«الوطن» تتابع وقائع التحقيق فى جريمة تعذيب الأيتام

«الوطن» تتابع وقائع التحقيق فى جريمة تعذيب الأيتام
ألقت قوات أمن الجيزة أمس القبض على أسامة عثمان، مدير دار أيتام «مكة المكرمة»، المتهم بتعذيب أطفال داخل الدار، وجرت مواجهته بمقطع الفيديو الذى تم نشره على مواقع الإنترنت، وبدأت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية بإشراف المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، تحقيقات موسّعة فى واقعة تعذيب الأطفال الأيتام داخل دار «مكة المكرمة» بالهرم. وقررت النيابة تشميع المكان، والتحفُّظ عليه، ونقل الأطفال بعد عرضهم على الطب الشرعى، لبيان الإصابات التى لحقت بهم وتحديد الأداة المستخدمة فى التعذيب، إلى دار رعاية مناسبة لحين انتهاء التحقيقات.
وأجرت النيابة معاينة تصويرية لمكان الحادث، وسجلت تحقيقات أقوال أطفال الدار، الذين أكدوا جميعاً أنهم تعرضوا للتعذيب على يد صاحب الدار بسبب قيامهم «بفتح الثلاجات وتشغيل التليفزيون دون إذنه».
واستمعت نيابة جنوب الجيزة إلى وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، وعدد من المسئولين بالوزارة، فى واقعة التعذيب، لمعرفة مدى تواصل الوزارة مع الدار. وأمر أسامة حنفى، رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، بعرض جهاز تشغيل كاميرات المراقبة بالدار على مصلحة الأدلة الجنائية لتفريغ محتوياتها، حيث تم العثور على 8 كاميرات بينها اثنتان معطلتان.
وكشفت مصادر أمنية لـ«الوطن» تفاصيل وقائع التعذيب داخل الدار، الواقعة بشارع الهرم بمنطقة الطالبية، وقالت المصادر إن الواقعة بدأت فى حوالى الساعة الواحدة والنصف ظهر أمس الأول (الأحد)، بوصول كل من محمد محمد فريد، 40 سنة، وسعيد إسماعيل فرج، 42 سنة، موظفين فى شركة الكهرباء، إلى قسم شرطة الطالبية وطلبا مقابلة المقدم أحمد الوليلى، رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية، واتهما رئيس مجلس إدارة دار أيتام «مكة» بتعذيب الأطفال الموجودين داخل الدار. وقال محمد فريد فى محضر الشرطة إنهما توجّها إلى الدار للتبرُّع بمبلغ مالى، وأثناء وجودهما داخل المكان شاهدا علامات تعذيب على أجساد الأطفال، وأثناء مناقشة أحد العاملين بها، قال لهما إن صاحب الدار يُعذّب الأطفال، وقدم الاثنان «فلاش ميمورى» يحتوى على مقاطع فيديو يظهر فيها صاحب الدار، وهو يتعدى على الأطفال بالضرب.
وأضافت المصادر أنه عقب ذلك، أخطر المقدم أحمد الوليلى، اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، وجرى تشكيل فريق بحث وتحرٍّ قاده اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية.
وكشفت التحريات أن وراء البلاغ زوجة صاحب الدار وتُدعى «إلهام»، وأنها أرسلت مقدمى البلاغ إلى قسم الطالبية بعد خلافات زوجية مع زوجها، للانتقام منه بعد أن حاول الانفصال عنها. وأضافت التحريات أنها هى من نشر تلك المقاطع على صفحات «الفيس بوك» و«اليوتيوب»، فيما أمر اللواء كمال الدالى، مدير أمن الجيزة، بتشكيل فريق بحث وتحرٍّ بالتنسيق مع مباحث الأحداث بقيادة اللواء جمال عبدالشافى، مدير الإدارة العامة للأحداث، واللواء محمود حمزة، مدير المباحث، وتمت مداهمة الدار بمعرفة المباحث.
وانتقل إلى مكان البلاغ أيضاً الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، وكشفت المعاينة عن وجود 12 طفلاً بالدار، بينهم طفلة رضيعة عمرها 3 أشهر، وأن الشقة تقع فى الطابق الثالث بعقار فى شارع الهرم الرئيسى بمنطقة الطالبية. وكشفت المعاينة أيضاً عن وجود باب حديدى على الأطفال أمام الباب الخشبى للشقة. وكشفت المعاينة أن الشقة مساحتها قرابة 160 متراً وبها حمامان، ومطبخ و4 غرف نوم، وبها 3 ثلاجات و2 ديب فريزر. كما كشفت المعاينة أن الدار مرخصة من وزارة التضامن الاجتماعى منذ 2006، وأنه لم تحدث أى شكوى أو بلاغات من الجيران أو المتبرعين بخصوص انتهاكات تحدث للأطفال داخل الدار. كما كشفت التحريات والتحقيقات، أن صاحب الدار تمكن من الهرب عقب معرفته بمداهمة قوات الشرطة الدار، وشرحت التحريات أن فيديو التعذيب المتداول على المواقع الإلكترونية جرت وقائعه منذ عام تقريباً، وأن زوجة صاحب الدار وراء الإبلاغ عنه. وشرحت التحريات أن الأطفال الذين تعرّضوا للضرب والتعذيب قرابة 7 أطفال وأنهم كانوا يقومون بتشغيل التليفزيون أو الأكل، أو فتح الثلاجة دون الاستئذان من المتهم، فيتعدى عليهم بالضرب، وأن زوجة المتهم شاهدته وهو يرتكب تلك الوقائع فقامت بتصويره أثناء ذلك.
وعقب جمع معلومات وتحريات من مباحث الجيزة تحفّظت المباحث على مديرة الدار وتُدعى منى محمد أمين، لحين عرضها على النيابة، حيث نفت أمام محمد نصر، مدير نيابة حوادث الجيزة، ارتكاب أعمال ضرب أو تعذيب داخل الدار. وأكدت أنها كانت تعامل الأطفال برفق وتستنكر توبيخهم من قِبل المتهم الهارب، وقد أمرت النيابة بحجزها على ذمة التحريات لمعرفة مدى اشتراكها فى تعذيب الأطفال من عدمه.
وتبين من التحريات والتحقيقات، التى قادها العقيد مدحت فارس مفتش المباحث، أن الأطفال هم: هنادى على كمال، 3 سنوات، وياسر محمود إمام، 10 سنوات، وهدى عاشور، 8 سنوات، ونور الهدى عبدالخالق، 3 سنوات، ومشيرة عصام كمال، 5 سنوات، وهيثم سيد رياض، 8 سنوات، ودينا محمد عبدالرحمن، 9 سنوات، وإلهام محمد أحمد، 4 سنوات، وداليا ماهر يوسف، 8 سنوات، ومحمد رمضان أحمد، 11 سنة، وشهد رمضان أحمد، 9 سنوات، وطفلة رضيعة عمرها 3 أشهر.
وقالت «إلهام عيد عوض» صاحبة مقطع الفيديو، الذى نشرته على «الإنترنت» إنها زوجة صاحب الدار، وإنها كانت موجودة داخلها أثناء ارتكاب المتهم الواقعة. وأضافت أن زوجها اعتاد التعدى على الأطفال أكثر من مرة، مما دفعها لقيامها بالتصوير، وبث الفيديو على الإنترنت كى يُفتضح أمره. وقالت إن الفيديو مصوّر منذ سنة، وإنها كانت منتظرة الحصول على مكان آخر لنقل الأطفال، وأضافت أن الدار كان بها 20 طفلاً جرى طرد 7 منهم.
اخبار متعلقة
وزيرة التضامن: «السيسى» تألم لتعذيب الأيتام.. والظاهرة منتشرة ونتحمل مسئوليتها أمام الله
أمين «الطفولة والأمومة»: الواقعة تكرار لأحداث سابقة.. والجهات الرسمية مقصرة وكلام المسئولين «فشنك»
دور الأيتام.. سمعة سيئة يفضحها «الفيس بوك»
أطفال التعذيب يروون حكايات «ليلة الرعب»
«الوطن» أمام دار «فيس» لاستقبال «ضحايا التعذيب»: التصوير ممنوع.. والمديرة: الأمهات تنافسن على رعاية الأيتام
قضاة وقانونيون: عقوبة مدير الدار تصل للحبس 3 سنوات.. وزوجته معفاة من «التستر»
الإهمال فى دور الرعاية «مش بس تحرش وتعذيب.. واسألوا علاء»