بريد الوطن.. حياةٌ حافلةٌ بالمخاطر
بريد الوطن.. حياةٌ حافلةٌ بالمخاطر
«كُلى بكُلّك ممزوجٌ ومُتصلُ، والنائباتُ التى تؤذيكّ تؤذينى» هكذا هى علاقة الأحبة، أب وابنته، زوج وزوجة، أخ وأخت.. جميعهم فى علاقة الحب ومدى الارتباط سواء.. وهذا ما جعلنى أرى علاقات مختلفة من منظور عام.. أبحث خلف كل نجاح كيف كان وكيف تحقق، أعمل بهيئة حكومية خاصة بالنظافة والتجميل ورأيت عمالاً لديهم أبناء يرفعون رؤوسهم بهم، يمتدحونهم ليل نهار، ما بين أطباء ومهندسين، هم وحدهم جيش برتقالى يقهر الصعاب، وأبناؤهم ما بين جيش أبيض يحمل عنا معاناتنا ومآسينا وبين فئات أخرى لا يمكن التخلى عنها.. أكثر ما أثر فىّ بمجرد ما بدأت البحث ووجدت ما كانت نفسى تصبو إليه من حالة فريدة قنوعة راضية، إنه عامل بسيط يعمل بالوردية الصباحية على ما أعتقد، أراه بخيالى يومياً أثناء ذهابى للعمل لا يكل ولا يمل، ولا يُهدر طاقته فى الفراغ، رغم قلة الإمكانات، إلا أنه لم يخلف موعده أبداً، معه كتاب الله يقرأ فيه وقت راحته، ملابسه الرثة ومظهره البسيط يجعلك تفكر ألف مرة كيف يواجه المجتمع، يربى أبناءه، يتعامل مع زملائه؟ ثم تعود للواقع بعد بضع ثوانٍ فتجد أنه منفرج الأسارير، يتغلب على حرارة الشمس بقبعة من الكرتون صنع يده، وجورب من الأكياس البلاستيكية، وحذاء متهالك يكاد يقيه لهيب الأسفلت بصعوبة بالغة، فتبتسم له تلقائياً وكأنه عنوان للطاقة الإيجابية التى لا مثيل لها، حتى إن طحنتك الحياة بين فكيها..
أسماء عبدالخالق
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
