القدرات والتحصيل: محافظات الدلتا تنجو بأبنائها.. والصعيد فى حالة «موت إكلينيكى»

القدرات والتحصيل: محافظات الدلتا تنجو بأبنائها.. والصعيد فى حالة «موت إكلينيكى»
لا يتوقف النظر إلى نتيجة الثانوية العامة عند تحليل معدلات الرسوب والنجاح والدور الثانى فقط، بل يتطلب الأمر استكشاف مستوى القدرات، ومستوى التحصيل لدى الطلاب، الناجحين والراسبين والذين يتعين عليهم خوض امتحانات الدور الثانى، ولاستكشاف هذه النقطة تم فى هذا التحليل تقسيم الطلاب إلى أربعة مستويات من حيث القدرات العلمية والتحصيل؛ الأول المستوى «الممتاز»، الذى حقق فيه الطلاب درجات أعلى من 400 درجة، والثانى المستوى الذى يتراوح بين الجيد والجيد جداً، الذى حقق فيه الطلاب درجات تتراوح بين 300 إلى 400 درجة، والمستوى الثالث الذى يتراوح بين المتوسط إلى الجيد، والذى حقق فيه الطلاب درجات تتراوح بين 200 إلى 300 درجة، ثم المستوى الرابع الذى يتدرج من الضعيف إلى الراسب، والذى حقق فيه الطلاب درجات تتراوح بين صفر و200 درجة. وفقاً لهذا التقسيم اتضح أن2.7% من طلاب الجمهورية استطاعوا الوصول إلى المستوى الممتاز، وحققوا درجات تصل إلى 400 درجة فأكثر، وأن 55.58% من الطلاب استطاعوا الوصول إلى المستوى الذى يتراوح بين الجيد والجيد جداً، وحققوا درجات تتراوح بين 300 و400 درجة، وأن 32.03% من الطلاب توقفوا عند المستوى الذى يتراوح بين المتوسط والجيد، بعدما حققوا درجات تتراوح بين 200 و300 درجة، فى حين فشل 9.69% من الطلاب فى تخطى المستوى الضعيف والراسب، وتراوحت درجاتهم بين الصفر و200 درجة.
يُفهم من هذا التقسيم أن المستوى الغالب على طلاب الثانوية العامة من حيث القدرات ومستوى التحصيل هو المستوى الذى يتراوح بين الجيد والجيد جداً، حيث يضم هذا المستوى ما يزيد على نصف طلاب الثانوية العامة. وبتقصى أوضاع طلاب هذه الفئة الغالبة من حيث التوزيع الجغرافى، وُجد أن أعلى نسبة ظهور وانتشار لها تظهر فى محافظة الدقهلية، حيث ترتفع نسبة هذه النوعية من الطلاب عن النسبة العامة للجمهورية، وتصل إلى 70.27%، تليها المنوفية بنسبة تقل عن ذلك بفارق طفيف، حيث تصل إلى 69.16%. تتراجع نسبة انتشار هذه النوعية من الطلاب تدريجياً فى المحافظات الأخرى، لكن يلاحظ أن هناك عشر محافظات تحقق نسبة أعلى من المعدل العام للجمهورية وهو 55.58%، وهى محافظات دمياط وكفر الشيخ والغربية وبورسعيد والشرقية وبنى سويف والبحيرة وشمال سيناء والقليوبية والإسكندرية، حيث تتراوح نسب انتشار هذه النوعية من الطلاب فيها بين 68.35% و56.41%.
فى المحافظات الخمس عشرة الأخرى تهبط النسبة عن المستوى العام، لتتراوح بين 55% و39.8%، وهى أدنى نسبة محققة على مستوى الجمهورية، وحدثت فى محافظة أسوان التى تأتى فى ذيل القائمة، وتسبقها محافظات مطروح وقنا والجيزة والفيوم وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر والسويس والمنيا والوادى الجديد وأسيوط والقاهرة وجنوب سيناء والإسماعيلية على التوالى. وقد كشف التحليل عن أن المحافظات التى يحدث بها انكماش لهذه الفئة من الطلاب، يحدث بها تمدد لفئة الضعيف والراسب بصورة أكبر من تمدد فئة المتوسط والجيد وفئة الممتاز، ويظهر ذلك بوضوح فى محافظات الصعيد ومطروح والفيوم. وفى المقابل أظهر التحليل أن تمدد وتوسع هذه الفئة ببعض المحافظات، يكون على حساب فئة الضعيف والراسب وفئة المتوسط إلى الجيد، كما يكون مصحوباً أيضاً بتوسع فى فئة الممتاز، وتعد محافظات قلب الدلتا هى المسرح الأساسى لهذه الظاهرة، وهى محافظات تعتبر فى الأصل معقل التوجه نحو العلوم والرياضيات ونسب النجاح الأعلى، وتقدم محافظتا المنوفية والدقهلية النموذج الأبرز على ذلك. ومرة أخرى تؤكد هذه النتائج أن محافظات الصعيد تعانى مشكلات تصل بها إلى حافة «الضياع التعليمى»، فيما تنجو محافظات الدلتا نسبياً من هذه المشكلات، ما يعزز فرضية عدم المساواة من قبل الدولة فى توزيع خدمات التعليم الأساسى، وأن هناك تمييزاً ضد الصعيد يهبط بكفاءة النظام التعليمى بداخله.


الطلاب موزعين بالنسبة المئوية على الشرائح المختلفة للقدرات ومستوى التحصيل
لمعرفة نتائج الثانوية العامة اضغط على الرابط التالي:
http://natiga2014.elwatannews.com/
الأخبار المتعلقة
«الوطن» تحلل نتائج الثانوية
التخصصات: الشعبة العلمية تسترد عافيتها بـ57٪ من الطلاب.. والحدود تفضلها «أدبية»
مفاجأة: 63.5٪ من مدارس مصر تصنع «الفشل الذريع»
«مفارقة» تستدعى التحقيق: راسبون فى مدارس المتفوقين
النجاح والرسوب فى المحافظات: المنوفية الأولى ومطروح الأخيرة.. والقليوبية فى المنطقة الدافئة
