«ربتهم صغارا ورموها في الشارع».. شقيقان يتنصلان من رعاية والدتهما ببنها

كتب: حسن صالح

«ربتهم صغارا ورموها في الشارع».. شقيقان يتنصلان من رعاية والدتهما ببنها

«ربتهم صغارا ورموها في الشارع».. شقيقان يتنصلان من رعاية والدتهما ببنها

جلست وحيدة في الشارع على كرسي متحرك، لا حول لها ولا قوة، بعد أن تخلى ابنيها عنها، وألقيا بها على الطريق، في الوقت الذي باعت فيه شقتها التمليك من أجلهما في وقت سابق، بل وزاد على ذلك حرمها ابنيها من معاشها، الذي يبلغ 2000 جنيه، بحجة التناوب على معيشتها معهما، إلا أنها كانت على موعد بفاجعة، أصبحت حديث السيوشيال ميدا والشارع البنهاوي، بعد أن تركها أحدهما أسفل منزل الآخر، ليتنصلا منها ومن رعايتها، ما دفع رواد التواصل الاجتماعي لإثارة الواقعة وتداولها على مدار الساعات الماضية؛ لتحرر الأم محضرا في قسم ثان بنها ضدهما، أحيل للنيابة التي حققت فيه، وقررت بعد تنازل الأم إخلاء سبيل الابنين، وتسليم المسنة لابنتها التي تعهدت برعايتها.

البداية

تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صورا لسيدة مسنة جالسة على كرسي متحرك، وملقاة بالشارع في منطقة الأهرام ببنها، مشيرين إلى أن ابنها ألقاها في الشارع، وتركها وذهب منذ 4 ساعات.

وطالب النشطاء بضرورة معاقبة ابنيها اللذين تجردا من الرحمة والإنسانية، وتركا والدتهما على هذه الحالة، بعد أن تحصلا منها على ثمن شقة تمليك كانت تملكها، بالإضافة إلى معاشها الشهري، الذي يقدر بـ2000 جنيه.

أجهزة الأمن تتحرك وتفتح تحقيقا

إثر الضجة التي شهدتها مواقع التواصل الإجتماعي، تحركت أجهزة الأمن بقسم ثان بنها، وتلقى اللواء فخر الدين العربي، مدير أمن القليوبية، إخطارا من العميد حازم عفت، مأمور قسم ثان بنها، بتلقيه بلاغا من «رضا. ع»، 80 عاما، مقيمة بمدينة بنها، بإلقاء ابنها «س. و. ك» لها في الشارع أسفل منزل شقيقه، بعد إرغامها على بيع شقتها، ثم تنصلا منها.

وعلى الفور جرى ضبط أحد ابنيها، وهو موظف سابق، مدير عام بالمعاش، وتحرر محضرا بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

وكشفت التحقيقات تنصل كل من الشقيقين من المبلغة، ورفض كل منهما إقامتها طرفه، ليكون مصيرها الوجود في الشارع، فحررت محضرا بالواقعة.

كما دلت التحريات أن المبلغة تتقاضي معاش شهري 2000 جنيه، وأن ابنيها يستوليان عليه، ولم يكتفيا بذلك، بل أنهما أرغماها على بيع شقتها، لتسكن بالتناوب عند كل منهما، على مدار الإسبوع بمنطقتي الحرس الوطني والأهرام ببنها.

الأم: أصبحا يعاملاني بقسوة

قالت الأم خلال التحقيقات أمام النيابة، إنه باعت شقتها لصالح ابنيها، وتعيش كل فترة عند كل منهما بالتناوب، ولكن بعد فترة بدأت معاملتهما تتغير، وأصبحا يعاملانها بقسوة، مشيرة إلى أنها تتقاضى معاش شهري 2000 جنيه، وأن ابنيها يستوليان عليه.

وكشفت أنها فوجئت أمس بابنها، الذي تقيم عنده بالحرس الوطني، يأخذها أسفل عمارة نجلها الآخر، الذي يقيم بمنطقة الأهرام، ويطلب منه أن يأخذه، ولكنه رفض فتركها الابن الأول في الشارع، وغادر لتظل 4 ساعات على هذا الوضع، حتى تعاطف معها بعض المارة والجيران، واتصلوا بالشرطة، وحررت المحضر ضدهما.

الابن أمام النيابة: لم أقصد تركها في الشارع

مثل ابن السيدة، الذي تركت أمام منزله 4 ساعات بالشارع، وقال أمام النيابة: إنه في أقواله أنه لم يكن يعلم بترك أخيه الآخر لوالدتهما أسفل منزله؛ إذ أنها كانت في عنايته، مشيرا إلى أن شقته صغيرة، ولا تسعة هو ووالدته وزوجته وأبنائه، وفوجئ بمكوث والدته أسفل العقار الخاص به، مضيفا: «علمت بوجودها في الشارع أسفل منزلي من الجيران، ولم أقصد تركها في الشارع».

وبعد تحقيقات استمرت عدة ساعات، تنازلت الأم عن المحضر أمام نيابة قسم بنها، بإشراف المستشار علي حسن، المحامي العام لنيابات شمال بنها، لتقرر نيابة بنها إخلاء سبيل ابنيها، الذي كان يعمل أحدهما مديرا عاما، قبل خروجه على المعاش، وقررت  تسليم الأم لابنتها، التي تعهدت برعايتها، بعد رفضهما عيشها معهما، بسبب ظروف الحياة.

وأكدت الأم أمام النيابة أنها متنازلة عن المحضر، مشيرة إلى أنها لن ترضى بإيذاءهما، وأنهت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة ثان بنها إجراءات إخلاء السبيل للابنين، وتوجهت الأم مع ابنتها للإقامة معها، خلال الفترة المقبلة.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة