حقيقة هدم قصر ثقافة المنصورة.. والقيمة التراثية للموقع

كتب: إلهام زيدان

حقيقة هدم قصر ثقافة المنصورة.. والقيمة التراثية للموقع

حقيقة هدم قصر ثقافة المنصورة.. والقيمة التراثية للموقع

دشن أهالي محافظة الدقهلية، مبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم «انقذوا المنصورة»، تستنكر ما تم إعلانه من المحافظة في مشروع البناء على حدائق المحافظة هم «الهابي لاند، صباح الخير يا مصر، عروس النيل (فريال سابقا)»، وهدم قصر ثقافة المنصورة «مسرح أم كلثوم» التابع لإقليم شرق الدلتا الثقافي، والذي صممه أحد رواد العمارة المصريين «سيد كريم»، ومسجل في قوائم التراث لدى جهاز التنسيق الحضاري.

من جهته، علق مصدر مسؤول في وزارة الثقافة لـ«الوطن»، على الموضوع والمبادرة التي دشنها الأهالي، مؤكدًا أن مشروع البناء تنموي كبير، يهدف لخدمة أهالي المحافظة، ويضم كثير من التفاصيل، ويجري دراستها حاليًا، كما أن الوزارة بالطبع تعرف القيمة التاريخية والتراثية للقصر، ولم يتم طرح موضوع الهدم القصر أو نقله إلى مكان آخر إلى الآن.

القيمة التراثية لقصر ثقافة المنصورة

مسرح أم كلثوم «قصر ثقافة المنصورة»، بني في الستينيات من القرن العشرين على جزء من حديقة فريال التاريخية، بعد أن تحول اسمها إلى حديقة التحرير عقب ثورة يوليو 1952، وتوقف بنائه أثناء نكسة 1967، ثم استكمل وافتتح في السبعينيات، ويعد من أكبر قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، وتم تصميمه من قبل المعماري المصري سيد كريم، وهو من رواد المعماريين المصريين في تطبيق فكر عمارة الحداثة في مصر، والقصر مسجل في عداد المباني ذات الطابع المميز بمحافظة الدقهلية، ويعتبر من المباني المميزة والتي ترمز لمدينة المنصورة.

وقال الدكتور مهند فودة مدرس بكلية الهندسة جامعة المنصورة، إن القصر ليس مجرد مسرح فقط فهو مركز ثقافي متكامل، يحتوي على مكتبة تضم عددًا ضخمًا من الكتب، ومكتبة طفل، وتمارس فيه أنشطة ثقافية مختلفة، وتدريب على كافة انواع الفنون والآلات الموسيقية لمختلف الأعمار، القصر تم تحديثه وترميمه في مشروع تكلف الملايين من الجنيهات منذ عدة سنوات، ومن غير المنطقي أن يتم هدمه ليتم بناء قصر ثقافة جديد يتكلف ملايين من الجنيهات الأخرى، ما يعد إهدارًا للمال العام، فضلًا عن قيمته التاريخية والمعمارية للمبنى والذي يستحال تعويضه.

وأشار فودة لـ«الوطن»، إلى أن الاعتراض ليس على المشروع، فالمشروع تنموي ومرحب به، ونحن في حاجة إلى تلك المشروعات بعد سنوات طويلة من الإهمال وعدم الاهتمام، والمشروع مقام على 14 قطعة أرض، يقام المسرح على أحدها وأيضا على 3 حدائق هي «الهابي لاند، صباح الخير يامصر، وعروس النيل (فريال سابقا)»، والتي تحتوي على أشجار ضخمة معمرة يصل عمرها إلى 200 عام، وأنه آخر حدائق عامة متاحة لكافة المواطنين.

وتابع أن مازال يحدونا الأمل أن يتدخل مجلس الوزراء؛ لإنقاذ ما تبقى من حدائق المنصورة الثلاث، ومنع هدم قصر الثقافة، وإقامة بقية المشروع على الآراضي المتبقية للمشروع كما هو مخطط له، دون المساس بالحدائق أو قصر الثقافة.


مواضيع متعلقة