مزارعو الإسماعيلية: المانجة بتنقرض ألحقوها.. والزراعة: الفلاح السبب

01:45 م | الخميس 11 فبراير 2021

يسير أحمد دهشان بين أشجار المانجو، ممسكاً بخرطوم ماتور زراعي لرش الأشجار لمحاولة إنقاذها من العفن الهبابي الذي أصاب جميع أشجار المانجو خلال الفترة الأخيرة.

يتحرك «أحمد» بخطي بطيئة ليتأكد من اكتمال رش الشجرة وأورقها بالكامل، أملاً في حل قد يساعد على إسقاط العفن من الأشجار وإعادة تغذية الشجرة من جديد.

رغم عمره الصغير إلا أنه ولد بين أشجار المانجو، في عائلة اشتهرت بزراعة أفضل أنواع المانجو علي مستوى محافظة الإسماعيلية وتحديداً في مركز ومدينة أبوصوير، ليكمل مابدأه أجداده بالحفاظ علي الأشجار رغم تعليمه الجامعي وحصوله علي بكالريوس هندسة الإتصالات.

«العفن الهبابي» أزمة يعاني منها جميع تجار المانجو في محافظة الإسماعيلية بعدما انتشر في أكثر من 80% من مزارع المحافظة وأثر على مدار 3 سنوات على المحصول بشكل كبير.

يقول أحمد دهشان إن محصول المانجو تأثر بأكثر من مرض خلال الفترة الماضية كان أبرزها العفن الهبابي الذي يشكل طبقة سوداء على جميع أوراق الأشجار ويمنع عملية البناء الضوئي وبالتالي يمنع خروج الزهرة.

يضيف: «بقالنا 3 سنوات بنعاني والمانجة بتنقرض كل الأنواع الأصلية زي الزبدة والسكري والعويس والتيمور بيتم استبدالها الآن بأنواع هندية وأجنبية تختلف تماماً عن طعم المانجو الإسمعلاوي».

وقال «دهشان»، إن محصول المانجو تأثر العام الماضي وجميع المزارع شهدت انخفاض في كميات المحصول ورغم ذلك كانت الأسعار مستقرة بنفس أسعار الأعوام الماضية وهو ماسبب خسارة فادحة لجميع التجار.

ويتابع: «المبيدات أسعارها في ارتفاع والأزمة إن المغشوش منها انتشر في الأسواق والمزارع غير قادر علي التمييز، وفي نفس الوقت دور الإرشاد الزراعي ووزارة الزراعة غائب تماماً».

وأشار إلى أن غياب دور الجمعيات الزراعية أثر بشكل كبير علي المزراع في شتى أنواع الزراعات بعد أن اقتصر دورها علي توزيع الأسمدة فقط .

وأضاف: «الفلاح في أمس الحاجة للدعم من الدولة وخاصة المحاصيل التي تٌصدر إلي الخارج وتعود بالعملة الصعبة للاقتصاد المصري وأولها المانجو الإسمعلاوي والمعروفة في جميع أسواق الخليج وينتظرونها كل عام».

يمسك «دهشان» بورقة من أشجار المانجو يحاول إزالة «العفن الهبابي»، عنها بعدما كسا جميع أوراق الشجر قائلاً «مش عارف أعمل إيه الشجر كله بيروح مننا وللأسف كلها سنوات قليلة ومش هنسمع عن المانجو الإسمعلاوي تاني والسبب وزارة الزراعة».

يشير دهشان إلى أن وزارة الزراعة على مدار سنوات ماضية كانت تجري مايُسمى بالرش الجماعي للعديد من المزارع، إضافة إلى قيام المرشدين الزراعيين بتوعية المواطنين حول أنواع الأدوية وتوقيت استخدامها.

وطالب «دهشان» الرئيس عبدالفتاح السيسي بإعادة دعم الفلاح مرة أخرى والإهتمام بالزراعات التي توفر عملة صعبة ويعتمد عليها آلاف المواطنين.

وقال علي محمد مزارع آخر، إن الفلاح يعاني في هذه الفترة مادياً بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة ورفع الدعم وأيضاً انخفاض أسعار المحاصيل.

وقال «أنا بكلف وادفع فلوس وفي المقابل مفيش مكسب، طب هعيش ازاي وولادي هيتعلمو منين وهعالجهم منين واحنا مفيش مصدر دخل».

يشير «علي» إلى أن عددا كبيرا من المزارعين اضطروا خلال الأعوام الماضية إلى اقتلاع أشجار المانجو من الأراضي واستبدالها بمحاصيل أخرى أو بيع الأراضي بشكل نهائي بسبب تراكم الديون.

ويعتبر مرض العفن الهبابي من أكثر الأمراض انتشاراً التي أصابت مزارع المانجو في الإسماعيلية خلال الـ 5 أعوام الماضية وانتشرت بكثرة خلال العامين الماضيين.

وبحسب مصادر مختلفة من مزراعي المانجو فإن العفن الهبابي أصاب أكثر من 80% من مزارع المانجو في المحافظة والمقدرة بنحو 117 ألف فدان.

وبحسب مديرية زراعة الإسماعيلية وجه الدكتور السيد خليل مبارك وكيل وزارة الزراعة بالإسماعلية بعمل ندوات توعية للمزارعين حول «العفن الهبابي» وكيفية مكافحته ومنع انتشاره.

وقال «مبارك» إن الندوة تشمل طرق المكافحة وكيفية الوقاية من انتشار المرض والطريقة الصحيحة لرش المبيدات على الأشجار.

وأوصى المهندسون الزراعيون بإجراء أعمال الرش باستخدام الكبريت الميكروني وسليكات البوتاسيوم بكيمة تصل للتر للفدان خلال ضوء النهار.

وقال المهندس محمود عبدالقادر مدير عام المكافحة بمديرية الزراعة، إن وزارة الزراعة وفرت كل المبيدات اللازمة لمكافحة العفن الهبابى والحشرات القشرية بأسعار أرخص من السوق وبإمكانية السداد بأجل وضمان فاعلية المبيدات للإشراف عليها.

وقال «عبدالقادر»، إن مديرية الزراعة تستهدف إقامة أكثر من ندوة حول العفن الهبابي، مشيراً إلى أن السبب الأول لانتشاره يأتي بسبب إهمال الفلاح وعدم اتباعه الإرشادات السليمة لمكافحة العفن.