من عشة لـ4 جدران.. حياة كريمة تنقل أهالي الياسينية لـ«وش الدنيا»

كتب: أسماء زايد

من عشة لـ4 جدران.. حياة كريمة تنقل أهالي الياسينية لـ«وش الدنيا»

من عشة لـ4 جدران.. حياة كريمة تنقل أهالي الياسينية لـ«وش الدنيا»

في حجرة رطبة كئيبة، لا تصمد أمام تقلبات الفصول الأربعة، سقفها المغطى بـ«البوص»، تحرقه شمس الصيف الملتهبة، وتخترقه أمطار الشتاء المنهمرة، كانت تتكدس أسرة مكونة من 8 أشخاص، تتلاحم الأجساد صيفا وشتاءً للحماية من منحدرات الحياة القاسية، يبدأ يوم الأسرة مع بزوغ شمس الصباح، بحمل الزوجة إناءً بلاستيكيا فارغًا، وتخطو نحو المسجد القريب لنقل المياه على كتفها وتعود به إلى ما كان يطلق عليه مجازا «المنزل»، قبل أن يتحول بفضل مبادرة «حياة كريمة»، إلى سكن آدمي ينقذ هؤلاء من الأهوال.

مبادرة حياة كريمة تجمل قرية الياسينية بالبحيرة

صف من البيوت ذات لونين مميزين بين الأخضر والأصفر، تتراص أمام الوحدة الصحية بقرية الياسينية، التابعة لمحافظة البحيرة، إحدى القرى المستهدفة بالمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التي غيرت المبادرة حال 9 منازل بها، 7 منها كانت تحتاج إلى سقف بدلا من سقوف البوص، وتجهيز المنازل وتشطيبها بالكامل.

يقف أربعيني أمام بيته المقابل للوحدة الصحية بالقرية، يدعى «ثابت فتحي» يغسل الـ«توكتوك» الذي يعمل عليه باليومية، استعدادا لدورة عمل يرزقه الله منها، إلى جانب عمله فلاحا باليومية، يحكي قصته التي رصدتها «الوطن».

«كان عندي غرفة واحدة ليها سقف بألواح الخشب، وقسمتها وعملنا مطبخ وحمام، وكانت زوجتي والبنات يملأن مياه من الجيران أو من الجامع، عندنا 6 أطفال، 4 بنات وولدين، أحمد في الصف السادس الابتدائي، وفرحة فى الصف الرابع، وبسمة فى المرحلة الابتدائية أيضا، وأماني وهدى كبار، الولد الصغير سلامة عنده ثلاث سنين ونص، والقافلة الطبية عملت له عملية حول فى عينه والحمد لله بقى أحسن».

ما كنتش لاقية تسويقة لعيالي

تتابع زوجته «فاطمة» حديثه: «لما زوجى اتحبس عشان قضية تصالح على الأرض اللي اخواته بنوا عليها عشان باسمه، وبعت حلق بنتي الكبيرة عشان أطلعه، ما كنتش لاقية تسويقة لعيالي، زى اللي الناس هنا بتشتريها يوم الجمعة، هنا عندنا السوق يوم الجمعة وبيسموه يوم العيد، لقيت بيتى ما فيهوش حاجة ولا حد قال لي خدي هات حاجة لعيالك.

تستأنف فاطمة روايتها: «كنت أقضي الليل كله عياط، ولما حللت فى القافلة اكتشفت أني عندي السكر».

تصمت فاطمة وهي تنظر إلى السيراميك في الأرض وفي الحمام والمطبخ: شفت أيام صعبة كتير لكن «حياة كريمة» هي إيد ربنا اللي طبطبت علينا.

السقف ساترنا وبيحمينا

الأول كانت الأرضية طينة، ولما المطرة تيجي الميه تدخل علينا من الباب والشباك، ونكون مش عارفين نعمل إيه والبنات يساعدوني، لكن ربنا بعتلنا حياة كريمة،  لما الأرض بقت سيراميك التنظيف بقى سهل، وما بنحملش هم المطر، كله بينظف بسرعة، والسقف ساترنا وبيحمينا.

على بعد خطوات قليلة، من منزل فاطمة وثابت، يقيم جمعة طه وزوجته «سعدية رزق»، حيث تأخذك السلالم الصغيرة إلى غرفة استقبال على اليمين، وبعدها الحمام وعلى الشمال غرفتان، لتنتهى الشقة بالمطبخ.

الدنيا نورت وحياتنا اتغيرت

تحكي سعدية عن حياتها في البيت: «بقالي 20 سنة متجوزة، مكناش عايشين لغاية ما جات حياة كريمة، والدنيا نورت وحياتنا اتغيرت، مشيرة إلى أن لديها 4 أبناء بنتين وولدين، تزوجت الابنة الكبرى بعد رفضها الاستمرار فى التعليم بسبب بعد المسافة، وخوف والدها عليها».

لم يختلف حال ابنتهما الثانية عن الابنة الكبرى كثيرا، حيث تركت التعليم وتعمل حاليا فى جنى ثمار الفاكهة بأجرة 60 جنيه فى اليوم، لتساعد والديها في الانفاق على اخوتها اللذان مازالا فى الدراسة.

البيت كان بالبوص من 20 سنة

تتابع سعدية: البيت كان بالبوص واتجوزت على كده، ده النصيب، جوزى بيشترى شوية حبوب غلة وذرة من الناس، ويبيعها في السوق، وأنا باشتغل في السوق ولما بقى عندنا قرشين قمنا بتجهيز السقف بالتقسيط، وكان ينقصنا الشبابيك ، وتجهيز الأرضية ، وادخال وصلات مياه ".

كانت تحول المياه من مسجد القرية 6 مرات يوميا

وأشارت إلى أنها كانت تحول المياه من مسجد القرية 6 مرات يوميا، لافتة إلى انها لم تكن تعرف تستقبل أحد فى منزلها بالبوص الذى كان يخلو من الحمام والمطبخ .

«حياة كريمة» فتحت شبابيك وأبواب وجهزت المنزل

وأوضحت أن «حياة كريمة» فتحت شبابيك وأبواب وجهزت المنزل ، كما قامت بتوصيل مياه للمنزل، قائلة" مبقتش مكسوفة ورافعة راسى قدام الكل"، بأدعي للرئيس السيسي ليل نهار، لأنه حاسس بينا، وعايزنا نعيش واحنا مش محرجين، ولا مكسوفين.

وتتمنى سعدية أن يصل مشروع الصرف الصحي إلى قريتها، بدلا من اعتماد البيوت على آبار الصرف التى تفرغ كلما امتلأت، عبر سيارات شفط المياه، والتى تضطرهم للتخلص من مياه غسل الملابس أو ما شابه، عبر حملها لترميها بعيدا خارج البيوت.


مواضيع متعلقة