وزير الأوقاف: تنظيم النسل تدخل في عمق تجديد الخطاب الديني

كتب: سعيد حجازي

وزير الأوقاف: تنظيم النسل تدخل في عمق تجديد الخطاب الديني

وزير الأوقاف: تنظيم النسل تدخل في عمق تجديد الخطاب الديني

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة، بمسجد عصمت السادات بقرية ميت أبو الكوم بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، تحت عنوان «تنظيم النسل قضية أخذ بالأسباب الشرعية».

وأكد وزير الأوقاف أن المال والولد امتحان واختبار، حيث يقول الحق سبحانه: «إنما أموالكم وأولادكم فتنة»، فإن كان المال حلالا وأديت حق الله فيه فيقول نبينا «نعم المال الصالح للرجل الصالح»، وإن كان المال من حرام أو لم تؤد حق الله فيه كان وبالا ونقمة في الدنيا الآخرة، وكذلك الولد حجة لك أو عليك، ومن قصر في حق ولده فهو آثم شرعا.

الأنبياء عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد

وأكد الوزير إلى أن الأنبياء عندما طلبوا الولد إنما طلبوا الولد الصالح لا مطلق الولد، وعليك أن تسأل نفسك لماذا تطلب الولد؟ هل للمباهاة والعزوة ومجرد الكثرة؟ أم لينفعك عند الكبر؟ أما أمر الدنيا فأمره إلى الله، فإن أراد الله إكرامك في الدنيا، أكرمك وحفظ لك كرامتك بولد أو دون ولد، يقول الحق سبحانه: «يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير».

إذا كانت القدرة على الإنفاق شرطا للزواج فهي من باب أولى شرط للإنجاب

وأضاف: «بعض الناس يكون الولد سبب سعادته وبعضهم يكون الولد سبب شقائه، والولد الفاسد عبء كبير على والديه في أمر دينهما ودنياهما، والخيرة فيما اختاره الله، وقد يقول البعض إنني أحتاج للولد عند الكبر، فقد لا يرزقك الله الولد ولكنه لا يحوجك إلى أحد من خلقه في حياتك أبدا، وإن احتجت جعل كل الناس كلهم أبناء لك، أما إن اعتمدت على الولد فكما يقول العلماء: (من اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على سلطانه ذل، ومن اعتمد على عقله اختل، ومن اعتمد على علمه ضل، ومن اعتمد على الناس مل، ومن اعتمد على الله فلا قل، ولا ذل، ولا مل، ولا ضل، ولا اختل) فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.

الولد الفاسد عبء كبير على والديه في أمر دينهما ودنياهما

كما أشار الوزير إلى أن الصلاح ليس في أمر الدين فقط، بل الصلاح في أمر الدين والدنيا معا، يقول الرسول «المؤمن القوي، خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، والقوة هنا عامة، تعني المؤمن القوى بدنيا وصحيا وعلميا وثقافيا واقتصاديا، فهذه هي القوة المطلوبة، أما الكثرة إذا كانت كغثاء السيل فغير مطلوبة.

الولد حجة لك أو عليك ومن قصر في حق ولده فهو آثم شرعا

كما أكد الوزير أن قضية تنظيم النسل من المتغيرات وليست من الثوابت، وتدخل في عمق تجديد الخطاب الديني، وأن الفتوى فيها تختلف باختلاف أحوال الدول شريطة الوفاء بحق الطفل تنشئة وتربية ورعاية وحياة كريمة في كل حال، فإذا كانت الدولة تمتلك أرضا شاسعة وثروات هائلة، وفي قلة عددية من السكان هنا تكون الكثرة مطلوبة لعمارة الأرض والحفاظ على الثروات، أما إذا كانت الدولة على العكس من ذلك فإن ذلك سيؤدي إلى كثرة كغثاء السيل، فالحكم في هذه القضية ليس حكما ثابتا بل هو من المتغيرات، وحكم تنظيم النسل في واقعنا المصري الراهن ضرورة شرعية، والحكم فيه يتجاوز القول بالحل إلى درجة الضرورة الواجبة.

الفتوى فيها تختلف باختلاف أحوال الدول شريطة الوفاء بحق الطفل تنشئة وتربية ورعاية وحياة كريمة في كل حال

إذا كانت القدرة على الإنفاق شرطا للزواج فهي من باب أولى شرط للإنجاب، لأنه ليس من العقل ولا من الدين ولا من الحكمة أن تنجب أولادا ثم لا تفي بحقوقهم والنبي يقول «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت».

وفي ختام خطبته أكد أن عملية تنظيم الإنجاب من المتغيرات، وليست من الثوابت الدينية، ولم يقل أحد على الإطلاق ممن يعتد برأيه بحرمة تنظيم الإنجاب، بل أهل العلم على حلها، ونقول إن الحكم فيه يتجاوز القول بالحل إلى درجة الضرورة الشرعية الواجبة.


مواضيع متعلقة