أم كلثوم وقت حكم الملك فؤاد.. «غنا من غير سياسة» وموقف بطولي

كتب: محمود الرفاعى

أم كلثوم وقت حكم الملك فؤاد.. «غنا من غير سياسة» وموقف بطولي

أم كلثوم وقت حكم الملك فؤاد.. «غنا من غير سياسة» وموقف بطولي

مشوار كوكب الشرق أم كلثوم لم يكن متميزًا فقط في عالم الفن والغناء، بل كان لها دورًا محوريًا ومهمًا في السياسية والوطنية المصرية، دورها البارز في الغناء كان محركًا رئيسيًا في أحداث مصر والوطن العربي طيلة الحقب الزمنية من الثلاثينات إلى السبعينات، كما أن حكايات «الست» الوطنية في فترة حكم الملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد أنور السادات، يعلمها الجميع، ولكن يختفي تمامًا دورها خلال فترة حكم الملك فؤاد والد الملك فاروق والذي تولى حكم مصر خلال الفترة من عام 1917 إلى 1936.

أم كلثوم كرهت فترة حكم الملك فؤاد لخضوعه للاحتلال البريطاني

أم كلثوم طيلة مشوارها في تلك الفترة لم تكن تتحدث أبدًا عن السياسة، ولم تكن تبدي رأيها في أي شأن سياسي سوى من خلال دعم الجيش ومناهضة الاحتلال البريطاني، ولكن فس حواراتها ومذكراتها التي نُشرت عقب ثورة عام 1952 تحدثت أم كلثوم عن فترة حكم الملك فؤاد ولكن بشكل مقتضب.

في بعض السطور المقتضبة التي أدلت بها أم كلثوم لمجلة «الكواكب» في حقبة الخمسينات من القرن الماضي، كشفت كوكب الشرق أنَّها لم تكن تحمل أى تقدير للملك فؤاد بسبب خضوعه التام لاحتلال البريطاني وبسبب معاقبته الدائمة لأي مصري يحاول التظاهر أو مناهضة الاحتلال.

أم كلثوم أصيبت بالحزن بعد وفاة شاب ساعدته على الهروب من قوات الاحتلال

وسردت أم كلثوم قصة حمايتها لأربعة شباب عام 1935 حاولوا التظاهر ضد مستر «هور» وزير الخارجية البريطاني الذي كان يزور مصر في ذلك الوقت، وكانت الاعتداءات البريطانية الوحشية ضد الشعب قد وصلت الى ذروتها، وتعدى هؤلاء الشباب على عدد من الجنود البريطانيين وفروا هاربين لتشاهدهم أم كلثوم وتحميهم وتسمح لهم باستقلال سيارتها.

تحكي أم كلثوم عن هذا الموقف فتقو: «لا أنسى هذا اليوم حيث أنني كنت عائدة الى منزلي بالزمالك، وشاهدت المظاهرات الحاشدة التي كانت ترفض استقبال الوزير، ويومها رأيت أربعة من الشباب يجرون هربًا من الرصاص المتطاير وطلبت من السائق التوقف، وفتحت باب السيارة لهم لكي يختفوا عن أنظار الإنجليز، حاولت أن أهدئ من روعهم وتعرفت عليهم واحدًا تلو الآخر، وقمت بتوصيلهم لكوبري أبو العلا كما طلبوا، ولكن ما أصابني بالحزن والألم هو معرفتي بخبر وفاة أحدهم وكان يدعى عبدالحكيم الجراحي بعد هذا الموقف بيومين».


مواضيع متعلقة