العفن الهبابي يضرب المانجو.. مطالب بتعويض الفلاحين وارتفاع متوقع للسعر

كتب: دينا عبدالخالق

العفن الهبابي يضرب المانجو.. مطالب بتعويض الفلاحين وارتفاع متوقع للسعر

العفن الهبابي يضرب المانجو.. مطالب بتعويض الفلاحين وارتفاع متوقع للسعر

تعتبر المانجو أحد أهم الفاكهة الصيفية، وتعد محافظة الإسماعيلية أشهر المحافظات في زراعتها، إلا أنها تواجه هذا العام خطرا يهدد أشجارها، نتيجة انتشار مرض "العفن الهبابي"، والذي تسبب في خسائر فادحة للفلاحين.

العفن الهبابي يتكون من مجموعة الفطريات الرمية التي تترمم على إفرازات الحشرات الثاقبات الماصة فتكون طبقة سوداء تعوق عملية البناء الضوئي وتؤثر على الإنتاج بصورة كبيرة، وترتكز الحشرة القشرية على الوجه السفلي لأوراق الأشجار وتنتج مادة عسلية لزجة تكون بيئة حاضنة للفطريات، وفقا لما ذكرته إدارة المكافحة بمديرية الزراعة بالإسماعيلية.

وأوضحت الإدارة أن تلك الحشرات تفرز مادة تسمى بـ"الندوة العسلية"، الغنية بالكربوهيدرات والسكريات وهي مادة هامة تنمو عليها مجموعة من الفطريات الرمية، وتتغذى عليها منتجة لون أسود في شكل طبقة متماسكة تغطي سطح أوراق المانجو هذه الطبقة السوداء التي يطلق عليها العفن الهبابي، وتمنع هذه الطبقة أشعة الشمس من الوصول لسطح الأوراق، وتؤدي لانخفاض في كفاءة عملية البناء الضوئي وبالتالي تصبح الشجرة ضعيفةمما يؤثر على المحصول الناتج.

يتنشر المرض بسبب عدة عوامل، على رأسها عدم الاهتمام بقص وتقليم أشجار المانجو لتهويتها وغسلها جيدا بالمياه لإزالة طبقة العفن التي تغلق ثغور الأوراق وتمنع البناء الضوئي، وفقا للدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث باسم وزارة الزراعة، موضحا أن ذلك المرض يؤثر على حيوية الشجرة نفسها وإنتاجها.

وأضاف عبدالدايم لـ"الوطن"، أن من أسباب انتشار المرض أيضا عدم اهتمام المزارعين بالأشجار بشكل كبير، لسفر بعضهم أو كون أكثرهم مستأجرين، مشيرا إلى أنه ظهر منذ فترة بالمحصول، وتعمل الوزارة على مكافحته قبل موسم المانجو، ونجحت بالفعل في ذلك بمساحات 65%.

وفيما يخص إجراءات "الزراعة" لمكافحة "العفن الهبابي"، أوضح أنه تم تقديم خطوات إرشادية للفلاحين وتوصيات بغسل الأشجار ثم رشها بعد 5 أيام بزيت معدني لمكافحة الحشرات، مضيفا أن الوزارة بدأت في إجراءات المكافحة قبل موسم المانجو ولكن تم وقف الرش ضد تلك الحشرات حاليا لوجود الثمار بالأشجار، على أن يعاد مرة أخرى في شهر سبتمبر المقبل بعد انتهاء موسم المانجو.

فيما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، في تقرير لها، الانتهاء من معالجة 57 ألفا و432 فدانا مزروعة بأشجار المانجو بمحافظتي الإسماعيلية والشرقية، ضد الحشرات القشرية المسببة لظاهرة "العفن الهبابي"، وذلك ضمن مساحة 59 ألفا و520 فدانا، مصابة بهذه الحشرة بالمحافظتين، مؤكدة أنه تم إجراء كل عمليات المكافحة والرش والتطهير والمعالجة لتلك المساحات.

حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، قال إن "العفن الهبابي" قضى على نصف محصول المانجو هذا العام، وخاصة بمحافظة الاسماعيلية، مضيفا أن ذلك سيسبب ارتفاع أسعار المانجو بالأسواق لقلة عددها، مؤكدا أهمية توخي الحذر عند شرائها وغسلها جيدا بالماء، على حد قوله.

وأضاف أبوصدام، لـ"الوطن"، أن بعض المزارعين وقعوا في شرك الأدوية المغشوشة ما تسبب في إتلاف بعض المحصول، مطالبا بأهمية تعويض الفلاحين عن ذلك، وإنشاء صندوق للتكافل الاجتماعي حتى يتوفر تعويضات للمزارعين في تلك الحالات المشابهة.

وأضاف أنه انتشر هذا العام بشكل غير مسبوق، وهو ما أرجعه لعدم تهوية الأشجار وتقليمها، جراء تأخر وزارة الزراعة في مكافحة الآفة، مطالبا بالمكافحة المبكرة لهذا الأمراض، وإرشاد شامل للمزارعين فيما يخص تأثير تغييرات المناخ والأوقات المناسبة للزراعة والري.

"المرض تسبب في خسائر لم تكن في الحسبان للمزارعين"، على حد قول عماد أبوحسين، نقيب الفلاحين الأسبق، مؤكدا تركيز العفن الهبابي في بؤر معينة بالإسماعيلية ما تسبب في انتشاره بصورة كبيرة، لافتا إلى أهمية وضع خطة ممنهجة في البلاد للتعامل مع تلك الأمراض، تتعاون  فيه وزارة الزراعة مع المركز القومي للبحوث وغيرهم من المؤسسات المعنية.


مواضيع متعلقة