«السيد» يعيش كالخفاش.. «وحمة دموية» دمرت ملامح وجهه: مرضي نادر وبيخافوا مني

كتب: مها طايع

«السيد» يعيش كالخفاش.. «وحمة دموية» دمرت ملامح وجهه: مرضي نادر وبيخافوا مني

«السيد» يعيش كالخفاش.. «وحمة دموية» دمرت ملامح وجهه: مرضي نادر وبيخافوا مني

اعتاد التسلل في الخفاء وسط عتمة الليل، وهو يدراي وجهه خلف قبعة سوداء أو «شال»، حتى بات عاشقا للظُلمة وهدوئها، هربا من قسوة معاناته التي يزيدها الآخرون كلما تعرض للتنمر أو السخرية.

ساعات النهار بالنسبة له، هي أوقات مرعبة، لا يستطيع أثنائها الخروج أو التحرك وسط الأطفال خشيةً تعرضه للتنمر، حتى أنه لا يستطيع استقلال أي وسيلة مواصلات، وإن تغلب على مخاوفه أو دعته الضرورة لذلك، فر منه الركاب، أو تعرض لتعليقاتهم التي تؤذيه، هكذا يعيش «السيد» حياة المنبوذين وسط أهالي مدينة شبراخيت في محافظة البحيرة.

حياة في الظلام

منذ 11 عاما يعيش السيد أحمد صرصار، البالغ من العمر 25 عاما، معاناة حقيقة بتفاصيل مأساوية، إذ يعاني من مرض نادر يطلق عليه «وحمة دموية»، في خده الأيسر، تتسببت له في ورم كبير، أحيانا ينزف من الدماء فجأة حال تعرضه إلى ضغط عصبي أو حزن شديد.

يقول «السيد» عن معاناته: «فجأة المرض ده طالني ومن وأنا في أولى إعدادي واضطريت أسيب المدرسة ومكملتش تعليمي، عشان خوفت من زمايلي يتنمروا عليا، وقولت لبابا مش هكمل وبقيت بعيط وأنا مش عارف أنا عندي إيه، والوحمة دي فضلت تكبر يوم عن التاني»، بحسب السيد الذي لا يعيش حياته بشكل طبيعي.

أقرأ أيضاً.. 100 طبيب و30 دجالا يفشلون في علاج الطفل «طه»

وحمة بالدم 

طاف «السيد» على مستشفيات وأطباء كثيرين لمساعدته على الشفاء ولم يتم تشحيص حالته: «كل دكتور يقول لي دي وحمة ومالهاش علاج، وحتى مفيش أي دواء يهديها، وكل اللي عملته من سنتين، دكتور كتر خيره في معهد ناصر عمل لي عملية حقن يوقف الشريان اللي بيغذي الوحمة دي بالدم».

ووفقا لـ«السيد»، فقد تم رفضه من مستشفيات كثيرة: «كل ما أروح لمستشفى ميرضوش يستقبلوني، ومش عارف اعمل إيه ولا أعيش زي باقي الشباب».

حبيس غرفته 

لا يعيش «السيد» حياة طبيعية كباقي أقرانه، فهو حبيس غرفته، يرفض الخروج أو استقبال الزوار خشية من أن يراه أحد ويتنمر به، كما أصبح يخجل من وجهه، ويرفض النظر إلى المرآة: «شكلي وحش جدا، وكل الولاد الصغيرة في الشارع بقوا بيخافوا مني، ويقولوا عليا أبو وش ضخم أهو.. وأكتر حاجة بتوجع قلبي لما بخرج وأركب مواصلات، كل الناس بتنزل وبيخافوا مني زي ما يكون أنا مسخ».

بنبرة باكية عبر «السيد» عن المأساة التي يعيشها منذ سنوات طويلة: «نفسي أبقى زي الشباب وأعيش طبيعي، أنا محبوس في البيت ولما حد بيعزمني على فرحه مش بخرج، ولما بحب أشم نفسي بخرج اتسحب من البيت بالليل من غير ما حد يحس بيا وأنا ماشي في الشارع، أنا عايش زي الخفاش».

ساعدوا ابني

يقول أحمد صرصار، والده، إنه حاول معالجة ابنه بزيارة أطباء كثيرين والتوسط له عند كبار وأعيان البلد لمساعدته، إلا أن كل الأطباء أجمعوا أن حالته يلزم لها إجراء استئصال جراحي، لكنه لا يقدر على مصاريفها: «العملية لازم تتعمل بره مصر، وقالوا لي ممكن نجيب دكاترة من بره مصر محترفين فيها، بس العملية دي غالية قوي ولا مليون جنيه، وأنا معيش ومش قادر، أنا نفسي حد يساعدني ويساعد ابني ويعالجوا ويرجع طبيعي ويعيش حياته من تاني».


مواضيع متعلقة