من حياة كالسجن إلى عالم الطموح.. «من أحياها» وثائقي عن نجاح مصر في ملف العشوائيات

من حياة كالسجن إلى عالم الطموح.. «من أحياها» وثائقي عن نجاح مصر في ملف العشوائيات
- من أحياها
- العشوائيات
- مشروعات العشوائيات
- السيسي
- DMC
- أفلام وثائقية
- من أحياها
- العشوائيات
- مشروعات العشوائيات
- السيسي
- DMC
- أفلام وثائقية
كانوا يعيشون في أماكن شبهوها بـ«السجن»، وعانوا كثيرًا من الإهمال وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهم، هكذا كان حال العشوائيات والأماكن الخطرة في مصر، إلى أن جاء العام 2014، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم، وأرادت الدولة وضع حدًا لمعاناة أبنائها الذين يعيشون في هذه المناطق، وبدأ العمل ليل نهار لتغيير حياتهم.
على مدار أكثر من ستة أعوام، استمر فيها التخطيط والعمل الدؤوب، واستطاعت الدولة أن تقلب حياة قاطني العشوائيات رأسًا على عقب، وهذا ما رصدته عدسة الفيلم الوثائقي «من أحياها» من إعداد وحدة الأفلام الوثائقية في شبكة قنوات «dmc»، الذي عرضه في حلقة أمس الخميس، برنامج «مساء dmc».
تاريخ وتطور العشوائيات في مصر
يتطرق الفيلم إلى بداية ظهور العشوائيات وتاريخ نشأتها في مصر، حيث يقول خالد صديق المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، إن العشوائيات ظهرت في مصر في ثلاثينيات القرن الماضي، من إمبابة ومنطقة الهجانة، وفي الستينيات، زادت الأزمة، والحكومات كانت تطلق شعارات في الصحف، ولكن لا توجد آليات للتنفيذ، بينما تشير مروة سيبويه، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، إلى أن الذين قطنوا هذه المناطق لم يكن لديهم القدرة الشرائية لامتلاك وحدات سكنية، ولذلك لم يكن أمامهم إلا البقاء فيها.
الحياة في هذه المناطق كان لها تأثير كبير على حياة قاطنيها، فأثرت في سلوكياتهم، وأسلوب حياتهم، وحتى طموحهم وأحلامهم التي تضاءلت كثيرا لتصبح أقل من مستوى أسقف العشوائيات التي يعيشون فيها، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ويصف صلاح سلام، حال قاطني العشوائيات، بقوله إن "هذا الإنسان البائس في هذا المكان فاقد لكل قواعد الإنسانية، فما بالك بعلاقاته الأسرية"، بينما قال معتز محمد نائب المدير التنفيذي لمشروع بشائر الخير، إن أبسط أمور الحياة مثل ملء أسطوانة البوتاجاز، كانت تمثل لهم مشكلة في هذه المناطق.
تأثير العيش في العشوائيات على سلوكيات المواطنين
زاد عددهم، وانتشرت العشوئيات في العديد من المناطق، لتشكل بؤرا صعبة العيش، تنتشر فيها بعض الجرائم الغريبة على المجتمع المصري، كما تؤكد سعاد عبدالرحيم، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلا أنها تؤكد أن البعض منهم تغيرت سلوكهم وعاداتهم، بعد الانتقال إلى المساكن الجديدة، ومطلوب أن عمل تهيئة اجتماعية لهم في قلب المكان الجديد.
وكشف عن أنه في 2014 بدأت الدولة في العمل، ولمدة عامين، لتخرج المرحلة الأولى من المشروع، في صباح 30 مايو 2016، وتحمل اسم (الأسمرات)، ليتم نقل آلاف المواطنين إليها، وبدأوا في تسكين المرحلة الأولى في 2016، وتتابع تسكين المواطنين إلى أن سكنوا المرحلة الثانية بـ12 ألف أسرة، ثم المرحلة الثالثة حيث جرى تسكين 2073 أسرة، ولأول مرة يكون هناك سكن عشوائي يرتفع لعشرة طوابق، وبه «أسانسير»، وجرى نقلهم بالفعل بـ«شنط الهدوم» كما وعدهم الرئيس، وتم توفير كل متطلبات الحياة لهم.
مشروعات متكاملة الخدمات
وتطرق الفيلم، إلى المشروعات الجديدة التي تضمنت مجتمعات خدمية متكاملة، لعمل نقلة كبيرة في حياة المواطنين، من أجل بناء البشر وأيضا بناء الحجر، مثل مشروع «بشائر الخير»، وهو من المشروعات العملاقة، إضافة إلى مشروع «أهالينا» بإجمالي 2500 وحدة سكنية، يستفيد منها 15 ألف مواطن، ومشروع المحروسة، في القاهرة، بإجمالي 5 آلاف وحدة سكنية، يستفيد منها 30 ألف مواطن، وروضة السيدة، بإجمالي 816 وحدة سكنية، يستفيد منها نحو 5 آلاف مواطن، إضافة إلى مشروعات في بورسعيد بإجمالي 8600 وحدة، ومشروعات في البحر الأحمر بإجمالي 1260 وحدة، ومشروعات جنوب سيناء بـ490 وحدة.
وأكد عدد من المواطنين الذين عاشوا في هذه المناطق، ما ذهبت إليه الدكتورة سعاد عبدالرحيم، حيث إن حياتهم تغيرت، وأيضا أبناؤهم اندمجوا في التعليم، والغناء، وظهرت مواهبهم، وأصبح لديهم طموح وصل إلى أن أطفالهم الصغار يحلمون أن يصبحوا مثل المصري الدولي، محمد صلاح، نجم المنتخب المصري وفريق ليفربول الإنجليزي.
تغيير يُحيي الآمال التي قتلها الألم
وكشف الكاتب الصحفي، إمام أحمد، رئيس القطاع السياسي في صحيفة «الوطن»، ومعد الفيلم الوثائقي «من أحياها»، عن التغيير الذي رصده في حياة الناس في هذه المناطق، بعد نقلهم فيها، موضحا أنه في أثناء العمل على إعداد الفيلم، رأى سيدة وهي تمسك (كيس) وذهبت به إلى سلة القمامة، وألقته فيها، مشددا: «سلوكيات الناس اختلفت، والدافع الرئيس في هذا التغيير هو الحلم الذي ولد في حياتهم، لأنهم في البداية كانوا يشعرون أن الحياة مخنوقة، وكل حاجة محصلة بعضها، ولكنهم الآن لديهم الكثير من المواهب، وهذا ما أدى للتغير في سلوكيات الناس».
وأكد «إمام»، في لقاء مع برنامج «مساء dmc»، الذي يقدمه الإعلامي رامي رضوان، أن فكرة اسم الفيلم «من أحياها» يشير إلى ما حدث في النفس البشرية وكيف تغيرت حياتهم، ونظرتهم إلى المستقبل، لافتا إلى أن ما حدث في هذه البيوت إنجاز وأمر جيد، ولكن الأهم مما حدث في الحجر، هو ما حدث في البشر، والتغيير الذي طرأ على حياتهم، مشيدا بالسيدات اللاتي لعبن دورا مهما في نشر الحماس بين عائلاتهن لهذه النقلة الحضارية، وجميعهن أكدن أنهن يرغبن في حياة أفضل لأبنائهن.
الفرق بين مشروعات تطوير العشوائيات في عهد السيسي والعهود السابقة
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي محمد البرغوثي، مدير تحرير الأهرام، عن التغيير الذي رصده في ملف تطوير العشوائيات، موضحا أن المشروعات التي أنشئت في العهود السابقة، يجب أن تزال، مشددا على أن هناك مشروعين متجاورين، وهما الأسمرات، ومساكن الزلزال في المقطم، ويظهر الفارق بينهما جليا، حيث إن مساكن الزلزال كان بها فسادا كبيرا في تنفيذها، ونصف من استولوا عليها لم يكونوا من المضارين، وشكلها قبيح، وجرداء ومهينة للكرامة الإنسانية، لكن حاليا (نافورة العشوائيات) أغلقت، ولن تتكرر مرة أخرى.
ووصف «البرغوثي»، ما رصده في المشروعات التي أقامتها الدولة في عهد السيسي، قائلا: «لم أكن أتخيل على الإطلاق، أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، خاصة أن المشروعات السابقة، انتهت إلى خيبات أمل كبيرة، وفوجئنا بأن موظفين وأقاربهم احتلوا المناطق السكنية التي بنيت، وعندما ذهبت إلى المشروعات الجديدة التي أنشأتها الدولة، أصابتني حالة من الذهول، لأنه لأول مرة كما يقال، إن العشوائيات خلقت لتبقى، وكان من الصعب العيش فيها، ولم يكن هناك أي تصور لأي حل، وعندما حدث ما حدث في الأسمرات وغيط العنب، وروضة السيدة والمحروسة وأهالينا، وغيرها، حاولت الاهتمام بمعرفة أثر ذلك على البشر»، مشددا على أن «الإنسان ابن بيئته» والأطفال عندما ذهبوا للمساكن الجديدة وعاشوا بها، وفي نواديها، ظهرت مواهبهم في لعب الكرة، والرسم، وغيرها من الأمور.
بالأرقام.. حياة الناس تتغير للأفضل
أما خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، فقد عرض عددًا من الأرقام التي أكدت اهتمام الدولة بالعشوائيات والمناطق الخطرة، وغير المخططة، موضحا أن الدولة أنفقت 38 مليار جنيه للقضاء على العشوائيات غير الآمنة، وأنفقت 318 مليار جنيه لتطوير المناطق غير المخططة، و44 مليار جنيه لتطوير الأسواق العشوائية، و200 مليار جنيه لتطوير عواصم المحافظات والمدن الرئيسية، مشيرا إلى أنهم أثناء العمل في المشروع توسعوا في المناطق وأضافوا للمشروع مناطق جديدة مثل 15 مايو، لافتا إلى أن العدد الإجمالي للوحدات السكنية التي كان من المقرر إنشاؤها 200 ألف وحدة، ونتيجة للتوسعات ارتفعت إلى 240 ألف وحدة، ومن المقرر أن تنتهي في أبريل من العام الجاري، مؤكدا أن الدولة أنفقت نحو 50 ضعفا لما تم إنفاقه في سنوات سابقة وهذا يعني أن الدولة مهتمة بما حدث.
وكشف «صديق» عن التطور الذي حدث وغير حياة المواطنين رأسها على عقب، موضحا أنه افتتاح حوالي 1800 مشروع حرفي للسيدات في المناطق الجديدة التي تم نقل المواطنين إليها، ومنها صناعة السجاد، والسبح، وهناك الكثير من الورش التي تصدر للخارج مثل السعودية، إضافة إلى صناعة الملابس الجاهزة التي تباع في السوق المحلي.
انتهاء حالة عدم الثقة بين الدولة والمواطن
ولفت «صديق» إلى أنه كانت هناك حالة من عدم الثقة بين المواطن والحكومة، ولكن بفضل العمل الجاد انتهت هذه الأزمة، موضحا أن نزول رئيس الجمهورية بنفسه إلى منطقة الهجانة من الأمور التي تبني الثقة بين المواطن والدولة، وهذا ينهي عدم الثقة التي رسخها الإعلام الأصفر، والمواطن أصبح لا يصدق أي كلام يقال في هذا الأمر.