مبارك في عيون رجاله.. «منوفي حدق» عند «موسى» ورابط الجأش لدى الفقي 

كتب: ماريان سعيد

مبارك في عيون رجاله.. «منوفي حدق» عند «موسى» ورابط الجأش لدى الفقي 

مبارك في عيون رجاله.. «منوفي حدق» عند «موسى» ورابط الجأش لدى الفقي 

مع حلول الذكرى الأولى لرحيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فإن الحديث عنه من خلال عيون رجاله، يكشف جوانب إنسانية خاصة في حياته، وهو ما ترجمته كتب مذاكراتهم، التي تطرقت لفترة حكمه التي تجاوزت الثلاثين عاما.

موسى: كان رجلا وطنيا مصريا «حدق» 

يصف عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، بأنه «كان رجلا وطنيا مصريا (حدق)، ومنوفيًا بكل معنى الكلمة، لم يكن من السهل خداعه.. كما كان شخصية لطيفة محببة، له قفشاته الطريفة وكان إذا جد الجد ذا صوت مرتفع يخشاه كل من حوله، كان ذا قبضة قوية على رأس النظام حتى العقد الثالث من حكمه، الذي ضعفت خلاله تلك القبضة بشكل لافت».

ويضيف «موسى» في مذاكرتك «كتابية» أن الرئيس الراحل كان «كان يتمتع بتوازن مبسط للأمور: أمن الرئيس وبرستيجه، وأمن الدولة داخليا، والتواصل مع الناس وأن يظهر لهم على سجيته والقبضة الحديدية بالنسبة إلى المعارضة مع أعدائها مساحة تتسع قليلا أو تتقلص حسب الظروف والمعطيات والاحتياج وغض الطرف عن بعض الفساد».

كما أن شخصية حسني مبارك بحسب «موسى»، هي شخصية المواطن المصري ابن البلد الذي يتسم بـ«الحداقة» بالتعبير المصري الدار ومعها ذكاء فطري، فهو عندنا يتعامل مع شخص لأول مرة ينظر إليه مليا ويمعن النظر في عينه، ولغة جسده، وطريقة ملبسه ويستمع إليه ويقارن بين ما يقوله الشخص أمامه وما سمعه منه قبل ذلك سواء مباشرة أو من خلال وسائل الإعلام، ويقارن بين ما يقوله هذا الشخص أمامه وما سمع منه قبل ذلك سواء مباشرة أو من خلال وسائل الإعلام، ويقارن ذلك بما ورد إليه عن ذلك الشخص في التقارير التي تأتيه من هنا أو هنا، وبناء على كل هذه المعطيات يأخذ قراره بتقريب هذا الشخص أو أبعاده، بمنه ثقته أم لا، ولذلك كان القرار عنده يأخذ وقتا طويلا وقد يغيره في آخر لحظة».

أبو الغيط: يفضل كبار السن لتوليه المناصب

ومن طريقته في الحكم على الناس، لأسلوبه في المسئولين فى عهده، يحكي أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق الذي أشار في مذكراته (شهادتي) لمبارك إلا باسم «الرئيس» ولم يذكر اسمه، مستشهدا بموقف حدث فى العام 2001 عند خروج عمرو موسى من وزارة الخارجية وتوليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، «كان يتوارد لى من أصدقاء لهم حيثية فى مناصب الدولة، ربما منذ عام 1989، أن الرئيس دائم السؤال عن شخصيات وزارة الخارجية التى يمكن تصعيدها، وأنهم كثيراً ما يذكرون اسمى ويكون رده أنه يعلم أن سمعتى طيبة وأن لدىّ خبرة عريضة، بالإضافة إلى معرفته بوالدى منذ الخدمة فى سلاح الطيران. إلا أنه كان يضيف -أحياناً- (أليس صغيراً عمرياً بعض الشىء). وكنت أستغرب ذلك كثيراً، إذ كان الرئيس مبارك تحكمه مسألة السن فى الكثير من قراراته الخاصة بالتعيينات والأفراد، كما أن عنصر الأقدمية المطلقة كان يمثل له الكثير من الأهمية. كما يصفه بأنه كرئيس بأنه «الفاعل الرئيسى وصاحب القرار التوجيهي المؤثر. كما أن المؤسسات والأشخاص تظهر وتختفى طبقاً لإرادة الرئيس»

الفقي: رابط الجأش

«رابط الجأش»، أي الشخص الذي لا يخاف عند الشدائد، واحدة من الصفات التي وصفه بها مصطفى الفقي المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية، في مذاكرته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، عدة مرات، منها في معرض حديثه عن يوم افتتاح «جامعة سنجور» في الاسكندرية بحضور الرئيس الفرنسي السابق «فرانسوا ميتران»، والرئيس السنغالي شاعر افريقيا «ليوبولد سنجور» ومعهم الرئيس الراحل مبارك وعدد من كبار الضيوف.. وإذ بنا نبلغ بأن المصعد قد توقف بين الأدوار وكان الحر شديدا والجو خانقا، متابعا وقد عرفت لاحقا ان ميتران كان يتصبب عرقا وان «سنجور» الذي كان قد تجاوز الثمانين كاد يصاب الإعياء بينما كان الرئيس المصري رابط الجأش يوبخ مساعديه على هذ الخطأ الفادح لان المصعد ينبغي ان يكون جاهزا وجرب مرات وتم التأكد من سلامته قبل استخدام هذه الشخصيات المهمة له.

وفي موضع آخر، يتحدث عن جانب آخر من جوانب الرئيس الراحل يقول: «لعل جزء من معاناة الرئيس الأسبق مبارك وربما كل الرؤساء هي الحرمان من الحياة الطبيعية ولقد سمعت الرئيس يتحدث كثيرا عن سعادته عندما كان يتشمس وهو ضابط في القوات الجوية ومعه أبناء علاء وجمال يتسوقون في مصر الجديدة ويستمتعون بمشاهدة فاترينات المحلات في ميدان روكسي وأن الرئيس قد حاول أيضا في الخارج أن يتمشى في بعض الأسواق على طبيعته ولكن كانت الصدمة عدما يتعرف عليه أحد المواطنين العرب أو الأجانب أو المصريين بالطبع فتنهار الخطة وتفسد المحاولة».  


مواضيع متعلقة