النجاح والرسوب فى المحافظات: المنوفية الأولى ومطروح الأخيرة.. والقليوبية فى المنطقة الدافئة

12:42 ص | الأربعاء 23 يوليو 2014

بتحليل معدلات النجاح والرسوب، اتضح أن نسبة النجاح فى الثانوية العامة على مستوى الجمهورية بلغت 74.4%، ونسبة الدور الثانى 17.2%، ونسبة الرسوب 8.4%، وكما هو متوقع اختلفت هذه النسب من محافظة لأخرى، ووفقاً للتحليلات التى قامت بها «الوطن» فإن محافظة المنوفية احتلت القمة والمركز الأول بالنسبة لنتيجة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، بنسبة نجاح وصلت إلى 86.7%، ونسبة رسوب 3.1%، ونسبة دور ثانٍ قدرها 10.2%، أما القاع أو المركز الأخير الـ27 فكان من نصيب محافظة مطروح التى بلغت فيها نسبة النجاح 61.3%، ونسبة الدور الثانى 24.6%، ونسبة الرسوب 14.1%، وهى أسوأ نتيجة محققة على مستوى المحافظات جميعاً. أظهر التحليل أيضاً أن محافظات الدلتا تستحوذ على ستة من المراكز العشرة الأولى فى قائمة ترتيب محافظات الجمهورية، حيث احتلت المنوفية المركز الأول، والدقهلية المركز الثانى، ودمياط المركز الثالث، والغربية المركز الرابع، وكفر الشيخ المركز الخامس، والشرقية المركز السابع، والبحيرة المركز العاشر، بنسب نجاح تراوحت بين 67.4% و86.7%، وفى المقابل لم يظهر من محافظات الصعيد فى المراكز العشرة الأولى سوى بنى سويف بنسبة نجاح 78.3%، ومن إقليم القناة بورسعيد فى المركز السادس بنسبة نجاح 81.1%، يضاف لذلك محافظة الإسكندرية التى حققت نسبة نجاح 76.9%. فى المراكز العشرة الأخيرة التى تمثل «ذيل» القائمة يحدث العكس، حيث تختفى محافظات الدلتا تماماً، وتظهر محافظات الصعيد بوضوح، لتحتل خمسة من المراكز الأخيرة، حيث تأتى قنا فى المركز قبل الأخير الـ26 بنسبة نجاح 62.3%، ثم أسوان فى المركز الـ25 بنسبة نجاح 63.7%، ثم الفيوم فى المركز الـ23 بنسبة نجاح 64.6%، ثم سوهاج فى المركز الـ21 بنسبة نجاح 69.1%، ثم المنيا فى المركز الـ20 بنسبة نجاح 69.8%، أما باقى محافظات المراكز العشرة الأخيرة فتضم جنوب سيناء والإسماعيلية والسويس والجيزة بالإضافة لمطروح فى المركز الأخير. أما منطقة الوسط فتحتلها محافظات القليوبية والوادى الجديد والقاهرة والبحر الأحمر وأسيوط والأقصر وشمال سيناء، بنسب نجاح تتراوح بين 74% و71.4%. واستكمالاً لتحليل مستويات الرسوب والنجاح، تم إحصاء نسب الطلاب الذين يحملون مواد رسوب، سواء من يحق لهم إعادة الامتحان فى الدور الثانى، أو رسبوا رسوباً كاملاً، وبالضرورة، كان ترتيب المحافظات من حيث نسبة من يحملون مواد رسوب «من مادة واحدة إلى 11 مادة»، متطابقاً مع ترتيب المحافظات من حيث نسب النجاح، حيث حققت المنوفية أقل نسبة رسوب فى المواد ووصلت إلى 13.2% فقط، فى حين حققت مطروح التى كانت فى ذيل قائمة النجاح، أعلى مستوى من حيث مواد الرسوب، حيث بلغت نسبة طلابها الذين يحملون مواد رسوب 37.6%، وهذا يعنى أن أكثر من ثلث طلاب مطروح لم يستطيعوا تخطى امتحانات الثانوية بنجاح تام، وفى السياق نفسه ظهرت محافظات الصعيد كأكثر المحافظات معاناة من ظاهرة الطلاب الذين يحملون مواد رسوب، وبلغت المشكلة ذروتها فى قنا، حيث وصلت النسبة إلى 37.4% وفى أسوان 35.3%، وهى نسب تعادل أكثر من ضعف ما تحقق فى المنوفية والعديد من المحافظات الأخرى. يلاحظ هنا أننا إذا استثنينا محافظة بنى سويف الملاصقة لإقليم القاهرة الكبرى، سنجد أن الصعيد بكامله بما فيه الفيوم، يقع فى المنطقة الوسطى والضعيفة النتائج، وأن نسب النجاح تضعف كلما اتجهنا جنوباً بشكل عام، على الرغم من وجود بعض الفروق البسيطة بين محافظة وأخرى، والدليل على ذلك أن أسوأ النتائج محققة فى أسوان وقنا، اللتين تحتلان المركزين قبل الأخير على مستوى الجمهورية، والمعنى وراء ذلك أن مستوى الكفاءة فى نظام التعليم الأساسى بمصر يهترئ ويتدهور كلما اتجهنا جنوباً، ويصل إلى قاع أدائه وكفاءته فى أسوان وقنا على التوالى. كما يلاحظ أيضاً أن المحافظات التى كان لها مواقع فى المراكز العشرة الأولى، هى نفسها تقريباً المحافظات التى كان اهتمامها بالرياضيات والعلوم أكبر من اهتمامها بالمواد الأدبية، وأبرز مثال على ذلك محافظات المنوفية ودمياط والإسكندرية وبورسعيد والإسكندرية، فجميعها ظهر فى المراكز العشرة الأولى الأكثر اهتماماً بالرياضيات والعلوم، وظهر فى الوقت نفسه فى قائمة العشرة الأوائل من حيث نسب النجاح، وهو ما يمكن اعتباره مؤشراً على وجود ارتباط بين الإقبال على الرياضيات والمواد العلمية وبين الجدية والاجتهاد والقدرة على تحقيق النجاح. وعند ربط الملاحظتين معاً، يتضح أن نظام التعليم الأساسى بالصعيد يعانى معضلة مركبة، فهو تارة يرزح تحت التأثير القوى لـ«حاجز الرياضيات والعلوم»، ما يجعله ينزح أو يميل إلى الدراسة الأدبية التى يتصور أنها الأسهل، ومن ناحية ثانية يعانى تدهوراً فى مستوى كفاءة النظام نفسه مقارنة بمحافظات الجمهورية الأخرى، والأرجح أن التدهور فى كفاءة نظام التعليم يغذى ويعزز من سطوة وغلظة تأثير حاجة الرياضيات والعلوم، ويدفع الأمور نحو سيادة منطق الاستسهال، فتكون المحصلة رداءة فى النتائج المحققة مقارنة بالمحافظات الأخرى.