الدين بيقول إيه.. ما حكم من يصافح الناس ويعانقهم في ظل كورونا؟
د. مجدي عاشور
أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين الفتوي بـدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم من يصافح الناس ويعانقهم في ظل الأوبئة، مخالفا التعليمات الطبية، ويقول «إن الأعمار بيد الله تعالى».
وقال «عاشور» في فتواه، إنه من تمام العلم والإيمان أن يأخذ المسلم بالأسباب المتاحة له من خلال جوارحه، وفي الوقت ذاته يتوكل قلبه على الله عز وجل؛ وبذلك لا يتعارض قوله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، مع قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم).
وأوضح مستشار المفتي، أن الأصل في المصافحة بالأيدي بين الناس أنها مشروعة ومستحبة في الأحوال العادية، ولكن إذا وجد مانع يمنع منها لما يترتب عليها من ضرر وعدوى يخشى انتقالها من أكبر المتصافحين إلى الآخر - وذلك بقول الأطباء - فإن المشروع يصير محظورا وممنوعا.
وأشار الدكتور مجدي عاشور، إلى أن القاعدة الفقهية تقول «درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة»، فإذا كان هذا في الحالة الخاصة بفرد واحد وفي الأزمنة المعتادة، فمن باب أولى أن تكون ممنوعة في زمن الأوبئة ومظنة انتشار الأمراض المعدية.
وأكد أمين الفتوى، أن مخالفة أهل الاختصاص بما يؤدي - أو مظنة أن يؤدي إلى ضرر بالناس، لا تجوز شرعا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار»، منوها إلى أن الاستهتار في هذا الأمر يتخشى أن يدخل صاحبه تحت قول الله سبحانه: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وكذلك (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
ونوه «عاشور» إلي أن المصافحة بين الناس في العموم مشروعة وقد تكون مستحبة، وتصير غير جائزة إذا أدت إلى ضرر بالمتصافحين ، ويزداد الإثم كلما ترتب عليها ضرر أكثر في زمن خوف انتشار الأوبئة والأمراض المهلكة، ومثل ذلك وأكثر في التعانق.
وشدد مستشار مفتي الجمهورية، على أن فعل ذلك اعتمادا على أن الأقدار والأعمار مكتوبة ليس من الفقه الصحيح أو العلم النافع المليح؛ إذ عدم الأخذ بالأسباب المتاحة جهل بالشرع، ومدعاة للطعن في الدين؛ خاصة إذا كان الأمر يتعلق بحياة الفرد والجمع، يعني كل المجتمع.