بريد الوطن.. الطاعة بين المعنى الحقيقى والمغلوط

بريد الوطن.. الطاعة بين المعنى الحقيقى والمغلوط
الطاعة: اسم للطوع، الذى هو مصدر «طاع يطوع»، بمعنى انقاد وفعل ما يؤمَر به عن رضا دون ممانعة. فالطاعة ضد الكره، عكس المفهوم الشائع للعامة. فهى الانقياد والخضوع بكل حرية، هى الامتثال للأمر مع الرضا والمحبة والقبول، اختيار وإرادة وليست إجباراً.
آدم وحواء كانا مطيعين لله بإرادتهما، وكذلك الملائكة، وحين عصيا الله كان بإرادتهما، وإبليس عصى ربه باختياره أبى واستكبر. كل عبد مطيع لله هو محب راضٍ مقبل على ربه بنية خالصة وقلب سليم؛ لأن هناك من فسر الطاعة فى الامتثال للأمر قولاً وفعلاً فقط، وهذا معنى قاصر جداً دون الرضا القلبى، فالرياء فى الطاعة لا يقبله الله تعالى: «قل أنفقوا طوعاً أو كَرهاً لن يُتَقبل منكم إنكم كنتم قوماً فاسقين»، معنى الآية: قُل يا محمد لهؤلاء: أنفقوا ما شئتم من أموالكم فى وجوه الخير حالة كونكم طائعين، أى: من غير إجبار أحد لكم، أو كارهين، أى بأن تجبروا على هذا الإِنفاق إجباراً، فلن يقبل منكم ذلك الإِنفاق.
وحتى فى العلاقة بين الزوج والزوجة، الأصل فى طاعة الزوجة لزوجها هو الرضا وعدم الإكراه، وليس المعنى المغلوط المتداول بين الناس، لأن الطاعة والإكراه يستحيل أن يجتمعا فى علاقة سليمة سوية جعل الله أساسها المودة والرحمة والسكينة، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- لنا فيه قدوة حسنة فى هديه وسيرته مع زوجاته وفى علاقته بالأبناء، لا يجبرهم، ولا يطيعونه كرهاً، بل طاعة محبة ورضا.
رانيا سعيد مصطفى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com