«صبحية»: كنا عايشين فى عشة وروحي ردّت بعد تجهيز البيت

«صبحية»: كنا عايشين فى عشة وروحي ردّت بعد تجهيز البيت
- صبحية
- التضامن
- نفين القباج
- حياة كريمة البحيرة
- تطوير القرى
- صبحية
- التضامن
- نفين القباج
- حياة كريمة البحيرة
- تطوير القرى
داخل غرفة صغيرة نظيفة مرتبة تملؤها الشمس من شباك بنى مطل على خلفية هادئة، تجلس صبحية محمد ياسين، إحدى مستفيدات «حياة كريمة»، السيدة الستينية التى كست التجاعيد وجهها، لتحكى قصة إنقاذها من الفقر والمعيشة فى بيت غير آدمى، ليتحول إلى منزل مجهز بالكامل.
تجلس «صبحية» على السرير وبجوارها أحفادها، لتحكى قصتها منذ البداية، وكأن الأم كانت فى انتظار من تفضفض إليه بحكايتها التى تعود إلى 25 عاماً.
وقتها كانت الحاجة «صبحية» حاملاً فى ابنتها السابعة، بعدما توفيت لها ابنة من قبل، لكن زوجها «أبوالبنات» لم ينتظر قدوم السابعة، وذهب ليتزوج مَن تنجب له الولد، وينفصل عنها، لم يكتف بذلك، بل أخرجها هى وبناتها من البيت، لتذهب لبيت أهلها برفقة بناتها.
تتذكر «صبحية» حياتها السابقة: «كان عايز يخلف ولد، واتجوز واحدة تانية وخلف منها بنتين وولد، وبعد ما اتطلقت بقيت أشتغل عشان ألاقى أكل لبناتى، جمعت وزرعت وقت الحصاد، ذرة، غلة، قمح، قطن، ربيت كتاكيت، وقدمت على معاش أبويا مع إخواتى البنات، إحنا تلات بنات مشتركين فى معاش أبويا، كنت فى الأول آخد 70 جنيه معاش، وحالياً بآخد معاش 1300 جنيه، باكل بهم وأجيب العلاج، واتعالجت من فيروس سى تبع علاج الرئيس عبدالفتاح السيسى».
«البيت كان زى عشة فراخ.. وكنا فين وبقينا فين هاقعد الشوية اللى فاضلين من عمرى فى عيشة نضيفة»
وتتابع: «بناتى السبعة كلهم اتجوزوا، لكن لمّا واحدة تغضب مع جوزها بتيجى تقعد عندى»، تشير الأم الستينية إلى جدران البيت وهى تتنفس الصعداء: «البيت ده نصيبى من ورث أمى، ربع قيراط، بنيت أوضتين والسقف كان بوص، الطوب كان رخيص، الراجل طلعنى من البيت أنا والسبع بنات فى عز الشتاء، كان البيت شبه عشة فراخ، عشنا فيه 20 سنة على الحال ده، والريحة صعبة، ولما المطر ييجى هدومنا تتبل، ونحط أى حاجة نجمع فيها المياه، وأتكوّم أنا والبنات فى ركن صغير، يكون السقف مش بينقط منه».
تضيف ابنتها التى تجلس إلى جوارها: «لما كنت أزور أمى فى الشتاء، كنت ألاقى هدومها مبلولة فى الدولاب، أطلعها وأغسلها وأنشرها برة فى الشمس، وأحط كذا طشت تحت السقف اللى بينقط، وكنا نلاقى ثعابين جاية من السقف، وصراصير وفئران». هنا تستوقفها الأم فى فرح «كنا فين وبقينا فين»، لافتة إلى أنَّ «حياة كريمة» والهيئة الإنجيلية، عملتا على تهيئة المنزل وإعادة تأهيله، وعندما تتعرض المنطقة لأمطار شديدة يتم الاطمئنان عليهم.
السيدة الستينية تعبّر عن فرحتها بتوصيل المياه للمنزل، مشيرة إلى أنَّها كانت تملأ المياه من المسجد مرتين أو ثلاث مرات باستخدام إناء عقب عودتها من العمل بالحقول، للشرب وللاستحمام وللاستخدام اليومى، مختتمة حديثها: «حاسة إن روحى ردت، كنت علطول عيانة وراقدة من القهر، وارتحت بعد ماجهزولى البيت، لأنى هاقعد الشوية اللى فاضلين من عمرى نضيفة».