجودة.. الخبرة تصنع المال.
لذا فهي مسؤولية كبيرة على أكتاف الشباب بالتأكيد، ففي دولة مثل مصر، ترحب بالاستثمارات لتوفير فرص عمل، على كل شاب أن يستطيع أولا أن يصبح ترسا في ماكينة، حتى يتعلم كيف يديرها، ليخطط بعد ذلك لمشروعه بوعي وخبرة.. فمن المنطقي أن نتعلم "الصنعة" قبل ممارستها أو الاستثمار فيها.. لا بد من العلم. أشعر الآن بأنني ارتكبت ذنبا كبيرا، لأنني لم أقل الحقيقة كاملة للشاب المتحمس، فهناك من يسلكون طريقا آخر، ويجنون الأموال بطرق أخرى. لا شك أن الاجتهاد أمر مرهق، لا يتحمله البعض، لذا يقررون بيع سلع مختلفة نوعا ما، ولكنها مطلوبة دائما.. دين مثلا.. جعلوه سلعة وباعوها مقابل المال.
العلم يساوي بين أرباح أبو إسحاق الحويني - من شرائط الكاسيت ثم الحلقات.. وزجاجة عصير حصل عليها مجانا في مجلس علم مثلا – وبين سعر حلقات محمد حسان، ورواتب كل من يسمي نفسه شيخا.. ومشاهدات يحققها فارغٌ بإثارة الجدل.. كلها أموال مقابل الدين.لم يبدأ الأمر هكذا، فالله يحبنا، ومنحنا الرسالة السماوية مجانا، وأعفى البشر من مسؤولية حمايتها قائلا: "وإنا له لحافظون"، وإذا نظرنا للأنبياء الكرام، سنرى كل منهم أتقن حرفة ليحصل على رزق حلال، ليتعلم أصحاب العقول.. ولكن الآن.. لسبب ما، هناك من يحكون لنا ما قال الله، ويقولون إنهم بذلك يحافظون على الدين، ويحصلون على الأموال مقابل حماية ما وعد الله بأن يحميه من فوق 7 سماوات.. نعم هم يجلسون في هذه الخانة في الميزانية. لماذا يجتهد طبيب شاب ليصبح جراحا عالميا إذا؟ إن كان بإمكانه حفظ مجموعة من الكتب والعبارات، ثم يختار من بينها ما يناسب الزبون.
لماذا يحاول شاب أن يتفوق ويتميز ويُبدع ويخدم بلاده؟ فهناك طريق أسهل يصنع قيمة في المجتمع، كل المطلوب أن يفرك حامي الدين رأسه في حصير المسجد، ويترك لحيته، ويأمر الناس بآية معينة في وقت معين.. وسيكون ذكيًا إن اختار الآية المناسبة لكل موقف.
أعلم بالطبع لماذا يقاتل "أهل الله" ليؤكدوا للجميع أن الدين علم، وأنهم علماء "رجال دين"، وأن من يحفظ أكثر يجلونه ويسمونه "الحافظ".. لا يفترضون مثلا أن دين الإسلام لا ينقصه شيء، ولن يضيف له إثبات أنه "علم ضمن العلوم"، الدين لا يحتاج للاعتراف به كعلم يا مشايخ.
هذه هي الحقيقة – من وجهة نظري - يا صديقي الشاب الحالم، هذه الضوضاء على السوشيال ميديا ليست سوى شخص يبيع سلعة، أحس باليأس لأن الدولة منعت "الهبد"، ولأن فتاوى النمص لم تعد رائجة، فقرر أن يراجع ما حفظه في كليته، في وقت يشكر العالم فيه مصر لأنها أنجبت الدكتور مجدي يعقوب.
رأى عبد الله رشدي أن الشباب بحاجة – الآن - لمعرفة شروط دخول الجنة في العقيدة الإسلامية، من المؤكد أنه لم يتعمد قتل خيال كل من رأى ملائكة في وجه السير وهو محاط بأطفال يحضنونه..حسنا.. ليترك الشباب وعد "يعقوب" بنقل علمه لهم قبل رحيله، ويلتفتون الآن لآية قرآنية صادفت داعية وهو يمسك المصحف، أو لعلها رؤية.. قد تكون رؤية.
بارك الله فيك يا نجم، أرى الآن اسمك عاد للصحافة، بعد أن حاولت أن "تطفي فرحة الراجل الطيب".. فرحتنا نحن به..قد يزداد عدد متابعيك أو يطلبك مستثمر في قناة دولية لتعرض منتجاتك المهمة والنادرة للعالمين.. ولكن أنصحك بالنظر لعيون الأطفال الذين عالجهم مجدي يعقوب، ستجد الله هناك، وستبحث حينها عن عمل شريف.