أطفال التعذيب يروون حكايات «ليلة الرعب»

كتب: عبدالوهاب عليوة وأمينة مجدي

أطفال التعذيب يروون حكايات «ليلة الرعب»

أطفال التعذيب يروون حكايات «ليلة الرعب»

لافتتان كبيرتان تحتلان واجهة المبنى المطل على شارع الهرم ولافتة صغيرة الحجم تقبع فوق بوابة العقار رقم 158 على ناصية شارع العريش، دونت عليها عبارة «جمعية مكة المكرمة الخيرية»، وأسفلها ببنط أصغر «دار أيتام مساعدة الفقراء»، لتعلن عن الدار التى شهدت واقعة تعذيب الأطفال لأهالى المنطقة والعابرين. فى الطابق الثالث من العقار المكون من خمسة طوابق تقع دار الأيتام منذ أكثر من 10 أعوام، كما يروى صلاح حافظ، بواب العقار ذو النشأة واللهجة النوبية، «أنا بواب العقار ده منذ 7 سنوات». وعن قصة نشأة الدار يقول حسام سعدون صاحب محل لبيع إكسسوارات المحمول، فى العقد الرابع من العمر: مدير الدار أسامة عثمان قبل ما يفتح الدار كان يقيم فى منطقة الطوابق، ولديه محل «دى جى» وما زالت مكبرات الصوت التابعة للمحل أسفل العقار الموجودة فيه الدار من الجهة الأخرى، مع عمله كمدرب اسكواش فى أحد النوادى الخاصة، ثم اختفى من المنطقة فجأة، تردد وقتها أنه سافر إلى السعودية للعمل هناك، وبعد عامين عاد من جديد، ليفتتح الجمعية الخيرية، وترك منطقة الطوابق وانتقل للإقامة بمنطقة حدائق الأهرام. «تعامله مع جيرانه وأهالى المنطقة كان يتم بصورة طبيعة جداً، وكان يعرف عنه أنه فى حاله»؛ قال أحد سكان العقار، موضحاً أنه لم يكن له أى صدامات مع أحد، مضيفاً: «لم نشهد له أى وقائع عنف، لكن ما كان يدور داخل الجمعية لم نكن نعلم به، لأننا ليس لنا أى احتكاك بها». يتوافد العشرات من الأهالى على مدخل العقار الذى يقع فى المنطقة ذات الكثافة السكانية، جدران المدخل وسلالم الصعود والممر الممتد أمام مقر الجمعية بالطابق الثالث، تظهر عليها لافتات الجمعية، المشهرة فى وزارة التضامن الاجتماعى برقم 2760، كما تعلن البانرات الإعلانية المعلقة. ويؤكد البواب النوبى، أنه شاهد أسامة عثمان مشرف الدار بعد انتشار الفيديو مرة واحدة، صباح أمس الأول، وكانت المرة الأولى التى يدخل فيها دون إلقاء السلام أو التحدث معه «كان متضايق، ومتوتر جداً، لم يلق السلام علىّ، كما كان يفعل كل يوم، وصعد إلى الطابق الثالث، وبعد مرور 10 دقائق، نزل مهرولاً ولم يظهر حتى الآن». فى الطابق الثالث باب حديد موصد على الجمعية «الدار»، والقابعون داخلها 13 طفلاً منهم 10 فتيات و3 صبيان، وفقاً لعزيزة عمار وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعى التى جاءت ضمن لجنة تضم 5 من قيادات الوزارة، ووقفت أمام الباب فى انتظار صاحب الدار، الذى أكد لها فى اتصال تليفونى أنه فى الطريق، وأن ما حدث مؤامرة مدبرة تهدف إلى تشويه صورته. «كان بيضربنا علشان بنلعب فى التليفزيون أو أى حاجة ممكن تضايقه»، هكذا تحدث الطفل محمد أحد أبناء الدار فى تجمع الصحفيين المحتشدين أمام مدخل الجمعية، الطفل ذو العشرة أعوام كان المتهم الهارب أرسله لشراء بعض الأشياء من الشارع، عندما عاد فوجد الباب مغلقاً، وببراءة الأطفال يتحدث محمد ذو البشرة السمراء والوجه الدائرى: «بابا كان بعتنى أجيب كروت شحن من تحت علشان أنا أكبر واحد فى إخواتى كلهم»، فى إشارة إلى صاحب الدار والأطفال الذين يعيش معهم، ويشير بيمينه من بين أسياخ الحديد فى البوابة المغلقة: «فيه تلات أوض جوه، إحنا بنام فى أوضة، والبنات فى أوضة، والتالتة بتاعة بابا أسامة، والمكتب اللى هناك ده بتاع أبلة منى» فى إشارة إلى المكتب القابع فى مواجهة مدخل الشقة. انتظار لم يدم طويلاً حتى وصول قوة من أفراد مباحث قسم الطالبية وعدد من قيادات الإدارة العامة لمباحث الأحداث برئاسة العميد محمود حمزة، والتى قامت بفتح الباب بعد هروب صاحب الدار، والدخول إلى الغرفة التى يقبع فيها الأطفال، ويرفض قائد القوة الأمنية خروج الأطفال أو نقلهم إلى مكان آخر كما تريد وكيلة وزارة التضامن الاجتماعى، قبل عرضهم على النيابة، التى وصلت إلى المكان فى التاسعة مساء.[FirstQuote] داليا، طفلة لم يتجاوز عمرها الثمانية أعوام، ظهرت فى الفيديو المسرب وهى تتعرض للضرب باليدين والقدم رغم جسدها النحيف الضعيف، كانت الطفلة الثانية التى استمعت النيابة إلى أقوالها بعد «محمد»، تقول: «هو كان بيضربنا لو عملنا أى حاجة، كان عايزنا نقعد ساكتين خالص ومانعملش دوشة»، وتعجز الطفلة عن تحديد الفترة التى وُجدت فيها بالدار قائلة «أنا هنا من زمان، لأنى ماليش ماما ولا بابا، علشان كدة أنا قاعدة هنا». اخبار متعلقة وزيرة التضامن: «السيسى» تألم لتعذيب الأيتام.. والظاهرة منتشرة ونتحمل مسئوليتها أمام الله أمين «الطفولة والأمومة»: الواقعة تكرار لأحداث سابقة.. والجهات الرسمية مقصرة وكلام المسئولين «فشنك» دور الأيتام.. سمعة سيئة يفضحها «الفيس بوك» أطفال التعذيب يروون حكايات «ليلة الرعب» «الوطن» أمام دار «فيس» لاستقبال «ضحايا التعذيب»: التصوير ممنوع.. والمديرة: الأمهات تنافسن على رعاية الأيتام قضاة وقانونيون: عقوبة مدير الدار تصل للحبس 3 سنوات.. وزوجته معفاة من «التستر» الإهمال فى دور الرعاية «مش بس تحرش وتعذيب.. واسألوا علاء»