كواليس ما حدث في قصر الرئاسة التونسي بعد استلام الظرف المسموم
كواليس ما حدث في قصر الرئاسة التونسي بعد استلام الظرف المسموم
كشفت الرئاسة التونسية في ثنايا البيان الذي نشرته مساء اليوم على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، عن كواليس ما دار في قصر قرطاج الرئاسي منذ وصول الظرف المشبوه الذي كان موجهًا لرئيس الجمهورية، قيس سعيد، والذي اتضح لاحقًا أنه يحوي مادة سامة، لم يتم تحديد طبيعتها بعد.
بدأت القصة يوم الاثنين الماضي في حوالي الساعة الخامسة مساء، حينما تلقى القصر الرئاسي ظرفًا بريديًا موجهًا إلى رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ولا يحمل اسم المرسِل، لتتولى الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتح هذا الظرف فوجدته خاليًا من أي مكتوب، إلا أنه بعدها سرعان ما تدهور وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلي لحاسة البصر، فضلًا عن صداع كبير في الرأس، وهي نفس الأعراض التي أصابت أحد الموظفين بكتابة رئاسة الديوان، وإن كان بدرجة أقل، والذي كان موجودًا عند وقوع الحادثة.
وكرد فعل تلقائي فيما يبدو تم وضع الظرف في آلة تمزيق الأوراق، إلا أنه لاحقًا تقرر توجيهه إلى وزارة الداخلية، لتحديد طبيعة المادة التي كانت داخل الظرف، وهو ما لم يتسن معرفته حتى الآن، بحسب بيان الرئاسة التونسية.
ولا شك أن قرار تحويله إلى الداخلية جاء بعد تدهور حالة مديرة الديوان الرئاسي واتضاح أن ما حدث لها كان بسبب الظرف، لاسيما مع إصابة الموظف الذي كان موجودًا معها وقت فتح المظروف، بأعراض شبيهة.
وقد تم نقل مديرة الديوان الرئاسي إلى المستشفى العسكري للقيام بالفحوصات اللازمة، والوقوف على أسباب ما وصفته الرئاسة التونسية بـ«التعكر الصحي المفاجئ»، الذي أصابها، وذلك وسط تكتم من الرئاسة على الخبر وعدم رغبة في نشره «تجنبًا لإثارة الرأي العام وللإرباك».
غير أن الرئاسة اضطرت لاحقًا للإعلان عما حدث وتوضيح حقيقته، بعد تداول الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي، ووصوله لوسائل الإعلام.
ويبدو من ثنايا البيان أيضًا الدور المهم الذي قامت به «المصالح الأمنية المختصة وخاصة الإدارة العامة لأمن رئيس الدولة»، التي شكرتها الرئاسة التونسية في بيانها على «جاهزيتها وسرعة قيامها بالاختبارات اللازمة»، وهو الشكر الذي طال أيضًا «المصالح الطبية بالإدارة العامة للصحة العسكرية» على تدخلها السريع.
